وﻻد البلد .. يدشن رسمياً عودة سينما المقاوﻻت

  • مقال
  • 02:06 مساءً - 30 سبتمبر 2010
  • 7 صور



صورة 1 / 7:
كواليس فيلم وﻻد البلد
صورة 2 / 7:
سعد ولطفي
صورة 3 / 7:
دينا
صورة 4 / 7:
كواليس فيلم وﻻد البلد
صورة 5 / 7:
دينا
صورة 6 / 7:
كواليس فيلم وﻻد البلد
صورة 7 / 7:

كانت فترة السبعينات من القرن الماضي أكثر فترة ازدهرت فيها ما يعرف بأفلام المقاولات , وهي أفلام ذات ميزانية محدودة وموضوعات ساذجة احيانا ولا ترتقي الي الذوق العام و كان ينتجها بعض رجال الاعمال اللذين لا ينتمون الي عالم السينما ولا الي صناعتها , ولكن كان هناك أسباب عديدة تدفعهم لانفاق جزء من اموالهم في انتاج فيلم لبطلة يعجبون بها او لاستعراض أنفسهم دعائياً , وبالطلع كان بعض الممثلين والمخرجين يتهافتون علي هذه النوعية اما محاولة للانتشار او لاسباب مادية , ثم بدا هذا النوع المتردي من الافلام يتراجع خصوصا في اوائل التسعينات مع دخول جيل جديد من الشباب اللذين غيروا خريطة الانتاج السينمائي ورفعوا قليلاً مستوي الافلام التجارية , ولكننا نشهد منذ فترة عودة هذا التيار من جديد علي يد مخرجين وممثلين شباب يبحثون عن الشهرة الكاذبة والربح المضمون حتي لو تشوهت صورتهم , وما يشجع هذه النوعية علي الانتشار وجود داعم انتاجي يقف ورائهم بقوة ويصر علي مواصلة تقديم نوعيات معينة من الافلام التي يتعاملون معها بمبدأ التجار وليس بمبدأ تقديم منتج فني , ولا ادري ان كان هذا ذكاء تجاري وضع كل أسرة السبكي في مكانة خاصة بعيدة عن منافسة باقي شركات الانتاج التي تتعرض دائما لعثرات مالية نتيجة ضعف ايرادات الافلام التي تنتجها سنويا مقارنة بما تنفقه من مبالغ طائلة علي انتاجها , فهل التعامل مع السينما من منظور تجاري بحت هو الحل الاقرب لتفادي شركات الانتاج خسارتها المتتالية , ام انها مجرد اختلافات مشروعة يتميز بها القائمون علي صناعة السينما في مصر , لنجد احدهم يصنع فيلما بمستوي فيلم بنتين من مصر او فيلم أحكي يا شهرذاد ونري الاخر بالمقابل يصنع فيلما مثل فيلم ولاد البلداو فيلم اللمبي 8 جيجا , رغم أنه في الفترة الأخيرة بدأ السبكية في تغيير مسارهم في الانتاج السينمائي وقدموا بعض التجارب التي لفتت اليهم الانظار لأول مرة كجهه انتاجية يمكنها ان تقدم أعمالا علي مستوي عالي , فتجربة المخرج سامح عبد العزيز في فيلمي كبارية و الفرح فتحت الباب لأول مرة امام شركة السبكي ليحصلوا علي اولي الجوائز السينمائية من المهرجان القومي للسينما المصرية عن فيلم كبارية , اذا فالفرصة مازالت قائمة لتغيير مسار المستوي الهزيل الذي تنتجه هذه الشركة الي مسار اخر اكثر قيمة واطول معايشة .

فيلم ولاد البلد هو أضعف الافلام التي طرحت خلال هذا الموسم , من ناحية المستوي الفني , وهو من انتاج خالد السبكي وسيناريو سيد السبكي مع محمد لطفي و عبد الله حسن , فالفيلم الذي يخلو من تطور المشاهد التي ركبها المخرج بعشوائية تدفع أفعال الشخصيات اجباريا في نهاية كل حدث الي اقامة عرض راقص دون مبرر واضح سوي تكثيف مشاهد الرقص والغناء داخل الفيلم حتي وان كانت مقحمة علي الموضوع , مما يزيد من زيادة توزيعها بعد ذلك للقنوات الفضائية منفردة بعيداً عن تسويق الفيلم بالكامل , هذا الي جانب ضعف الموضوع المستهلك في عشرات الافلام القديمة وهو عودة احد افراد حارة شعبية الي اهله بعد غياب عدة سنوات أصبح فيها علي درجة عالية من الثراء , عاد بعدها يبحث عن من يدعمه من اهل منطقتة ليدخل مجلس الشعب , فيقوم بزيارة الحارة وتجديد علاقتة مع جيرانه السابقين وابناء منطقتة ليساعدوه علي اجتياز الانتخابات بعدما يوعدهم بحل جميع مشاكلهم , وبالطبع كعادة كل الافلام العربي يتنصل من وعده لهم بعد نجاحة , فيحاولوا ان يكشفوا صفقاته المشبوهه للشرطة التي تلقي القبض عليه .

هذا العمل الذي أخرجه المخرج اسماعيل فاروق في رابع تجربة اخراجية له بعد فيلم ابقي قابلي و 90 دقيقة و الاكاديمية , هذا العمل يصنف علي انه حالة دعائية وليس فيلماً سينمائياً , فالفيلم اشبه بالفيديو كليب الذي يتخلله سكتة حوارية لا ترتبط ببعضها سوي انها تلطف الجو علي المشاهد قليلاً لينشط ذاكرته في متابعة الرقصة القادمة لدينا التي يركز المخرج فيها علي أخذ لقطات قريبة وطويلة لجسد دينا المثير وتحية سعد الصغير بتكثيف مشاهده الراقصة ومزاحه مع دينا اثناء الرقص الذي قلب الفيلم كله الي لقطة مقطوعة من أحد الافراح الشعبية , وليس خطأ ان يحاول اي مخرج تقديم عملاً استعراضياً وغنائياً حتي وان كان رقص شعبي مبتذل ومثير مثل الذي قدمته دينا طوال الفيلم , ولكن اذا قدم الينا كليب استعراضي بالمعني الصريح دون ان يلصق به هوية الفيلم السينمائي لكنا احترمنا اختياره حتي لو اختلفنا معه علي المضمون , ولكن ليس من حق اي فنان ان يشوه مصطلح الفيلم السينمائي ويحط من قيمة السينما الي هذا الحد الذي ينفر منه الجمهور قبل ان ينفر منه النقاد .
والملفت للنظر في مثل هذه الاعمال هو مشاركة نجوم كبيرة ذات تاريخ سينمائي محترم حتي وان ظهروا كضيوف شرف مثل الفنان أحمد راتب الذي حافظ علي ادائه بفضل خبرته وليس بفضل وجوده وسط هذا الجمع الراقص والذي نلومه علي المشاركة في مثل هذه الاعمال والمغامرة الغير محسوبة بتاريخة الفني الطويل , ايضا الفنان محمد لطفي الذي قدم في الفترة الاخيرة ادوارا متعددة رفعت أسهمه بقوة عند الجمهور والنقاد , فكيف لهذا الفنان الصاعد الذي أصبح في مكانة متقدمه بين ابناء جيله ان يسمح لنفسه بالجمع بين تقديمه لشخصية قابيل في فيلم رسائل البحر الذي وصل ادائه فيه الي حد التميز وبين دوره في هذا الفيلم الذي يهبط بنجاحاته المتتالية .

وصلات



تعليقات