كيف تجد مدخل الي خلايا مخ المشاهد في ١٢٠ دقيقة

SPOILER ALERT!!!

الفيلم مبدأياً ينافس أفلام اجنبية كتير جداً من حيث الإخراج و التصوير و الموسيقي التصويرية. انا تقريباً في أفلام كتير من انتاج أمريكي، مقدرتش تبهرني بالمنظر ده. مروان حامد المفروض ياخد جايزة احسن اخراج في تاريخ السينما حتي الان. بالنسبة للقصة؛ ف أحمد مراد كان بيحاول يدور علي ثغرة في مخ المشاهدين "قدر يوصل لها بالفعل" عشان يدخل جوا خلايا المخ البشرية و يبدأ صراع كبير بين الانسان، و عقله، و احساسه، و ترجمته لملحمة الإخراج اللي شايفها قدّامه. الموضوع ببساطة كان تمام لغاية اول ٢٠ دقيقة، مجرد اثارة و تخمينات ضئيلة، بعد كدة بيزداد، لدرجة انه بيوصل لمراحل اخري يعجز عن تفسيرها اي حقل بشري، ثم يأتي خالد الصاوي في اخر مشهد قاتلاً جميع طموحات اي خلية في المخ للوصول الي اي تفسير عقلي مقبول، بعد ملحمة الأحداث. الأفلام بتبقي يا اما نهاية مفتوحة، يا اما نهاية مقفولة.. احمد مراد اخترع مصطلح "قصة مفتوحة" بعد الرواية دي.

طبعاً الممثلين كلهم كانوا في مستوي الجحود في التمثيل؛ مثلاً ماجد الكدواني عمل دور، لو جابوا ألباتشينو بعدها عشان يعمله، هيفشل فشل ذريع. خالد الصاوي كان كل ما يحس ان ماجد الكدواني هيكوِش علي النجومية، يقوم بكل بساطة معلّي عليه و قايل له "متصغرناش يا عم ماجد".. كندا كانت مثال اصيل يجمع بين المرأة المصرية الروتينية المعتادة، مع الجانب الأنثوي الطبيعي اللي ظاهر في جميع جوانب تمثيلها. محمد ممدوح مجرذ ظهوره حتي لو كان لمدة ٣ دقايق بس، فهو لا يزال محمد ممدوح، بعبقريته الابدية. منة شلبي مكنتش قادر أشوفها حد غير منة شلبي؛ و ده تماماً اللي كان مقصود من دورها. هو ده الاستخدام الأصح لها في الفيلم.

تيجي بقي علي الجانب الأهم، و هو تفسير النهاية اللي دمرتنا جميعاً: بعد العديد من المناقشات، توصلنا لحل أحجية الفيلم (من وجهة نظرنا).. ***ماجد الكدواني ببساطة يمثل دور الشخص الطبيعي الحائر وسط مشاغل الحياة الطبيعية.

***كندا تمثل "الدنيا"، بفتنتها، بحبها لنفسها.

***منة شلبي تمثل الفطرة المخلوق عليها الانسان، و التي يجب ان يعود لها عن وجود اي شكوك عقلانية.

***خالد الصاوي (و جماعته) ببساطة بيمثلوا دور "المسيخ الدجال و جيشه". دا بناءًا علي تلك الأسباب: ١- المسيخ الدجال قادر علي قلب الحق باطل و قلب الباطل حق. (قصة بهية و منة شلبي) ٢- المسيخ الدجال يتبع مع المرء الترغيب و الترهيب. (الفلوس و العقاب بالتاتو) ٣- المسيخ الدجال قادر علي إقناعك بشيء لم يحدث. (تسويء صورة أسرة سمير) ٤- المسيخ الدجال له عين واحدة، و ان ظهر، فيكون وجهه ممسوح الملامح. (لوجو الفيلم) ٥- تاكيداً لنقطة العين الواحدة، فان سلاحه في الفيلم كان كاميرا الهواتف الأمامية. (عين واحدة) ٦- جملة خالد الصاوي في اخر الفيلم تدل علي ان المرء داءماً أمامه فرصه للهروب من المسيخ الدجال، و لكنه يفضّل الاقتراب، نظراً احبه الدايم في التطفل، و لكنه اذا اتجه الي الطريق الصحيح، لن يكون المسيخ الدجال تأثيراً عليه.

احنا نفسنا ضعيفة جداً، لدرجة قاتلة، اقل حاجة بتأثر فينا و تخلينا نتجه الي طريق قد يغير حياتنا في كل نواحيها.


ان شاء الله الفيلم ده هدخله تاني، و متيقن ان كل مرة مخي هيفسر لي تفسير اخر يسحلني معاه.

شكراً لكل واحد قام علي تنفيذ الشيء العظيم ده.