يسرى نصر الله.. طالب سياسة ضل الطريق فأصبح مخرجاً عالمياً

  • مقال
  • 05:13 مساءً - 17 مايو 2012
  • 1 صورة



المخرج يسري نصر الله في مهرجان كان

من يقرأ سيرة يسرى نصر الله الإنسانية قد لا يتوقع أن يكون ذلك الشاب الذى تخرج فى كلية السياسة والإقتصاد، يمكنه أن ينجح فى مجال الفن البعيد عن دراسته، حتى رغم دراسته فى المعهد العالى للسينما الذى تخرج فيه عام 1973.
وبعد تخرجه ظل (يسرى) ينتقل لفترة بين عدة وظائف، مثل عمله كناقد فنى، ثم انتقاله للعمل كمساعد مخرج، لكن يبدو أن كل ما سبق كانت تجارب استفاد بها فى مشواره الفنى، حتى نجح بإصراره فى الوصول إلى العمل مع يوسف شاهين، الذى بدأت فى مكتبه قصة نجاحه عندما اشترك فى فريق عمل فيلم ( الوداع يا بونابرت)، ثم ( حدوتة مصرية)، ليتأكد للجميع أنهم أمام كاتب ومخرج موهوب، شارك فيما بعد فى تأليف وإخراج العديد من الأفلام الهامة، لينطلق منذ هذه اللحظة إلى عالم الشهرة حتى يصل إلى فيلم ( بعد الموقعة) الذى يشارك فى الدورة الخامسة والستون لمهرجان كان السينمائى لعام 2012.
ويبدو أن عمل (يسرى) مع أستاذه يوسف شاهين كمخرج مساعد فى العديد من الأعمال، لعل أهمها فيلم ( الوداع يا بونابرت) الذى شارك (نصر الله) أيضاً فى كتابته، بالغ الأثر فى تكوين شخصيته السينمائية، خاصة أن (شاهين) خاض بهذا الفيلم دورة مهرجان كان عام 1985، ليثبت (يسرى) بعدها للجميع أنه الإمتداد الطبيعى لمدرسة يوسف شاهين الفنية فى الإخراج واختيار الأفكار.
كانت أولى تجارب يسرى نصرالله الإخراجية هى فيلم ( سرقات صيفية) والذى قام بتأليفه وإخراجه عام 1988،
وكانت قصة الفيلم التى كتبها (نصرالله) تدور حول إحدى العائلات الثرية التى تأثرت كثيراً من قرارات تأميم جمال عبدالناصر فى فترة ما بعد ثورة يوليو 1952، حيث يرصد (يسرى) التناقض والتغير الذى طرأ على تلك العائلة من خلال تعمقه فى المشاعر التى تتحكم فى القلوب، ليثبت (يسرى) من خلال أولى تجاربه أن الوصول إلى أعمق نقاط النفس البشرية هو هدفه الأول والأخير.
وقد كان (يسرى) فى حقيقة الأمر يعرض جزءاً من سيرته الذاتية من خلال هذا الفيلم، وجزءاً من سيرة عائلته الأرستقراطية لتعطى تلك التفصيلة فيما بعد، بعداً إنسانياً على التجربة الفنية الأولى الخالصة له.
وكان نجاح (يسرى) فى إستخدام أدواته كمخرج، وحسن إختياره للفكرة، سبباً رئيسياً لأن يتم إختيار فيلمه للعرض فى دورة مهرجان كان عام 1988 ضمن أسبوع المخرجين، ليعلن (يسرى) بذلك للعالم كله عن وجود مخرج جديد، لتتوالى فيما بعد مشاركاته فى العديد من المهرجانات من خلال فيلمه الأول، الذى نال به العديد من الجوائز الدولية من عدة مهرجانات.
ويبدو أيضاً أن علاقة ما قد نشأت بين (يسرى) وبين أروقة مهرجان كان أثناء عرض فيلم (وداعاً بونابرت)، فقد توالت فيما بعد مشاركته الفنية المختلفة فى هذا المهرجان الكبير، منها مشاركته بفيلم ( باب الشمس) والذى عرض خارج المسابقة الرسمية على هامش مهرجان كان فى دورة عام 2004، كما اشترك (يسرى) أيضاً فى مهرجان كان من خلال فيلم ( 18 يوم) الذى تم عرضه كضيف شرف مهرجان كان فى دورة العام الماضى، وهو فيلم يحتوى على عشرة أفلام قصيرة لعدد من المخرجين.
وبعيداً عن مهرجان كان، شارك (يسرى) بأعماله فى العديد من المهرجانات الدولية، بل ورشحت أفلامه للحصول على عدد كبير من الجوائز الدولية فى أكبر مهرجانات السينما العالمية، مثل ترشيح فيلم ( مرسيدس) الذى قام يسرى بتأليفه وإخراجه عام 1993 للجائزة الذهبية فى مهرجان لوكارنو السينمائى، كما عرض فيلمه ( المدينة) عام 1999 فى مهرجان لوكارنو أيضاً، وحصل على ثلاث جوائز من المهرجان نفسه، وقد حصل باسم سمرة أحد أبطال الفيلم على جائزة أفضل ممثل فى مهرجان قرطاج، وتم عرض الفيلم فى مهرجان السينما الأفريقية بجوهانسبرج، كما شارك فيلمه ( جنينة الأسماك) الذى أخرجه عام 2008 فى قسم بانوراما الفيلم فى مهرجان برلين، وبعدها شارك بفيلمه ( إحكى يا شهرزاد) الذى أخرجه عام 2009 فى مهرجان فينيسيا وذلك من خلال عرض الفيلم على هامش المهرجان، لينجح العمل فى الحصول على جائزة هامشية من إدارة حقوق المرأة بمنظمة اليونسكو العالمية ، قبل أن ينافس بفيلمه الطويل التالي ، "بعد الموقعة" ، على كبرى جوائز السينما في العالم بمهرجان كان .



تعليقات