العهد : الدين و السياسة.

مسلسل العهد ببساطة شديدة عبارة عن دراما ملحمية سوداء تناقش موضوع تداخل الدين و السياسة و تاثير كل منهم في الاخر. من خلال ثلاث كفور يجمعها دين واحد هو العهد الذي مر بجيلين حيث هناك عهد قديم و هو الذي ضاع في بداية الاحداث ليتم استبداله بعهد جديد كتبه حكام الكفور بأيديهم ليحافظوا على ولاء الناس لهم باسم الدين. يتعرض المسلسل للكثير من الطبائع و الغرائز البشرية التي تحفز الاطماع لدى الناس و تدعوهم لارتكاب جميع الموبقات في سبيل الحفاظ على مكتسباتهم السلطوية و رغم ذلك فانهم يبررون جميع افعالهم باستخدام العهد الذي اتخذوه دينا. تظهر بوضوح كذلك فكرة الامل الذي يتولد لدى الشعوب بقدوم مصلح ما و هي اسطورة موجودة في كافة انواع الميثولوجيا الشرق اوسطية حيث ظهرت لدى اليهود ايام السبي و دخلت الدين المسيحي بمبدأ قيامة و عودة المسيح و ادخلت الفكرة كذلك في الاسلام عبر قصة المهدي المنتظر و يتجلى ذلك في المسلسل بنبوءة اللي هتعدل المايل.و التي تشكل الامل الذي يصمت جميع سكان الكفور بانتظاره. الكفر الاول في المسلسل هو كفر القلعة و يحكم من قبل الديابة المأصلين و الثاني هو كفر نطاط الحيط و الذي من اسمه يبدو انه قد تفوق على سور القلعة ذاتها و يحكمه ديابة مش مأصلين، الكفران يرمزان بشكل او باخر الى الكنيستين الأرثوذكسية و الكاثوليكية على التوالي حيث يمثل الضوي دور الكرسي البابوي الذي يحكم فعلياً رغم وجود حاكم هو البحطاطي الذي يرمز للسلطة السياسية. الكفر. الثالث و الذي يمتاز بانه نغش كما تم وصفه بالمسلسل يعبر عن اتباع الدين في الدول الغير منضوية تحت اشكال الحكم الديني و لهذا يتم احتلاله عدة مرات مع انه من الواضح انه سيسيطر في نهاية الاحداث. الكلام المباح في جميع الكفور هو نعم و حاضر. و نتيجة قيام ثورة للتغيير و ضد هذا الواقع القمعي و بعد نجاح الثورة اصبح الكلام المباح نعم و حاضر و سبحان الله و الحمدلله!!! و في هذا اشارة واضحة على القمع لدى الانظمة الاستبدادية و الانظمة الدينية التي تمسك بزمام الامور بعد قيام ثورات ضد الانظمة السابقة لتطبيق نفس القمع مع زيادة مساحة الحرية الدينية فقط. المسلسل يستحق المشاهدة و ربما سيكون لي ملاحظات اخرى بعد انتهاء عرضه.