The Avengers: أبطال مارفيل الخارقين في واحد من أفضل أفلام الكوميكس

  • مقال
  • 08:52 مساءً - 6 مايو 2012
  • 1 صورة



أبطال "The Avengers" الستة

قبل عدّة أسابيع ، وضعت فيلم " The Avengers" ضمن أكثر الأفلام التي أنتظر مُشاهدتها هذا العام ، قلت أنني سأحضره في دور السينما ، وافترضت أنه سيكون فيلماً متوسط المُستوى ، ولكن مُمتعاً في مشاهدته ، أن تِيمة الجمع بين عدّة أبطال خارقين لَن تخيب ، وأن الصراعات الخفيّة بينهم ستمثل الجاذبية الحقيقية للعمل ، وكل ما توقعته قد حدث ، باسثناءِ أمر واحد: هذا فيلماً رائعاً وليسَ متوسطاً بأي حال !

وأكثر المُتفائلين في أستوديو مارفيل ، أو المُنتظرين للفيلم مثلي ، لم يكن يتوقع الإنجاز الفني الذي حققه المخرج " جوس ويدون" في فِيلمه الثاني فقط ، حين استطاع ، بجمعه ستة من أشهر "السوبر-هيرور" ، أن يصنع أحد أفضل أفلام الحَركة التي قُدّمت في السنوات الأخيرة ، وواحد من أنجح اقتباسات السينما لقصص "الكوميكس" .

قصة الفيلم ، التي اشترك ويدون أيضاً في كتابتها ، تعتمد على فريق خاص من الأبطال الخارقين يُسمّى "آفنجرز" ، نحمل عنهم خلفية جيّدة بناءً على أفلام "مارفيل" السابقة لـ" الرجل الحديدي" ، "الأرملة السوداء" ، " هالك" ، "هوك" ، " كابتن أمريكا" ، وأخيراً " ثور" ، الذي أصبح الآن ملكاً على كوكب أزغادر ، مما يُغضب أخيه "لوكي" ، فيقرر القدوم إلى الأرض ، وإنشاءِ مملكته الخاصة ، مُستعيناً بجيش من الوحوشِ سيحضره من كوكِب آخر في الفضاء ، مما يدفع نيك فلوري ، رئيس الطاقة الدولية لحفظ السلام ، بجمعِ الأبطال الخارقين على الأرض كي يَحْموها .

ما الذي جَعْلَ هذا الفيلمِ بهذا المُستوى الفَنّي الرائع ؟ ، الإجابة في مُخرج مُبشّر بشدّة كجوس ويدون ، استطاع من البداية أن يُحدد الجاذبية الحقيقية في عمله: "الشخصيَّات" ، الأبطال الخارقين الذين نعرفهم ، وتبدو فانتازيا: "ماذا إذا التقوا ؟" موجودة دائماً في عقولنا ، ومن خلال رَسم جَيّد من ويدون لهويّة كل بَطل منهم ، والتفاعلات المَظبوطة جداً التي تحدث بينهم ، خَلق عَملاً مُدْهشاً في الكثير من جوانبه .

ويدون لم يتعامل مع الجميع باعتبارهم "أبطال خارقين" ، ولكنه اهتم قبل أي شيء بما يُمَيّز كُل منهم عن الآخر ،مثلاً ، الخِفّة التي تَطبع شخصية الملياردير توني ستارك أو "الرجل الحديدي" ، سخريته الدائمة ، ثقته التي تصل إلى حد الغرور ، عدم تعامله مع نفسه باعتباره "بطلاً" ، في مُقابل شخصية "كابتن أمريكا" .. الذي يَجعله رَمزاً للجندية والالتزام بعد خدمته في الحرب ، ويَجعل من ملابسه ، تعامله الجاد مع الأمور ، صرامته الشديدة .. نقيضاً تاماً لـ"الرجل الحديدي" ، نَفس الأمر بالنسبة لـ"ثور" .. البطل القادم من فضاءِ بعيد ، ولكنه يحمل ذكريات جيّدة لهذا الكوكب ، تدفعه لصراعٍ مع أخيه ، حتى العلاقة بين "الأرملة السوداء" و"هوك" ، استغل فيها ويدون كونهم أكثر الشخصيات بشرية ، ليتجاوز أنهم الأقل جاذبية لعدم وجود قوة خارقة .

اختلاف وهويّة الأبطال الخارقين ، كنقطة رئيسية لتميُّز الفيلم ، يكون في أوضح صوره مع "هالك" ، الشخصية الأجْود كتاباً ، والأداء الأفضل في العَمل من " مارك رافالو" ، البَطل المُعَذّب ببطولته ، الخائف من شخص آخر يعيش بداخله ، الذي يحاول الانتحار ويَفشل ، فيذهب بعيداً هرباً من الغضب ، وحين يعود في مهمة "آفنجرز" ، يُحاول التَّحَكّم في نفسه حتى لا يظهر "وجهه الآخر" ، والذي يجعله مُختلفاً عن الجميع ، وضِدَّهم رُبما .

بعد هذا التأسيس الممتاز لهوية شخصيات العمل ، وتفاعلاتهم مع بعضهم ، بوتر كوميدي رائع يُبقيه ويدون طوال الأحداث ، يبدأ الصراع/الأكشن مع "لوكي" في النصفِ الثاني من الفيلم ، لإحباط محاولته السيطرة على الأرض ، وربما يكون الشيء الوحيد الذي أعيبه على العَمل هو انعدام جاذبية الخِصم فيه ، "لوكي" – في أداءٍ ضعيف من توم هيدلستون – لا يبدو خَطراً بالنسبة للمشاهد في أيّ لحظة ، مُرْتَبِك وهَشّ وضائع أمام جاذبية الأبطال الخارقين الذين انصب كل الاهتمامِ عليهم ، خصوصاً مع وحوشِ الفضاء – شديدة التقليدية في رسمها - التي تبدو ساذجة قليلاً ، مما يُقلّل من ضخامة المُهمة كُلها .

ورغم ذلك ، فإن المهارة – الإخراجيّة أكثر من الكتابية هذه المرة- لجوس ويدون ، تجاوزت تِلك النقطة ، حيث يصنع تتابعين حَركة رائعين ، ومُهمّين لفيلم "أكشن" بالأساس: الأول هو اختراق المَركبة الخاصة بالوكالة ، أحد أفضل مشاهد الحركة التي قدّمتها السينما في العامين الأخيرين ، والذي جعل فيه الإيقاع مَشدوداً بشدّة من خلال القَطع بين أكثر من حدث: محاولة الرجل الحديدي وكابتن أمريكا تشغيل مُحرّك المَرْكَبة ، صِدام هالك وثور ، ثم صراع الأرملة السوداء وهوك ، ومُحاولة لوكي الهَرب بين كل هذا ، أما المشهد الثاني فكان هجوم الوحوش الفضائية ، ورغم تقليديته ، إلا أن تَجَمُّع الأبطال السّتة في المُواجهة – للمرة الأولى والأخيرة – استطاع أن يخلق لحظات سينمائية مُميَّزة للغاية ، وبدا فيها كم أن ويدون – بطريقة تصويره للتتابع وشريط الصوت فيه – مُخرجاً جيداً .

إلى جانِب كل هذا ، هُناكَ احتفاءً واضحاً بالسينما ، وبقصصِ الكوميكس ، وبالأبطالِ الخارقين ، وبتاريخنا معهم على مدار السنوات الطويلة الماضية ، قُرب نهاية الفيلم .. حين يَجتمع الأبطال الستة في مُواجهة الوحوش ، تَلْتف الكاميرا حولهم ، بموسيقى حَماسية للغاية ، هُناكَ خمسون عاماً في هذا الكادر ، منذ تقديم تِلك الشخصيات في "كوميكس" خلال الستينات ، حتى شهرتها العالمية مع أفلام الألفية ، وصولاً إلى تِلك اللقطة ، التي بدت عاطفية جداً .. تحمل كل تاريخ المشاهدين مع تلك الشخصيّات .

الاحتفاء بالسينما يَمْتَد إلى التأثُّر الشديد والواضح من جوش ويدون ، الذي كان المُرشّح الأول لإخراج السلسلة الجديدة من "باتمان" ، بالمخرج كريستوفر نولان ، وتحديداً في أعظم أفلام "الكوميكس" التي قدّمت يوماً " The Dark Knight" ، ورغم أن ويدون يَغفل قاعدة أساسية في عَمل نولان ، عن كَونِ الخِصم القوي والجذاب هام للعمل بقدرِ البطلِ الخارق نفسه ، إلا أنه تأثر به في العديد من التفاصيل لدرجة التحيّة أحياناً: 1- مشهد الحفل الذي يخترقه "لوكي" ، ويُروّع الجميع ، قبل أن يَحضر الأبطال الخارقين ، شبيه لمشهد الجوكر في حفلة بروس واين قبل أربع سنوات ، قبل أن يحضر "باتمان" أيضاً ، 2- التتابع الخاص بحبسِ "لوكي" في غرفة بوكالة السلام بناءً على اختياره ورغبته ، شبية جداً برغبة الجوكر في أن يُحبس بمركز التحقيقات ، مع نهاية واحدة للتتابعين: الهرب بعد مشهد أكشن عَظيم ، 3- وأخيراً فإن "الفوتومونتاج" في ختام الفيلم لأبطالِه الخارقين ، على "فويس أوفر" لـ"نيك" وهو يتحدث عن أهميتهم وحمايتهم للعالم ووجودهم حين نحتاجهم ، تبدو فيه التحيّة لـ"فينالة" فارس الظلام العظيمة واضحة ، ويبدو أيضاً أن تَتَبُّع ويدون وتأثره بخطواتِ نولان قد أتى ثماره بشدّة .

سعيد لأن أول أفلام العام المُنتظرة كان بهذا المستوى ، سعيد لأن مُشاهدته كانت مُمتعة إلى هذا الحد ، سعيد بمُخرج شاب يُدعى جوس ويدون ، قَدَّم واحداً من أفضل أفلام "الكوميكس" في تاريخ السينما .



تعليقات