مصر فى مهرجان كان

  • مقال
  • 01:43 مساءً - 15 مايو 2013
  • 1 صورة



يوسف شاهين وفاتن حمامة في كان

فى تلك الأيام ونحن نشاهد افتتاح مهرجان كان فى دورته السادسة والستين نتذكر تاريخ هذا المهرجان وقبسات من سحر السينما التي تراكمت عبر الزمن.
بداية المهرجان ودورته الأولى كانت فى عام 1939 ولم يكد المهرجان يبدأ حتى نشبت بعد ثلاثة أيام من بدايته حرباً مستعرة بين فرنسا وألمانيا، وصلت إلى حد احتلال ألمانيا لجزء كبير من أراضى فرنسا ولم تنته تلك الحرب والتى عرفت بعد ذلك باسم الحرب العالمية الثانية إلا عام 1945 بتحرير وانتصار فرنسا.
ثم عادت فكرة المهرجان للظهور وانطلق من جديد عام 1946 ليواجه بعد ذلك توقفًا لمدة عام لينطلق مجددًا عام 1948، ثم مرة أخرى يواجه مشاكل تمويلية عام 1950 تجعله يتوقف فى تلك الدورة أيضا.
ولكن بعد انطلاقته بعد ذلك لم يتوقف إلا مرة واحدة عام 1968، فقط. وبالطبع نتمنى جميعا ألا يتوقف، للأبد.

جدير بالذكر أنه كان للسينما المصرية دور لا يستهان به وبصمة جيدة فى عالم كان. إذ انه فى عام 1946 مع انطلاقة المهرجان الحقيقية كان الممثل المسرحي والسينمائي الأعظم " يوسف وهبي" ضمن طاقم التحكيم فى المهرجان بالإضافة للمخرج الكبير يوسف شاهين.

وقد عرض فى هذا العام أيضا فيلم " دنيا" للمخرج المصري الرائد " محمد كريم" .. وفى عام 1949 يعود المصريون من جديد للمشاركة فى كان بعد عودته بفيلم " البيت الكبير" من إخراج أحمد كامل مرسى وفيلم " مغامرات عنتر وعبلة" للمخرج صلاح أبو سيف. وفى 1952 عرض أيضا لمصر فيلمين وهما " ابن النيل" ليوسف شاهين و" ليلة غرام" من إخراج أحمد بدرخان.

وفى مسابقة عام 1954 عرض لمصر فيلم " الوحش" من إخراج صلاح ابو سيف، و صراع فى الوادى إخراج يوسف شاهين، بينما عرض عام 1955 فيلم حياة أو موت إخراج كمال الشيخ وعام 1956، ثم عرض فيلم " شباب امرأة" للمخرج المتميز دوما صلاح أبوسيف. وتعتبر تلك الأفلام فى وقتها نقلة نوعية فى عالم السينما المصرية حيث قدمت تيمات ومفارقات لم يقدمها أحد من قبل، حيث سبب اعدام برىء فى فيلم صراع فى الوادى صدمة للمشاهد وتم اقتحام الحياة الجنسية لامرأة والتحدث عنها بقوة فى وقت كان الحديث عن تلك الأشياء يكاد يكون ضربا من المستحيل وصور فيلم حياة أو موت لأول مرة فى شوراع القاهرة.

ثم انقطعت السينما المصرية عن المشاركة فى كان حتى عام 1964 وكان السبب الأكبر وقتها ظروف سياسية بعد العدوان الثلاثي على مصر والحرب التى دارت بين مصر من جهة وبين إسرائيل وفرنسا وإنجلترا من جهة والتى كانت لها نتائج مؤسفة من قطع العلاقات بين مصر وفرنسا.

لكن مصر عادت مرة أخرى للمشاركة فى المهرجان بفيلم " الليلة الأخيرة" للمخرج كمال الشيخ عام 1964 ثم فيلم" الحرام" عام 1965 للمخرج هنري بركات.

ولكن ذروة مشاركة مصر فى المهرجان وقمة مدرسة الواقعية كان مع رائعة يوسف شاهين فيلم " الأرض" عام 1971. وقد لاقى الفيلم استحسان نقدى شديد للغاية وقتها. وتعود مصر لتنقطع مرة أخرى عن المشاركة حتى عام 1984، حيث لم يشارك وقتها سوى شاهين عام 1973 بفيلم العصفوروالذى منع وقتها من العرض فى مصر ولم يعرض سوى فى عام 1975.

الانقطاع الأخير عن المهرجان لم يكن بسبب سياسى ولكن تلك المرة كان بسبب أن السينما المصرية قد تأخرت وبشدة عن مواكبة التطورات التى حدثت فى السينما فى العالم بعد التأميم – سواء أعجبنا هذا أم لا إنما هى الحقيقة -، وعلى الرغم من أن هناك محاولات شديدة لمواكبة فن السينما والعودة بالسينما المصرية مرة أخرى لمصاف السينما العالمية والمنافسة إلا أن عودة مصر لمهرجان كان لم تتم إلا فى عام 1985 مع فيلم يوسف شاهين " وداعا بونابرت".
كانت تلك الفترة هى فترة يوسف شاهين بقوة فعرض لشاهين منذ العام 1985 وحتى 2004 عرض 10 أفلام مصرية، منها سبعة أفلام كانت لشاهين وهى "وداعا بونابرت عام 1985 و المصير عام 1997 " وفيلمين فى نظرة خاصة " الآخر لعام 1999 و إسكندرية نيويورك عام 2004" وفى "نصف شهر المخرجين" العصفور عام 1973 و اليوم السادس 1987 و إسكندرية كمان وكمان عام 1990.. كل أفلام شاهين فى تلك الفترة كانت إنتاج مشترك مع فرنسا باستثناء العصفور كان مع الجزائر.

ونستطيع القول بان تلك الفترة كانت فترة شاهين بامتياز وقد حصل شاهين عام 1997 على اليوبيل الذهبى للمهرجان، إذ أنه وقتها قدم نفسه كمخرج متميز للغاية وباعتباره المخرج الأكبر فى مصر.

فى تلك الفترة كانت الثلاثة أفلام الأخرى هى " عودة مواطن" ل محمد خان عام 1987 فى فئة نظرة خاصة و" الحب فوق هضبة الهرم" عام 1985 و" سرقات صيفية" عام 1988 ل يسرى نصر الله والفيلمين الأخيرين عرضا فى فئة نصف شهر المخرجين.

ومنذ عام 2004 وحتى عام 2013 الحالى لم يشارك فى مهرجان كان غير فيلم مصرى واحد وهو فيلم " بعد الموقعة" عام 2012 من إخراج يسرى نصر الله و على الرغم من حلول مصر كضيفة شرف المهرجان عام 2011 إلا أنها لم تشارك بأفلام وقتها!

لعل سبب اختفاء مصر فى الفترة الأخيرة من المهرجان هو الظروف الاقتصادية المتردية للغاية فى البلاد بالإضافة إلى انحدار مستوى الأفلام بشدة إذ أصبحت معظم الأفلام التى يتم إنتاجها هى من النوع الكوميدي الإسفافى إلا قلة قليلة ونادرا ما ينجح جماهيريا نوع آخر غير تلك السينما وبالطبع وفاة شاهين كانت عاملا مؤثرا إذ أنه كان من أهم المشاركين بشدة فى المهرجان.



تعليقات