لـ عبقرية سعد الكوميدية عنوان واحد .. تـتـح

المقدمة :-

لكل كوميديان طريقته الخاصة بنوعية الأفلام التي يقدمها .. فـ هناك من يفضل تقديم أفلام كوميدية ذات طابع سياسي كـ هاني رمزي ومنهم من يقدم أفلام لها قصة ورسالة كـ عادل إمام وأحمد حلمي .. ومنهم من يعتمد على الضحك فقط بشكل كبير كـ محمد هنيدي ومحمد سعد ، لكن ما يميز سعد عن جميع ما ذكرتهم هو انه متخصص بالكاركترات بدرجة إمتياز لذلك وضعت هذه الفكرة برأسي قبل مشاهدة أي فيلم لـ محمد سعد وهي أن فلامه للضحك فقط وليس للإستفادة من هدف ما ، حتى لا اتعب نفسي بالبحث عن مضمون أو رسالة واضحة بل أتفرغ تماماً لمراقبة نوع الكاركتر الجديد والإستمتاع بـ أفيهاته القاتلة التي أشبها بـ سلاح الرشاش ، بسبب شهرة سعد بـ الافيهات الكثيرة والتي يطلقها بوقت قصير جداً وهذه الميزة ينفرد بها سعد عن أبناء جيله .. وبهذا الفيلم أصابت طلقاته قلوبنا وقتلتنا من الضحك .

تتح شخص طيب وبسيط وذو قلب أبيض ولكنه يعاني من البطئ الشديد في الاستيعاب وعدم قدرته على المشي بشكل سليم وكذلك حولان بالعينين وثقل باللسان ، كل هذه الصفات والاعراض موجودة فيه مما تضعه بمواقف صعبة وتجعله يتورط بمشاكل كثيرة .. وتجعل المشاهد على موعد مع وجبة كوميدية دسمة جداً .

أما بالنسبة للقصة الأساسية للفيلم هي أن احد ملاك العقار الأغنياء قام بعمل توكيل عام لخادمه الذي يشتغل معه قبل أن يتوفى ، وهذا الخادم يدعى سلطان ( سامي مغاوري ) جار تتح ( محمد سعد ) ، وتدور الأحداث حتى دخل الخادم إلى السجن وشاءت الصدف ان تجمعه مع تتح وطلب الخادم منه أن يتواصل مع أميرة ( دوللي شاهين ) إبنة صاحب العقار المتوفي الموجودة عبر الإيميل فـ تعرف تتح عليها من خلال برنامج الـ Skype ، وشاهدها تتعرض للإختطاف من قبل أبناء عمها الذين يريدون التوكيل ولكي يستولوا على الأموال الذي كتبها لـ خادمه ، وقبل أن تُخطف أعطت أميرة لـ تتح رقم معين ولكن لم يسجله كاملاً بسبب بطئ إستيعابه كما ذكرنا .. فـ ساعده إبن اخته هادي ( عمر مصطفى متولي ) بالبحث عن الرقم الصحيح بواسطة نظرية الإحتمالات ، ومع كل رقم يقوم تتح بالاتصال عليه يجد نفسه بقصة أخرى تماماً ، فيضعنا المؤلف بـ 4 قصص منفصلة عن الأخرى وركز عليهما بشكل خفيف وسطحي ، وهي :- القصة الأولى ( زواج القاصرات ) القصة الثانية ( اللامبالاة الموجودة بالمنتجين في حق نجوم الفن الكبار ) القصة الثالثة ( سرقة البنك ) القصة الرابعة ( عقوق الوالدين )


إيجابيات الفيلم :-

  • أداء محمد سعد تحسن بدرجة كبيرة فلم أرى كثيراً صراخه ولا ضحكاته على أفيهاته أو البصق المبالغ فيه وهذه الاشياء كانت بزيادة بأفلامه الأخيرة وبنظري كانت أشياء سلبية .. ومن الناحية الكوميدية هذا الفيلم يعد الأفضل لـ سعد بجميع أفلامه .

  • لأول مرة محمد سعد يقدم عمل ثنائي مع فنان وليس فنانة .. فعادة سعد يقدم لنا فنانة تشاركه العمل كـ حبيبة أو كـ أم ، ولكن في تتح لم يكن هناك قصة حُب ورومانسيات وذلك بسبب عمله الثنائي مع عمر ابن الراحل مصطفى متولي ، فرأينا كمياء جميلة بينهما حيث أبدع عمر بدوره وقدم نفسه كـ واحد من النجوم الذين يتوقع لهم مستقبل جميل بالسينما المصرية .

  • لا يوجد بالفيلم فترات ملل إطلاقاً .. فشاهدت سيناريو سريع وممتع ، ومستوى الفيلم على وتيرة واحدة حيث لم يتعرض للهبوط وهذه نقطة تحسب للمؤلفين سامح سر الختم ومحمد نبوي .

  • المخرج سامح عبدالعزيز أبدع بإخراج تفاصيل وملامح شخصية تتح الكوميدية للغاية وذلك عن طريق الـ Close على الوجه أو إظهار مشيته العجيبة ، وأحسست فعلاً بوجود مخرج بدون تدخل من سعد أو تأثير منه وهذا هو سر النجاح الذي حققه الفيلم .

  • فكرة ضيوف الشرف بكل قصة من القصص المنفصلة أحد عوامل نجاح الفيلم والتي جعلت المُشاهد يشعر بالانتعاش وإبعاد الملل .. فرأينا سمير غانم ، عبدالله مشرف ، رجاء الجداوي ، بوسي ، منة عرفة حيث قاموا بأداء تلك المشاهد بشكل جميل وسلس .. أما أكثر ضيوف الشرف إبداعاً هي الفنانة القديرة رجاء الجداوي حيث قدمت مشهداً كوميدياً رائعاً مع سعد .

  • الجميع يعلم بالتنافس بين محمد سعد وأحمد حلمي ، ولكن محمد سعد أظهر لنا روح رياضية كبيرة بالفيلم .. حيث بإحدى المشاهد ظهر جزء من فيلم حلمي الأخير ( على جثتي ) ، قد لا يعتبره البعض من الجمهور العادي الغير متابع لأخبار السينما والفن نقطة إيجابية للفيلم ولكن المتابع المتخصص سوف يشعر بإنها نقطة ايجابية ،، فهل سيقوم حلمي بعرض مشاهد من إحدى أفلام سعد ؟


سلبيات الفيلم :-

  • الإيحاءات الجنسية ، اعتقد ان هذا أكثر فيلم لـ سعد استخدم فيه هذا النوع من الكوميديا والتي لا أحبذها شخصياً .

  • طاقم العمل من العنصر النسائي لم أشعر بوجودهن بداية من مروى وإنتهاءاً بـ دوللي شاهين فـ كانت أدوارهن جداً عادية وأتوقع ان هذا العمل لن يضيف لهما شيء .

  • أما طاقم العمل من العنصر الرجالي كان وجودهم أفضل من النسائي ولكن يبقى دورهم شبه مهمش أو أشعر انهم لم يظهروا كل ما لديهم وهم سامي مغاوري وسيد رجب ونبيل عيسى .

  • محمد سعد استخدم شتائم خطيرة باللغة الانجليزية كـ f*k و son of b*ch ، هذا الأمر أزعجني خصوصاً ان سعد شخصية محبوبة ومؤثرة وهذه الكلمات قد تكون متداولة بين الأطفال والمراهقين وهم لا يعرفون معناها وإنما فقط مجرد تقليد ، هذه الشتائم وجدتها ايضاً بكذا فيلم مؤخراً .. فأين دور جهاز الرقابة من هذه المصطلحات الاجنبية القذرة ؟


الفيلم دخلته بسينما الكويت مرتين .. وعندي استعداد أدخله للمرة الثالثة أيضاً =)

برافووو يا سعد استمر .. تقبلوا تحياتي / عبدالهادي من الكويت ( عاشق ومتخصص بأفلام محمد سعد )