الإرهاب فى السينما المصرية

  • مقال
  • 09:11 مساءً - 9 سبتمبر 2013
  • 1 صورة



مجموعة من الأفلام المصرية التى تناولت ظاهرة الإرهاب

أحداث إرهابية، تفجيرات، حرق منشآت، الهجوم على أقسام شرطة، قتل أبرياء بشكل عشوائي، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية، كلها أحداث تعيد إلي الأذهان إرهاب الثمانينات والتسعينيات، وبدون الغوص في تفاصيل تلك الأحداث الإرهابية نتناول هنا الأفلام السينمائية التي ألقت الضوء على قضية الإرهاب في السينما المصرية...

فيلم الإرهاب 1989
إخراج نادر جلال، تأليف حسن شاه، سيناريو وحوار بشير الديك، بطولة نادية الجندي و فاروق الفيشاوي أول الأفلام التي تناولت مصطلح الإرهاب كموضوع فيلم بنفس العنوان، حيث تجسد (نادية الجندي) دور الصحفية "عصمت" التي تتعاطف مع "عمر" الإرهابي المتهم بعمليات إرهاب ضد أحد الوزارء وسفراء عدد من الدول، ولكنها تشعر ببرائته وتساعده حتي إنها تتوجه لمؤتمر دولي بأبو ظبي لمكافحة الجريمة ويُطلب منها تسليم هدية بها قنبلة لتفجير الطائرة التي علي متنها وزراء لكنها تكتشف ذلك عن طريق الصدفة.
نمط الإرهابي في الفيلم غير ما هو متعارف عليه، فالإرهابي بشكل مبسط هو من يرهب الناس ويستخدم السلاح لأغراض شخصية وتحقيق مصالحه بأي الوسائل وإن كانت نتيجتها إزهاق أرواح الأبرياء، ولكن في فيلم الإرهاب لم يكن هناك أهداف واضحة لتنفيذه لهذه العمليات الإرهابية، وإنما كان التركيز أكبر على اتخاذ كافة الحيل لنجاحها.

فيلم إنفجار 1990
إخراج سعيد مرزوق، ويتناول شخصية "صديق" المنتمي لإحدى المنظمات الإرهابية، ويقوم بعمل تفجيرات واختطاف لعدد من الرهائن ويطالب بالإفراج عن إرهابين مسجونين مقابل تسليم هذه الرهائن لديه ويهدد بتنفيذ عمليات أخرى إن لم ينفذ طلبه. مطلب الإرهابي في الفيلم غير واضح أسبابه من الأساس فلماذا تلك العمليات الإرهابية وتحت أي سياسة ينتهجونها.

فيلم الإرهاب والكباب 1992
إخراج شريف عرفة، وتأليف وحيد حامد، وبطولة عادل إمامو يسرا، وتتناول اﻷحداث "أحمد" الذي يذهب في أحد اﻷيام إلي مجمع التحرير للانتهاء من أوراق خاصة بنقل أولاده من مدرسة إلى أخرى، لكنه يجد عقبات إدارية وإثر مشادة يأخذ سلاح من أحد العساكر ويقوم بأخذ رهائن، قبل أن تقوم قوات الشرطة بمحاصرة المجمع والدخول في مفاوضات معه مقابل طلبات شخصية بسيطة إلي أن تقرر قوات الأمن اللجوء إلى الحل اﻷمنى، واقتحام المجمع لتجده خالي من أي عناصر إجرامية.
الفيلم يتناول الرشوة والعقبات الإدارية والروتين مع ظاهرة الإرهاب في مجتمع التسعينات في شكل كوميدي والإرهابي هنا غير حقيقي فهو موظف بسيط حاله حال من يترددوا على المكان بسبب مهام شخصية، ولكن حالة الشحن التي تواجدت في هذا الوقت كانت كافية لوضعه موضع شك، فور دخوله في مشادة مع أحد المواظفين بالمكان، ويعد الفيلم بداية الكاتب الكبير وحيد حامد مع محاربة الإرهاب والتطرف الديني، وكأنه نواة لملف يتبع لاحقاً في أعمال أخرى وبأنماط مختلفة، نال الفيلم الجائزة الكبرى في المهرجان القومي الثالث للأفلام الروائية المصرية وأيضا جائزة أحسن إخراج وأحسن مونتاج.

فيلم الإرهابي 1994
إخراج نادر جلال، وتأليف لينين الرملي بطولة عادم إمام و شيرين و صلاح ذو الفقار، ويتناول شخصية "علي عبد الظاهر" الإرهابي المنضم لإحدى الجماعات المتطرفة والذي يتعرض لحادث أثناء هروبه بعد تنفيذه لعملية إرهابية، حيث تصدمه فتاة بسيارتها وتنقله لمنزلها للعلاج وخلال فترة علاجه يجد أسرة يختلف كل فرد في فكره عن الآخر ولكنهم أسرة بسيطة مسامحة محافظة على التقاليد والعادات، فتتغير وجهة نظره إلى أن يقتل علي إيدي جماعته نتيجة اختلافه معهم في عملية اغتيال كاتب مشهور ومحاولة إنقاذه.
فيلم الإرهابي أكثر الأفلام أهمية وموضوعية في تناول قضية الإرهاب، فعلي عبد الظاهر إرهابي منضم لجماعة ذات تفكير تكفيري، ويعرض الفيلم طرق تعاملهم داخل الجماعة وخارجها وكيفية التفكير والشكل الظاهري لهم، والفيلم رصد لظاهرة العنف في ذات الوقت كاغتيال المفكر فرج فودة 1992 ورجال الشرطة ومهاجمة أتوبيس سياحي فهي عمليات شهيرة انتشرت في تلك الأونة.
عند عرض الفيلم كانت قوات الأمن تحرس دور العرض خوفاً من أي عمليات إرهابية نتيجة غضب تلك الجماعات من مهاجمتهم، بينما تم تصوير الفيلم بشكل سري بسبب خوف صناع الفيلم من تعرضهم لأي عنف. ونال عادل إمام جائزة أحسن ممثل في المهرجان القومي للسينما المصرية.

فيلم الخطر 1990
إخراج عبد اللطيف زكي، وتأليف محيى حمدى بطولة كمال الشناوي و معالي زايد، ويحكي عن مها البحراوي التي يدفعها اليأس من ظروفها الاجتماعية للانضمام إلي مجموعة إجرامية، تقوم بقتل صحفي وخطف أطفال، من أجل إقالة أحد أعضاء مجلس الشعب المتورط في صفقة سلاح ومخدرات، إلا أن المجموعة تقع في النهاية في قبضة اﻷمن. الفيلم لم يوضح أهداف العمل الإرهابي التى أقدمت عليه المجموعة، فهنا العمل الإرهابي بدت دوافعه ساذجة ولم يلقى الفيلم النجاح المرجو منه.

فيلم الناجون من النار 1996
إخراج علي عبد الخالق، وتأليف محمد شرشر، بطولة عمرو عبد الجليل، طارق لطفي، و محمد الدفراوي، وهو يحكي عن عبد السلام، الذي ينضم لأحدى الجماعات الإسلامية المتطرفة أثناء درسته للطب، وأثناء عملياتهم الإرهابية يواجه أخاه الضابط الذي تطلب الجماعة منه اختطافه لتبادله بعد ذلك مع رموز من الجماعة.
يتعرض الفيلم للجماعات الإسلامية المتطرفة والمواجهة للسلطة، وعنوان الفيلم هو لجماعة حملت اسم الناجون من النار وقامت بمحاولات اغتيال عام 1987 لكلاً من وزير الداخلية آنذاك اللواء النبوي إسماعيل، واللواء حسن أبو باشا مدير مباحث أمن الدولة، والكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، وكان زعيم هذه الجماعة طبيباً.
تم عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان الإسكندرية عام 1996 ثم تراجع منتجه عادل حسني عن عرضه خوفاً من هذه الجماعات، ولم يعرض إلا عام 2006 في قناة روتانا، كما أعيد عرضه مؤخراً مع الأحداث الراهنة.

المصير1997
إخراج وتأليف يوسف شاهين، ومن بطولة نور الشريف، ليلي علوي، وتدور أحداثه في القرن الثاني عشر ميلادياً، في الأندلس حيث العالم ابن رشد الذي يتعرض لحرق كتبه مرة من قبل الجماعات المتطرفة ومرة أخرى علي يد الحاكم المنصور الذي يتخلي عن صداقته له وينحاز لتلك الجماعات حتي يقفوا بجانبه وولده المنصور في مواجهة الأسبان.
الفيلم تناول إرهاب الفكر المتمثل في العقيدة، التي استخدمتها هذه الجماعة كغطاء لأفكار عنف وجهل تنبذ التنوير وفيحرقوا كتب ابن رشد ويقتلوا من يواجههم ويستغلوا ظروف البلاد للضغط على الحاكم لتحقيق مطالبهم، وهنا الإرهاب متصل بالسياسة والسلطة ويوضح مدى خطورة الإرهاب على مر التاريخ.
نال الفيلم جوائز عدة من مهرجان جوهانسبرج السينمائي الدولي بجنوب أفريقيا، كما مثل الفيلم مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان كان ونال الفيلم جائزة أحسن فيلم من مهرجان جمعية الفيلم الرابع والعشرين وجائزة أحسن دور مساعد لخالد النبوي في المهرجان القومي للسينما المصرية وجائزة ليوسف شاهين في مهرجان أميان بفرنسا.

الآخر1999
إخراج وتأليف يوسف شاهين، ومن بطولة هاني سلامة و حنان ترك، وتدور أحداثه حول آدم، ابن لعائلة غنية جداً وحنان، الصحفية، اللذين يقرران الزواج رغم معارضة من والدة آدم، فتقرر الاتفاق مع أخو حنان المتشدد والمنتمي لجماعات إرهابية بخطفها، وبعد أن يعلم آدم ويذهب لإنقاذها يموتان أثناء تشابك قوات الأمن مع المسلحين.
يعرض الفيلم انتقاد لأوضاع سياسية واقتصادية وهيمنة أمريكا على العالم لخدمة مصالحها، وطرح نماذج مختلفة من المجتمع رجال الأعمال والعولمة والجماعات المتطرفة والأسر المصرية البسيطة والروابط التي تجمعهم في ظل نظام فاسد كل ذلك متمثل في شخصيات الفيلم التي تمثل كلا منها نموذج مختلف يخدم مضمون الفيلم وإدانته للتطرف والتعصب.

أمن دولة 1999
إخراج نادر جلال، وتأليف مصطفى محرم، وبطولة نادية الجندي و محمود حميدة، تستخدم قوات الأمن سميحة (نادية الجندي) المحكوم عليها بالإعدام لتبديلها مع أخري لها علاقة بعصابات إرهابية مقابل حياتها. الفيلم يعرض عصابات إرهابية بدون أهداف واضحة ومضمون محدد لهم.

دم الغزال 2006
إخراج محمد ياسين وتأليف وحيد حامد، وبطولة نور الشريف، عمرو واكد و محمود عبد المغني. وتدور أحداث الفيلم حول فتاة يتيمة تعيش في حي شعبي يتولى أمرها رجل مفلس وجرسون فقير ويتصارع علي حبها طبال ولص وبعد زواجها من آخر يتم القبض عليه يوم زفافهما تتكفل بنفسها إلي أن تقتل أثناء محاولة القبض علي الطبال الذي تحول إلي إرهابي.
فيلم مستوحي عن شخص أطلق على نفسه (أمير دولة إمبابة) 1994، ويتعرض الكاتب المبدع وحيد حامد خلال الفيلم إلى العشوائيات التي تعتبر موطن للتطرف والعنف، وضحايا تلك الظروف، وأهمهم الفتاة اليتيمة التي قتلت نتيجة مطاردة الأمن للإرهابي والطبال الضعيف الذي يلجأ للجماعات الدينية المتطرفة كمجرد درع له، وللانتقام من البلطجي الذي أهانه قبل ذلك، وبتمسح في الدين لفرض شخصية زائفة.
والفيلم يوضح أيضا أن الإرهاب مستمر في رؤية متميزة، فالفتاة التي تقتل نتيجة استخدام قوات الأمن لها كطعم كالغزال، ودمها الذي سال، دلالة ورمز لدم الأبرياء الذي ضحايا الظروف والإرهاب، بينما الإرهابي حر طليق في نهاية الفيلم يجلس أمام النيل يصطاد السمك في مشهد بديع كحال مشاهد الفليم (تكوينات رائعة- حركات ممثلين محسوبة- كاميرا تتحرك لتبين شئ هام) لمخرج متمكن من أدواته يهتم بالتفاصيل وعلي درجة عالية من الوعي، أعطى صورة سينمائية وتعبير بصري خدم قصة ومضمون الفيلم.
دم الغزال من أهم الأفلام التي قدمت وخاصة في مواجهة التطرف بكافة أنواعه من كل الأطراف، وتقديم الأسباب كالجهل والبطالة والفقر التي تؤدي للتطرف والعنف، ويعد أكثر أفلام وحيد حامد التي تهاجم بوضوح التطرف الديني.

فيلم حين ميسرة 2007
إخراج خالد يوسف وتأليف ناصر عبد الرحمن، وبطولة عمرو سعد و سمية الخشاب، وتدور أحداثه في إحدى العشوائيات حول عادل الذي برتبط بناهد، وبعد حملها منه يتفرقا لظروفهما الاجتماعية السيئة ورفضه الاعتراف بالطفل، فتضطر لترك ابنها في الشارع وتعمل بعدها راقصة، بينما يتورط عادل في صراع بين الجماعات الإرهابية والأمن.
يعرض الفيلم العشوائيات والحالة المعدمة التي يعيشها سكان تلك المناطق، مما يدفعهم للتطرف والإجرام والفقر المدقع، ويركز الفيلم على إظهار هذه العشوائيات بإنها وكراً للجماعات الإرهابية، لصعوبة الوصول إليها من الأمن لضيق شوارعها وبيوتها المفتوحة على بعض ويستغلون ظروف الشباب للدفع بهم في مواجهة الأمن وتنفيذ عمليات تفجيرات منشآت، وقتل لأبرياء، ويوضح الفيلم التستر تحت أقنعة مزيفة لتلك الجماعات كشخصية أمير الجماعة ( أحمد بدير).

هناك أفلام أيضاً تناولت الإرهاب أو التطرف الديني بشكل عابر مثل فيلم الملائكة لا تسكن الأرض1987الذي تم عرضه بعد تسع سنوات لخوف أصحاب دور العرض رغم حصوله على موافقة الرقابة، وفيلم طيور الظلام، وفيلم دكان شحاتة، وفيلم كشف المستور،وفيلم عمارة يعقوبيان، وفيلم البدرون وفيلم إنذار بالطاعة.



تعليقات