بالصور: إسماعيل يس.. حزين أضحك العالم

  • مقال
  • 11:02 صباحًا - 24 مايو 2014
  • 31 صورة



صورة 1 / 31:
إسماعيل ويس
صورة 2 / 31:
أفيش فيلم الرغبة والضياع
صورة 3 / 31:
حميدة وابن حميدو
صورة 4 / 31:
بقو السينما المصرية
صورة 5 / 31:
مع حسن فايق
صورة 6 / 31:
إسماعيل يس مستلقيا
صورة 7 / 31:
مع تحية كاريوكا
صورة 8 / 31:
مع ياسين
صورة 9 / 31:
مع زوجته وابنه الوحيد
صورة 10 / 31:
مع كمال الشناوي
صورة 11 / 31:
مع فريد الأطرش
صورة 12 / 31:
إسماعيل يس.. نجومية مستمرة
صورة 13 / 31:
صورة طريفة لسمعة
صورة 14 / 31:
في شبابه
صورة 15 / 31:
صورة إسماعيل يس على طابع بريد
صورة 16 / 31:
مع عبد السلام النابلسى
صورة 17 / 31:
إسماعيل يس في الطيران
صورة 18 / 31:
مع الشاويش عطية
صورة 19 / 31:
إسماعيل يس
صورة 20 / 31:
مع شادية
صورة 21 / 31:
مع زوجته والفنانة درية أحمد
صورة 22 / 31:
مع المليجي واستيفان روستي
صورة 23 / 31:
مع عبد الوهاب وتحية كاريوكا
صورة 24 / 31:
لقطة طريفة مع زوجته فوزية
صورة 25 / 31:
من أحد مسرحياته
صورة 26 / 31:
ابن حميدو
صورة 27 / 31:
من فيلم ست الحسن
صورة 28 / 31:
من المسلسل اللبناني عجيب أفندي
صورة 29 / 31:
مع هند رستم في أخر أفلامه الرغبة والضياع
صورة 30 / 31:
إسماعيل يس طرزان
صورة 31 / 31:
تشارلى شابلن العرب

( أنت ما تنفعشي في السينما.. علشان وشك كله بق ) ربما لم يتوقع المخرج توجو مزراحي الذي صدم إسماعيل يس بهذه الكلمات القاسية في بداية مشواره الفني، أن صاحب "البق" الكبير سيكون أحد أعظم نجوم الكوميديا الذين أنجبتهم السينما على مدار تاريخها.

كان إسماعيل يس حالة استثنائية في تاريخ الفن، فيكفي أنه قدم أكثر من 500 فيلم ما بين أدوار ثانية، وبطولة ثانية، وبطولات مطلقة، كما أنه الفنان الوحيد الذي كُتبتأسماء الأفلام باسمه، ومثلت أمامه جميع نجمات الفن.

وقد استطاع " تشارلي شابلن العرب" كما أُطلق عليه، أن يدخل البهجة والسعادة لقلوب المشاهدين، وإذا كان تشارلي شابلن قال قديمًا أنه أضحك العالم، ولكنه لم يعش يوما سعيدا، فإن هذه العبارة تنطبق بشكل كامل على إسماعيل يس الذي كانت حياته عبارة عن سلسلة متتالية من الأحزان. وفي ذكرى وفاته التي تحل اليوم، نلقي الضوء على محطات مهمة في حياة الفنان الذي لانزال نستمتع بأعماله كلما عرضها التليفزيون، ونضحك على إقيهاته ولازماته، وأدائه الذي تميز بالبساطة.

أليفة
عندما ولد إسماعيل يس في 15 سبتمبر عام 1912، لم يكن يدري أن رحلة الشقاء ستبدأ منذ سنواته الأولى، فقد ولد في أحد أحياء محافظة السويس لأب يمتلك محلا لبيع المشغولات الذهبية، وكان هذا الأب السبب فى الطفولة البائسة التي عاشها إسماعيل يس، فكان شخصا أنانيًا لا يهتم سوى بحياته، ينفق أمواله على حياة السهر والنساء وإدمان الكوكايين، فلم تتحمل زوجته هذه الحياة البائسة، فماتت في عز شبابها بالسكتة القلبية، فحرم إسماعيل من حب وحنان والدته، وعرف طريق اليتم مبكرًا

استمروالده في حياةاللهو، وتزوج مرة أخرى، ليعاني إسماعيل من قسوة زوجة الأب التي لم تتحمل وجوده، فأرسله والده لجدته لأمه لكي يعيش معها.

توقع الطفل الصغير أن تعوضه جدته عن حنان والدته التيحرم منها، ولكن المفارقة أن جدته لم تكن أحسن حالًا من زوجة أبيه، فعاملته بقسوة شديدة، لأنها كانت ترى أن والده كان من أسباب وفاة ابنتها، فكان إسماعيل ضحية هذا الاعتقاد،وقد روى إسماعيل في أحد حواراته أن جدته كانت تحرمه من الطعام، وتضربه بقسوة، وتسب والده.

نتيجة لتلك الظروف القاسية، اضطر إسماعيل يس لترك الدراسة الابتدائية، خاصة أن والده لم يعد ينفق عليه، بعد إدمانه للكوكايين، فاضطر للعمل في بعض المهن الصغيرة، لكي ينفق على نفسه، فعمل مناديا للسيارات، صبي في ورشة، وغيرها من الأعمال البسيطة.

كانت حياة إسماعيل يس في تلك الفترة بائسة بمعنى الكلمة، وكانت لحظات المتعة الوحيدة في حياته، عندما يستمع لأغاني الفنان محمد عبد الوهاب في المقهى الذي كان يجلس عليه مع أصدقائه.

صراع مع القطة
بمرور الوقت، بدأ إسماعيل يس يقلد الأغنيات التي يسمعها، وشعر أن لديه موهبة الغناء، خاصة مع تشجيع أصدقائه له، وإشادتهم بصوته، وبعد فترة أصحبت فكرة الغناء مسيطرة عليه، فقرر أن يذهب للقاهرة، لكي يبدأ مشواره من هناك، وينافس عبد الوهاب، ولكي يحقق حلمه سرق "تحويشة عمر" جدته التي تبلغ 6 جنيهات، وسافر للقاهرة، وبدأ يبحث عن فرصة مناسبة للغناء، فكان يذهب للأفراح التي تقام فوق الأسطح، ويقدم بعض الأغنيات، وفي أحد الأفراح غنى " أيها الراقدون تحت التراب" فضربه المعازيم، وأثناء عملية الضرب قال نكتة ومنولوجا، فبدأت الناس تسمعه وتضحك، وكان موجودا في هذا الفرح شاعر زجال يدعى "أبو بثينة" نصحه بترك الغناء، وقال له " عايز تنجح ابعد عن الطرب وقول مونولوج".

لم يكن فشله في الغناء المشكلة الوحيدة التي واجهت إسماعيل يس، إذ واجهته مشكلة أكبر تمثلت في نفاذ الجنيهات الستة التي كانت معه، فلم يعرف ماذا يفعل، وكان خائفا من العودة مرة ثانية للسويس، فاضطر لأن ينام في مسجد السيدةزينب، واستمر على هذا الحال أياما عديدة، وفي أحد الأيام حضر الرجل الذي يقوم بتنظيف المسجد، فوجده نائمًا فضربه وطرده، وبعدها أصبحوا يغلقون المسجد بعد صلاة العشاء من كل يوم، وبعد طرده من المسجد ازدادت حالته سوءً، لدرجة أنه في أحد الأيام كان جائعًا، ووجد قطة وفي فمها سمكة، فجرى وراءها، وأخذ منها السمكة وأكلها.

بدلةسموكنج
لم يجد إسماعيل يس حلا سوى العودة للسويس مرة أخرى، وذهب لأصدقائه القدامى، وحكى لهم عما حدثله في القاهرة، وكيف أن الناس لم يعجبها غنائه، ولكنهم أعجبوا بأدائه للمونولوج، فنصحه أصدقائه بألا يستسلم لليأس، ويعيد التجربة مرة أخرى، وجمعوا له مبلغ ستة جنيهات، لكي يذهب للقاهرة مرة أخرى، ويبدأ من جديد.

قرر إسماعيل يس –هذه المرة- أن يستفيد من أخطاء التجربة الأولى، فتوجه لمحل ملابس مستعملة، واشترى بدلة سموكنج بخمسين قرشا، وكان معتادا في تلك الفترة أن المنولوجست المشهور يرتدي بدلة سموكنج، وذهب لأحد المؤلفين، واشترى منه مونولوج تقول مقدمته " يا حلة العدس الدافي.. تسلم إيدين اللي غلاكي"، وكان المونولوج على وزن أغنية عبد الوهاب يا وردة الحب الصافي، بعدها توجه لإحدى صالات الغناء التي كانت منتشرة في ذلك الوقت، ووقف يغني المونولوج أمام صاحب الصالة، فأعجب به، وقرر تعيينه مقابل أربعة جنيهات في الشهر، ليبدأ الحظ يبتسم له للمرة الأولى منذ مولده، وفي تلك الفترة يتعرف على المحامي خليل حمدي المغرم بالفن، الذي أعجب بأدائه، ويراه شخصا تلقائيا بسيطا خفيف الظل، فيعرفه على أصحاب المسارح والصالات، ينتقل من صالة إلى أخرى، ويغني في الحفلات والأفراح.

حتبقى ممثل كوميدي
بدأ إسماعيل يس يحقق نجاحا من خلال عمله في الصالات المختلفة، وكان ذلك جواز مروره للعمل في الإذاعات الأهلية، ثم الإذاعة المصرية بعد افتتاحها عام 1934، والتي تعاقدت معه على إذاعة 4 حفلات كل شهر.

تواصل نجاح إسماعيل يس، وانتقل من فرقة لأخرى، فعمل في فرق حورية محمد و يوسف عز الدين و فتحية محمود، ثم التحق بفرقة أمين عطا الله المسرحية، وسافر مع الفرقة لسوريا ولبنان، وقدم مونولوجاته التي حققت نجاحا كبيرا، وبعد عودته لمصر، دعته بديعة مصابني لأن يعمل لديها بمرتب 6 جنيهات في الشهر، فوافق على الفور، وبدأ يعرف طريق الشهرة من خلال عمله في الفرقة، وفي أحد الأيام أتيحت له فرصة كبيرة مع نجيب الريحاني، الذي كان يقدم مسرحيته "حكم قراقوش"، وحدث أن مرض الفنان سيد سليمان الذي كان يقدم مونولوجاته بين الفصول، فطلب الريحاني من بديعة أن ترسل له مونولوجستا، فأرسلت له إسماعيل يس، وعقب انتهاء العرض، ذهب له الريحاني وقال له " أنت كويس أوي أوي، وحتبقى ممثل كوميدي في يوم من الأيام".

لم يكتف الريحاني بما قاله لإسماعيل يس، إذ اتصل أيضا ببديعة مصابني وقال لها "المونولوجست اللي عندك اللي اسمه إسماعيل يس فنان كويس جدا، اهتمي بيه، ولا تفرطي فيه آبدا" ، وفي اليوم التالي فوجىء إسماعيل يس بأن مرتبه أصبح عشرة جنيهات في الشهر بدلا من ستة.

سعاد وثريا
رغم أن إسماعيل يس في تلك الفترة بدأ يعرف طريق النجاح، إلا أنه كان يشعر بالحزن والضيق من العيش وحيدا، خاصة أنه عاش طوال حياته لا يشعر بأن له أسرة، ففكر في أن يبحث عن فتاة مناسبة تشاركه رحلة الحياة، ووجد ضالته في الراقصة ثريا حلمي "تختلف عن الفنانة والمونولوجست ثريا حلمي" وكانت زميلته في فرقة فتحية محمد، حيث أحبها بشكل كبير، وبادلته نفس المشاعر، ولكن واجهتهم مشكلة بعد أن علمت صاحبة الفرقة بهذه العلاقة، حيث غضبت بشدة، لأنه كان من تقاليد العمل في الصالات ألا يرتبط أحد العاملين بالفرقة بفنانة، لأن هذا الارتباط قد يعطل عمل الفرقة، فقرر إسماعيل يس وثريا حلمي ترك الفرقة بشكل نهائي، وانضما لفرقة أخرى.

اعتقد إسماعيل يس أنه سيحقق حلمه المنتظر، ويتزوج حبيبته، ولكنه اكتشف فيها العديد من العيوب والصفات السيئة، ففي أحد الأيام كان بصحبة عدد من أصدقائه، وفوجى بها تذهب إليه وهى مخمورة، وتوجه إليه الشتائم وأبشع الألفاظ، فُصدم مما فعلته، وعلى الرغم من محاولتها الاعتذار عما حدث، إلا أنه ظل لفترة غاضبا بشدة، ولم يقتصر الأمر على تلك الواقعة فقط، إذ اكتشف بعد ذلك أنها تعيش قصة حب مع رجل آخر، فشعر بالإهانة، وقرر أن يتركها.

ظل إسماعيل يس حزينا بشكل كبير، بسبب الطعنة التي وجهتها لها حبيبته، وفكر في الانتقام منها، وقرر أن يغازل إحدى زميلاته في الفرقة ليثير غيرتها، وكانت تلك الفتاة مونولوجست تدعى سعاد وجدي، المفارقة أن سعاد استجابت له، واعترفت له بحبها، وبعد فترة شعر إسماعيل يس أنه يحبها فعلا، وطلب منها الزواج، فوافقت على الفور، وبالفعل تم الزواج بشكل سريع، وعندما علمت حبيبته السابقة بالأمر، ذهبت لسعاد واعتدت عليها بالضرب المبرح.

عاش إسماعيل يس مع زوجته أياما سعيدة، ولكن يبدو أن السعادة كانت تهرب منه سريعا، فبعد شهرين من الزواج اكتشف خيانتها له، ففي أحد الأيام قالت له أنها ذاهبة لزيارة والدتها فلم يمانع، ولكنه فوجىء بأحد أصدقائه يقول له أنها ذهبت لمقابلة حبها القديم، وأنها جالسة معه الآن في أحد المقاهي، فجن جنونه، وذهب إلى هناك، وشاهدها من بعيد، وعندها رآها أسودت الدنيا أمام عينيه، لكنه لم يتخذ أي رد فعل، وانتظرها عندما عادت للمنزل، وتشاجر معها، ثم طلقها على الفور.

بعدالطلاق، عاش إسماعيل يس أياما صعبة، لدرجة أنه فكر في الانتحار، لكنه تراجع في اللحظات الأخيرة، وبالتدريج بدأ يستعيد نشاطه مرة أخرى.

في تلك الفترة، فكر إسماعيل يس في العودة لحبه القديم ثريا حلمي، فذهب لها وتصالحا، واتفق على الزواج، توقع إسماعيل يس أن تكون ثريا أفضل من سعاد، وأن يجد الاستقرار الذي بحث عنه طويلا، ولكنه كان موهوما، فبعد فترة قصيرة بدأت زوجته ترهقه بمطالب مادية فوق طاقته، مما أدى لتعدد الخلافات بينهم، وانتهى الأمر بالطلاق، ليقرر إسماعيل يس بعدها إغلاق قلبه لأجل غير معلوم.

عملية تجميل
النجاحالكبير الذي حققه إسماعيل يس في تلك الفترة كمولوجست، لفت إليه أنظار المخرجين والمؤلفين للاستعانة به في أفلامهم السينمائية، وكانت البداية من خلال المخرج فؤاد الجزايرلي، الذي قدمه في دور صغير في فيلم خلف الحبايب عام 1939، بعدها قدمه نيازي مصطفى في دور صغير لا يتعدى 3 مشاهد في فيلم مصنع الزوجات، ليلتقطه علي الكسار، ويضمه لفرقته المسرحية، كما قرر الاستعانة به في أفلامه، وكانت البداية من خلال ترشيحه لأداء دور تابعه في فيلم علي بابا والأربعين حرامي، فشعر إسماعيل يس بسعادة غامرة، لأنه سيعمل مع علي الكسار أحد نجوم عصره في تلك الفترة، ولكنه فوجىء برفض المخرج توجو مزراحي، قائلا له جملته الصادمة " أنت ما تنفعشي في السينما علشان وشك كله بق" فرد عليه إسماعيل يس " تفتكر أعمل إيه إذا كان ربنا خلقني كده" فأجابه مزراحي " روح لجراح خليه يعملك عملية تضيق بيها بقك شوية، وبعدين تعالالي" وبالفعل قرر إسماعيل يس تنفيذ كلام مزراحي، فذهب لجراح تجميل في شارع عماد الدين، وطلب منه تصغير بقه ثلاثة سنتميترات، فطلب الجراح 30 جنيها، ولم يكن إسماعيل يس يمتلك هذا المبلغ، فغادر العيادة حزينا، وشعر أن الدور ضاع منه، وعندما علم علي الكسار بما حدث، احتج على ذلك، وقال للمخرج " أنا أريد أن يكون الصبي التابع لي في الفيلم صاحب فن واسع كهذا" فاضطر مزراحي لأن يرضخ لرغبة علي الكسار، ووافق على تقديمه للدور.

قدم إسماعيل يس الدور بخفة دم وتلقائية شديدة، وبدأ توجو مزراحي يقتنع به كممثل، فقدمه في أدوار صغيرة في بعض أفلامه منها الطريق المستقيم و تحيا الستات و نور الدين والبحارة الثلاثة، بعدها بدأ المخرجونيستعينون به بشكل كبير في أعمالهم، وفي منتصف الأربعينات أصبح يقدم في العام الواحد حوالي عشرة أفلام، حتى حصل على البطولة المطلقة في فيلم الناصح عام 1949، وعلى الرغم من نجاحه كبطل أول، إلا أنه لم يرفض أن يقدم أدوارا ثانية.

دجاجة راكور
على الرغم من أن إسماعيل كان أصبح قاسما مشتركا في معظم الأفلام التي قدمت في تلك الفترة، إلا أنه كانت تواجهه مشكلة أثناء التصوير، بسبب عدم معرفته بالمصطلحات السينمائية، مما عرضه لبعض المواقف المحرجة، وكان أشهره أثناء تصوير فيلم ليلة الدخلة، ففي أحد مشاهد الفيلم كان هناك دجاجة بيضاء يحاول إسماعيل يس الإمساك بها، وأثناء تصوير المشهد، وأثناء محاولته الإمساك بالدجاجة، أمسكها بكلتا يديه بشدة، فخنق الدجاجة، فماتت على الفور، وتسبب ذلك في تعطيل التصوير، وغضب المخرج بشدة، قائلا لإسماعيل يس أنه لابد أن يحضر دجاجة راكور " وكلمة راكور في السينما تعني الشبيه الذي يلزم استخدامه طوال فترة العمل" لكن إسماعيل يس فهم كلمة راكور على أنها نوع من الدجاج يحمل هذا الاسم، فذهب للسوق يشتري الدجاجة، وأخبره البائعون أن هذا النوع غير موجود، ولما ذهبللمخرج يخبره بذلك، ضحك بشدة على سذاجة إسماعيل يس، ونشر هذه القصة في الوسط الفني.

ملعقة دهب
على الرغم من أن إسماعيل يس قرر في تلك الفترة عدم التفكير في الزواج، إلا أنه غير رأيه وموقفه عندما قابل شريكة عمره والحب الحقيقي في حياته فوزية، حيث وقع في حبها من النظرة الأولى، عندما رآها مع زوجة مدير المسرح الذي يقدم عليه مونولوجاته، فسعى للتعرف عليها، وسرعان ما شعر بالانجذاب إليها، وبعد فترة قصيرة فاتحها في رغبته من الزواج منها، فرحبت على الفور، لأنها كانت تبادله نفس المشاعر، وبالفعل تم الزواج، وعاش إسماعيل يس أجمل سنوات حياته مع زوجته التي أحبته بصدق، ووقفت بجانبه وساندته، واكتملت سعادة إسماعيل يس بابنه الوحيد ياسين، الذي سماه على اسم والده، ووفر له كل الاهتمام، والحب، والرعاية، والتدليل الذي حرم منه في طفولته، لدرجة أنه عندما وُلد اشترى له ملعقة دهب ليأكل بها، لتنطبق عليه مقولة مولود وفي فمه ملعقة دهب، كما كان يهتم بأعياد ميلاده، التي كانت بمثابة مهرجانات فنية يشترك في إحيائها كبار الفنانين مثل فريد الأطرش و عبد الحليم حافظ و ليلى مراد وغيرهم.

وش السعد
كانت زوجة إسماعيل يس وابنه "وش السعد" عليه، ففي تلك الفترة صعد نجمه بشكل مذهل، وأصبح شريكا لا يمكن تجاهله في أفلام فريد الأطرش و محمد فوزي و شادية و كمال الشناوي وليلى مراد وغيرهم، ومع بداية الخمسينات أصبح النجم الكوميدي الأول، خاصة مع خلو الساحة بعد وفاة نجيب الريحاني، وابتعاد علي الكسار عن أدوار البطولة، وكانت أعوام 52،53،54 العصر الذهبي له، حيث قدم حوالي 16 فيلما في العام الواحد، وتهافت عليه المنتجين لكي يقدم أعمالهم، وعندما كان يرفض لكثرة عدد الأعمال المعروضة عليه، كانوا ينتظرونه على الطرقات أثناء خروجه من البلاتوة ليدخل آخر، وينتهزون الفرصة لكي يوقع على عقود أفلامهم.
شهدت فترة الخمسينات أيضا ظاهرة الأفلام التي تحمل اسمه الحقيقي، وكانت البداية من خلال المخرج يوسف معلوف، الذي استغل نجومية إسماعيل يس الساحقة في تلك الفترة، وقدم فيلم مغامرات إسماعيل يس عام 1954، وفي العام التالي قدمه المخرج حسن الصيفي في فيلم عفريتة إسماعيل يس، ثم كانت سلسلة الأفلام التي قدمها إسماعيل يس مع المخرج فطين عبد الوهابتقديرا للجيش ودوره في ثورة يوليو، وكانت البداية من خلال فيلم إسماعيل يس في الجيش، ثم تبعها بمجموعة أفلام إسماعيل يس في الطيران، البوليس الحربي، الأسطول، البوليس، وكانت آخر الأفلام التي حملت اسمه إسماعيل يس في السجن عام 1960.

فرقةإسماعيل يس
على الرغم من النجاح الساحق الذي حققه إسماعيل يس في السينما، إلا أن حلم المسرح كان يشغل باله وتفكيره، فقرر أن يعرض الفكرة على صديقه المؤلف أبو السعود الأبياري، الذي رحب بالفكرة، واقترح عليه أن يؤسسا سويا فرقة مسرحية تحمل اسم إسماعيل يس، ويكون الأبياري مسئولا عن الكتابة، وبالفعل نشأت الفرقة كشراكة فنية بين أبو السعود الأبياري وإسماعيل يس، انضم إليها كبار النجوم في تلك الفترة مثل تحية كاريوكا و حسن فايق و عبد الفتاح القصري و استيفان روستي وغيرهم.

كانتمسرحية "حبيبي كوكو" أول أعمال الفرقة، ووصل عدد المسرحيات التي قدمتها الفرقة طوال 12 عاما 51 مسرحية، كلها من تأليف الأبياري.

عبد السلام النابلسي
النجومية الطاغية التي حققها إسماعيل يس في تلك الفترة لم تؤدي لإصابته بالغررو والتكبر، بل عاش طوال عمره إنسانا طيبا بسيطا، يقف بجانب أصدقائه، ومن المواقف التي تدل على طيبته الشديدة، وقوفه بجانب صديقه الفنان عبد السلام النابلسي، عندما أراد تقديم أول بطولة مطلقة من خلال فيلم حلاق السيدات، حبث قبل المشاركة في الفيلم، والقيام بالدور الثاني من أجل مساندة صديقه.

مصلحة الضرائب
كانت مرحلة الستينات الأسوء في تاريخ إسماعيل يس، حيث شهدت تراجع عدد الأفلام التي يقدمها بدون سبب واضح، وبعد أن كان يقدم 15 و20 فيلم في العام الواحد، أصبح يقدم فيلمين أو ثلاثة فقط، ففي عام 1961 قدم فيلمين، وفي العام الذي يليه قدم نفس العدد، أما في عام 1963 ققدم فيلما واحدا، وهذا ما حدث أيضا عام 1965.
ولم يقتصر التراجع على السينما فقط، فمسرحياته أيضا لم تحقق النجاح المعتاد وانصرف الجمهور عن متابعتها.

ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فوجى إسماعيل بس بمصلحة الضرائب تطالبه بسداد مبلغ طائل عن أرباحه التي حققها منذ عام 1955، وتقوم بالحجز على حسابه في البنك، والعمارة التي يمتلكها بالزمالك لتسديد الضرائب المستحقة عليه.
لم يتحمل إسماعيل يس كل هذه المصائب، فهاجمته أمراض النقرس والرئة، وظل في المستشفى شهرين للعلاج، ومع إصابته بالأمراض، وتراكم الديون، اضطر إسماعيل يس لإغلاق فرقته المسرحية، مما تسبب في زيادة أحزانه.

نهاية حزينة
ازدادت الأوضاع سوءً بعد وقوع نكسة 1967، فقرر إسماعيل يس السفر إلى لبنان ليعمل هناك، مثل غيره من الفنانين الذين استقروا في بيروت في نهاية الستينات.
لم يختلف الوضع كثيرا عند سفره إلى لبنان، حيث فوجىء بأن الأدوار التي تعرض عليه صغيرة جدًا، ولا تليق بمكانته الفنية، واضطر لأن يقبلها، فشارك في أفلام مثل كرم الهوى و طريق الخطايا و عصابة النساء، كما عاد مرة أخرى لإلقاء المونولوجات في الحفلات والملاهي، بعد أن كان اعتزلها منذ حوالي 20 عاما، حتى الإعلانات التجارية قدمها.

معبداية السبعينات، عاد لمصر، وتوقع أن يتغير الحال، ويستعين به المخرجين والمنتجين في أعمالهم، ولكن هذا لم يحدث، مما تسبب في زيادة أحزانه والآمه، وفي حوار له عبر عن غضبه الشديد من حالة التجاهل قائلا " هل من المعقول أن يتحول إسماعيل يس إلى شخص يقرع باب عبد الحميد جودة السحار – كان حينها يشغل منصب رئيس هيئة مؤسسة السينما- ليسأله أن يتيح له فرصة عمل في السينما، أو اتصل بالمسئولين في المسرح من أجل فرصة عمل بمسارح الهيئة، إننى أفضل الموت جوعا على أن ألجأ إلى أبواب المسئولين، لقد قررت تحويل مسكني إلى مطعم لبيع الفول والطعمية بدلا من دق الأبواب".

في عام 1972 بعد فترة طويلة من التجاهل، فوجىء إسماعيل يس بالمخرج أحمد ضياء الدين يعرض عليه دورًا في فيلم الرغبة والضياع، فوافق على الفور، وعند ذهابه لموقع التصوير، فوجىء بدفء وحرارة الاستقبال، فلم يتمالك دموعه، وظل يبكي أكثر من نصف ساعة، متأثرا بتصفيق العمال والفنانين داخل موقع التصوير.

كان الدور الذي قدمه إسماعيل يس صغيرا لا يليق باسمه وتاريخه، حتى اسمه على الأفيش كان الخامس بعد هند رستم و رشدي أباظة، ون ور الشريف و هياتم.

لم تؤدِ مشاركته في الفيلم لتحسن حالته النفسية، بل ازدادت سوءً، فنصحه الطبيب بالذهاب للإسكندرية، واستمر هناك أسبوعا، وبعد عودته بيوم، رحل إسماعيل يس متأثرا بإصابته بأزمة قلبية في 24 مايو 1972 عن عمر يناهز 60 عاما، ليرحل الفنان الذي منحنا السعادة، ولا يزال بأعماله الفنية الجميلة التي لا تنسى.



تعليقات