الثلاثة يشتغلونها... فيلم لكل المصريين

عندما شاهدت الحملة الدعائية الخاصة بالفيلم من تريلر و افيشات و بوسترات، كان انطباعي انه امتداد لما فعلته ياسمين من قبل في الدادة دودي، كما انني تعجبت بشدة من اسم الفيلم، فبعيدا عن كونه مبهما، و قد يظن البعض ان له ايحاءا ما، فانه ثقيل على اللسان، و من الصعب نطقه وسط الكلام. و لكن جل ما تعجبت منه هو وجود اسم يوسف معاطي على الفيلم، فان هذا الاسم يدل على وجود موضوع في الفيلم، عكس ما توحي به الدعاية.

و لكن بالرغم من هذا، فان تريلر الفيلم بالنسبة لي هو الاكثر اغراءا من بين افلام الموسم، و لذلك قررت ان اشاهده بعد مأساة فيلم "عسل اسود" الذي تحول حجم ايراداته الى لغز من الألغاز الكونية التي يصعب على الانسان فهمها.

هذا الفيلم، من المشهد الأول حتى النهاية، ممتع، و على النقيض من "عسل اسود" الذي لم ابتسم حتى فيه، فانني قد ضحكت كثيرا في "الثلاثة" و خرجت من دار العرض و على وجهى ابتسامة.

جاء سيناريو يوسف معاطي جيدا، و من رأيي فهو واحد من افضل سيناريوهاته، فهو ساخر كالعادة، و لكنه اكبر من موضوعاته السابقة و اكثر ثراءا، و بالفعل كان اسم الفيلم له مدلول كبير، و جاء تناوله موفقا لتلك القضية الحساسة، فقد وضع يده على اساس مشكلة مجتمعنا اليوم، و لم يخشى من الانتقادات لسخريته من كل النماذج الفاسدة في المجتمع و تعريتها امام الجمهور.

الفيلم تقنيا ضعيف الى حد ما، و كان به العديد من الاخطاء في الاخراج و التصوير و البوست، و تجلت في مشاهد الكروما التي طهرت رديئة الى حد كبير، و لكن لم تقطتع من متعة الفيلم و يغفر لها.

اتحسر على مثل هذا الفيلم، فانه يستحق عن جدارة ان يتصدر شباك التذاكر، فمن يظن ان "عسل اسود" يتكلم عن مصر و يناقش قضية هامة، فان "الثلاثة" يتخطاه عشرات المرات في الاهمية و التناول و الامتاع.