هذا ما جناه الامهات

لطالما قدمت السينما الامريكية أفلاما تمتلئ بالدماء و الأشلاء و الرعب الا أنها من وقت لآخر تقدم أفلاما ذات حس انساني عالي و يحمل في طياته الهدف و المعني و كان هذا الفيلم من ضمن تلك الافلام الذى يناقش مشكلة عصرية هامة و هي اصابة الانسان بمرض الايدز و المعاناة التي يشعر بها خاصة عندما يكون المريض امرأة و تنقل المرض ايضا لابنتها. فبدلا من أن تقدم لها الحنان و الحب و الحياة تهديها المرض القاتل بلا ذنب جنته . فنحن هنا أمام أم بوهيمية تعيش لحظات الحب المسروقة بلا أدني شعور بالذنب ثم تكتشف أنها حامل سفاحا بل انها أيضا مصابة بالايدز و بالتالي نقلت المرض للابنة و تكمل الام جريمتها فعندما تنجبها تتخلي عنها و تتركها لتقوم الممرضة سوزان التي تعالجها بتبنيها مع أبنها المراهق مقنتعة بوجوب مكان من أجل آني كي يأويها حتي ولو كان مكانا للموت وذلك بعد أن تخلي الكل عنها . و لكنها بعد عام من تبنيها تفاجأ بالام الحقيقية و قد استيقظ ضميرها وارادت أن تستعيد ابنتها لتعيش معها أيامها المتبقية فينشأ صراع بين الامهاتين من أجل الاستحواذ علي الابنة فتلجأ الام للقضاء . و لكن بعد التعرف علي بعضهم عن قرب تقتنع الام الحقيقية بأن سوزان تستحق بالفعل أن تتولي تربية ابنتها التي إتضح أنها يمكن أن تعيش رغم المرض . فتتركهم وترحل كي تموت بعيدا عنهم . و ينتهي هذا الفيلم الناعم الذي يحمل في طياته الكثير و الذي نجح في تقديم الهدف و المعني بلا ضجيج او نصائح مباشرة .كما أكد أنه من الممكن تقديم قصة ناجحة و هادفة بلا مشهد مبتذل واحد و أيضا بلا رقص أو غناء بل فكرة قوية و ممثلين مقنعين .