ما بين الاقتباس (Groundhog Day) و اعادة الانتاج (اسطورة سيزيفوس)

دخلت فيلم احمد حلمي الجديد امبارح بس و ده بسبب ان كنت خايف يكون الفيلم مش قد كدة زي افلام كتير من نجومنا اليومين دول وانا اكتر حاجة ممكن تضايقني اني ادخل فيلم لنجم كبير و موهوب و الاقي في الاخر ان الفلوس و الوقت راحو هباء و طبعا احمد حلمي علي رأس هذة القائمة المهم صبرت شوية لحد ميبان رد فعل الجمهور عن الفيلم و طبعا كالعادة كانت ردة فعل قوية جدا تؤكد ان هذا الممثل موهوب بالفطرة و الاهم انه بيحترم نفسه و فنه و جمهوره في زمن اصبح الاجر عن الفيلم هو الشغل الشاغل لدي الفنان و طبعا موقع اسمه علي الافيش و الكلام اللي مفيش عازة نخوض فيه و ندخل علطول في الموضوع:

ناس كتير جدا ربطت مابين الفيلم و فيلم اجنبي اسمه groundhog day بطولة بيل ميري و هو من انتاج سنة 1993 و تدور احداثه عن شخص يعمل مراسل باحدي القنوات و لكنة يتسم بالانانية و الغرور و لا ينظر الا تحت قدمه تتوقف حياتة عند يوم 2 فبراير و يستمر اليوم في التكرار الي ان يغير العادات السيئة التي كانت تلازمه فتستقيم له الحياة مرة اخري و ينام و يستيقظ ليجد نفسه 3 فبراير و يتخلص نهائيا من عقدة تكرار نفس اليوم...فيلم رائع رائع و مثير و انصحكو تشوفوه بس خلي بالك من حاجة مهمة جدا و هي من وجهة نظري طبعا ان فيلم احمد حلمي مختلف تماما عن هذا الفيلم من كل حاجة مع ان الفيلمين مقتبسين من نفس المصدر اللي هو اسطورة سيزيفوس و لكن كل واحد بطريقته اللي تنسجم مع مفاهيمه و تقاليده و بيئته و انا عايز بس اقول نبذة مختصرة عن الاسطورة لأنها بتناقش قيم معينة ممكن كل واحد يعملها فيلم و ميبقاش حد اقتبس من حد.

سيزيف او سيزيفوس (Sisyphus) كان واحد من آلهة الأغريق حدثت بينه وبين كبير الآلهة "زيوس" مشكلة كبيرة نتج عنها أن غضب عليه الأخير وقرر قيده بالسلاسل لعقابه.

لكن سيزيفوس العنيد نجح في الهرب، فحكمت عليه الآلهة بالبقاء خالداً في الجحيم ومعاقبته برفع صخرة من القاع حتي قمة جبل شاهق، وقبل أن يصل بقليل تسقط منه لأسفل، فيعود ليبدأ الرحلة من جديد من القاع إلى القمة.

كان سيزيفوس المسكين يدفع الصخرة نحو قمة الجبل شديد الانحدار وكلما كادت الصخرة أن تصل القمة انقلبت وتدحرجت إلى الأسفل محدثة جلبة شديدة ومثيرة غمامة من الغبار، فيعود ليستجمع كل ما فيه من قوة ويدفع الصخرة نحو القمة، ويتصبب منه العرق كالمطر ويتعالى لهاثه كالرعد، وعندما يكاد يصل إلى القمة تعود الصخرة وتتدحرج من جديد بلانهاية لعذابه.. ولا طائل لمجهوده الضائع.

والقصة كمعظم الأساطير الأغريقية تحمل في طياتها حكمة إلى بني البشر، فمأساة سيزيفوس ورحلته مع المعاناة، هي في حقيقة الأمر تمثل عذاب الإنسان ومعاناته مع الجهد المركز في جانب واحد من الحياة لا طائل من وراءه دون النظر لباقي جوانب الحياة التي ربما تكون أكثر أهمية.

الفيلم ناقش هذة القضية من واقع مصري خالص يحدث في اغلب البيوت المصرية الشريفة طبعا التي تجعل مستقبل افضل لاولادهم هو اسمي الاهداف و طبعا اداء حلمي كان فوق الخيال كالمعتاد و يجعله مسئول بأشياء كثيرة ناحية فنه و جمهورة و حسب له و لمخرج الفيلم احمد نادر جلال اعتمادة علي طاقم تمثيل جديد تماما و كان اختيار موفق جدا لأن بصراحة ادائهم كان عالي جدا و متزن و متناغم رغم حداثة عمرهم السينمائى و اخيرا احداث الفيلم تختلف تماما عن احداث الفيلم الاجنبي Groundhog Day من حيث القيم التي ناقشها الفيلم او الشخصية و سماتها و مقدار التغير فيها الي جانب ان الاحداث مختلفة تماما و النهاية كانت اكثر اختلافا الي جانب ان الفيلم يحتوي علي اكتر من مشهد رئيسي (master scene) سيجد النقاد صعوبة بالغة في اختيار ايهم هو المشهد الرئيسي.