عمرو سلامة ينشر الصفحة الأولى من كتابه الجديد "القرداتي (دليل غير رسمي لصانع السينما الهاوي ليظل هاوي)"

  • خبر
  • 03:04 مساءً - 9 اغسطس 2014
  • 1 صورة



سلامة

ننشر الصفحة اﻷولى من الفصل اﻷول لكتاب المخرج عمرو سلامة الجديد "القرداتي (دليل غير رسمي لصانع السينما الهاوي ليظل هاوي)"، الذي من المنتظر طرحه باﻷسواق خلال العام المقبل 2015.

(شرط المحبة الجسارة)

"الفنان لازم يكون شجاع.. ولو مش شجاع يبقى مش فنان"
بول هاجيس

هو أنا أنفع؟

كام مرة قابلت شخص حلمه إنه كان يشتغل في الفن وماخدش خطوة واحدة في الإتجاه لتحقيق حلمه؟ أو أخد كام خطوة وماكملش؟ راح إشتغل في بنك أو شركة إتصالات؟ وفي منهم متابعين شغوفين لكل ما هو له دخل بحلمهم القديم، شخص كان نفسه يخرج، تلاقيه عارف كل أسامي المخرجين والكتاب والأفلام وساعات حتى الكومبارسات بتوع أفلام السبعينات واحد واحد.

هذا الشخص تجده دائما يتحسر على هذه الفرصة الضائعة والحلم المختون ولما يقابل أي حد في هذه المهنة يقول له بشعور فخر ممتزج بالحسرة "أنا طول عمري كان نفسي أبقى مخرج" ولما تسأله وإيه اللي حصل يقولك "آهه".

للأسف ناس كثير بيضيع حلمها ده لإنها مش عارفة إن ثمنه ممكن يكون مختلف بس عن ثمن شغلانات ثانية كثير، مش لازم يكون ثمن أصعب، بس هو ثمن مختلف، مش مبني على حسابات أو توقعات أو على خبرات سابقة، علشان كده بيخوف ناس كثير.

"لو سألت ميت واحد ناجح في مجال السينما عن أسباب نجاحه هتسمع ميت قصة مختلفة"
مجهول

النجاح في السينما عمره ما كان معادلة معروف أطرافها، بس المؤكد في الحياة إن لكل مجتهد نصيب وأن الفرصة لا تأتي إلا لمن يستحقها، ومافيش فنان في العالم إشتغل وتعب بجد وطور من نفسه بجد وإتعلم من أخطاؤه بجد وبعدها فشل.

دخول المهنة ديه وإعتبارها الخطة الوحيدة في حياتك بدون أي خطط بديلة هي أهم خطوة وأكثر خطوة محتاجة شجاعة، لو عندك خطة بديلة، أو إختيار ثاني أسهل، مع الصعوبات اللي هتواجهها أكيد هاتلجأله.

في الكلية الحربية لما بيختبروا المتقدمين كل سنة بيعملولهم إختبار للشجاعة إسمه "قفزة الثقة"، المتقدم يبطلع على منط عالي جدا علشان يقفز منه في حمام سباحة بيبان من الإرتفاع ده إنه خرم إبرة، ومع إن كل متقدم عارف إنه لما هينط مسيره ينزل في المية برضه في ناس كثير بتخاف تنط.

هو ده مجال السينما وأي مجال، لو نطيت مسيرك تقع في حمام السباحة، بس علشات تلمس المية محتاج تشتغل، تذاكر، تدرس وتتطور وتحاول.

محتاج تعرف إن الشغلانة صعبة، هتشتغل يوم وعشرة لأ، هيبقى معاك فلوس شوية وتجوع شوية، هتلاقي الناس بتصقفلك بحماس وبكرة يشتموك كإنه قتلتلهم قتيل، في يوم تليفونك مش بيطل رن وفي سنة بتكلم كل الناس ماحدش بيرد عليك.

"إنت قد آخر فيلم ليك، لو كان فيلم كبير وناجح بتكون كبير وناجح، لو كان فاشل بتكون فاشل، مهما كان تاريخك"
م. نايت شاياملان

محتاج شجاعة التواضع، شجاع علشان تعرف تقتنع إن شغلك مش إنت، تقييم شغلك مش تقييم ليك كبني آدم، شغلك هو نتاج ظروفك والظروف المحيطة بيك وإنت بتصنعه، لو شغل ليك فشل في ألف عامل ممكن يكونوا السبب، ونفس الكلام بالظبط لو نجح، اللي نجح ده مش إنت بس، ده ظروف كونية إتقابلت فيك وفي الظروف وفي الناس اللي إشتغلت معاك في الجمهور ونوعه وحالته النفسية وهو بيشوف شغلك فخلاه يعجبه.

شجاعة التعلم من تجاربك، إنك تعرف شغلك فشل ليه، أو فشل في إنه يوصل ليه، ولما نجح نجح ليه، وإنك تتعلم الدرس الصح، في ناس لما التجربة بتفشل بيلوموا آخر ناس وظروف كانت السبب ونفس الكلام في النجاح.

تلاقي فنان عمل فيلم بتلعثم فيه في الكلام مثلا، الفيلم نجح جدا، لإن تلعثمه ده كان جديد ولإن فكرة الفيلم كانت حلوة وأخرجت كويس بإنتاج كويس ومعاه زملاء كويسين، هو بيظن مثلا إن تلعثمه كان السبب، فيكرر التلعثم، فالناس مايعجبهاش الفيلم لإن اللي عجبهم مش التلعثم بس، اللي عجبهم إنه كان جديد، وأضاف ليه عوامل ثانية، فالفيلم الجديد يفشل، فيلوم النجم وقت نزول الفيلم أو إن الكاتب كتب أدوار الناس اللي حواليه أكبر من دوره، وهكذا، ونفس المثل ممكن يطبق على الكاتب والمخرج وأي فنان حتى لو كان راقص إيقاعي.

إنك تحس على طول بتواضع التلميذ اللي بيتعلم من التجارب اللي حواليه والدنيا والناس والجمهور ده محتاج شجاعة، علشان تقدر تتطور، وفي نفس الوقت ماتفقدش ثقتك في نفسك وحدسك والصوت اللي جواك الي بيحركك، معادلة في غاية الصعوبة محتاجة إنك تكون مواجه نفسك على طول وواعي بكذبك على نفسك إلى أبعد الحدود.

ممكن تقرا الكتاب ده ومليون كتاب ثاني عن صناعة السينما، بس لما تيجي تكتب أول مشهد تترعب إنك مش عارف تقول إيه، في أول يوم تصوير تترعب لما يسألوك "نحط الكاميرا فين؟"، تترعب وإنت في المونتاج ومش عارف تبدأ منين.

ممكن تاخد ألف كورس، وألف شهادة، وتتدرب مع ألف مخرج، وتشوف مليون فيلم وتقرا زليار كتاب، لكن وقت الفعل محتاج الشجاعة وحدها.

لو حاسس إنك مش شجاع وجبان وفر على نفسك الوقت وماتكملش قراية الكتاب وشوف شغلانة من تسعة لخمسة تؤمر فيها فتطيع وتعيش عمرك مع إنهزامية الأحلام غير المكتملة.

لكن لو شايف نفسك دكر أو شايفة نفسك بنت مجدع وقدها وقدود وقلبك حديد مايهمكش جوع وتجاهل وسقعة وحر وإهانة الجمهور وسب النقاد ليك وعارف إن كل حاجة من ديه هتقويك وتطورك ومش هتخليك تستسلم إنك تعبر عن نفسك زي ما إنت شايف وحابب يبقى كمل.

إحلم وحقق حلمك... وبيعه وإكسب منه كمان فلوس.

"أنا أكل عيشي إني أحلم"
ستيفين سبيلبرج



تعليقات