فضل شاكر.. ملك الرومانسية الذي صار شيخًا مقاتلًا

  • مقال
  • 09:15 مساءً - 12 مارس 2015
  • 1 صورة



فضل شاكر

بنظرة منكسرة وجسم فقد الكثير من وزنه عاد الفنان المعتزل فضل شاكر للظهور من جديد، مغازلًا جمهوره، ومعبرًا عن أمله في عودة حياته لطبيعتها مجددًا، وبكلمات واثقة ونبرة صوت مؤكدة قال فضل إنه لم يشارك في عمليات مسلحة ضد الجيش اللبناني، وذلك بعد مرور عامين تقريبًا على انتشار فيديو له يتوعد فيه الجيش اللبناني ويعترف فيه بفخر بقتل أفرادٍ منه.

قبل أكثر من أربع عقود وُلد فضل في مدينة "صيدا" اللبنانية، بالقرب من مخيم عين الحلوة، يشكك العديدون في أصله اللبناني، ويؤكدون أنه فلسطيني اﻷصل، إلا أن من اختلفوا على كونه لبنانيًا أو فلسطينيًا أجمعوا بشكل واضح على موهبة الصبي، الذي بدأ حياته الفنية مبكرًا فى سن الـ15 عامًا، وذلك بالغناء في الحفلات الصغيرة والأعراس التي كانت تُقام على أسطح البنايات المجاورة، حيث اعتاد الغناء لـ أم كلثوم و عبدالحليم حافظ و فريد الأطرش و محمد عبدالوهاب.

شكل عام 1998 علامة فارقة في مسيرة الشاب الذي يخطو أولى خطواته في عالم الفن، حيث طرح فيه ألبومه الغنائي الأول "والله زمان"، بعدها انطلق فضل شاكر بدعم من كثيرين من بينهم الموسيقار المصري صلاح الشرنوبي، الذي يعترف شاكر دومًا بفضله عليه.

استمر فضل في الانتقال من شركة إنتاج ﻷخرى لمدة عامين تقريبًا، قبل أن يستقر في شركة "روتانا" عام 2003، ليُصدر معها عدد من اﻷلبومات التي ساهمت في انتشاره بشكل أوسع ليس على مستوى لبنان وفقط، وإنما على مستوى العالم العربي كله.

جاء عام 2005 حزينًا على فضل، بعد اغتيال الزعيم اللبناني رفيق الحريري، لتبدأ بعدها حياته في التحول بشكل تدريجي تصاعدي، فبعد عدة سنوات، وتحديدًا في مارس 2012، بدأ شاكر في التعبير عن آرائه السياسية بشكل صريح، حيث شارك في مظاهرات سلفية داعمة للثورة السورية ومناهضة لنظام بشار اﻷسد، وفي وقت لاحق من العام نفسه أعلن شاكر اعتزاله الفن رسميًا، ﻷسباب سياسية وفنية ودينية!

عبر قناة "الرحمة" الدينية أعلن فضل شاكر اعتزاله الغناء، ونيته للذهاب إلى سوريا والجهاد مع الجيش السوري الحُر هُناك، وأكد فضل أن هذا القرار جاء بعد صراع طويل بداخله لسنوات طويلة، حيث اعتبر فضل حينها أن الفن يتدنى في المستوى في ظل غياب النقابات والمؤسسات الفنية، كما طالب وقتها شركة روتانا للإنتاج الفني ومالكها الوليد بن طلال بسرعة سحب وحذف جميع ألبوماته الغنائية من الأسواق لمساعدته في إتمام توبته والجهاد في سبيل الله.

وبدأت بعدها التقارير الصحفية في نقل أخبار فضل شاكر الذي صار شيخًا مقاتلًا، والذي ثبت فيما بعد تورطه فى قتل عددٍ من العناصر بالجيش اللبناني، وقد أدانه القضاء اللبناني هو وأخرين بتهم تكوين عصابة مسلحة بقصد القيام بأعمال إرهابية، وارتكاب جرائم، والنيل من سلطة الدولة وهيبتها، والهجوم على عناصر الجيش اللبناني، وحيازة الأسلحة.

منذ أيام ظهر فضل ليعبر عن رغبته في عودة حياته لطبيعتها من جديد، صحيح أنه لم يعرب صراحةً عن رغبته في العودة للغناء، لكنه أكد أن اتصالات عديدة تمت بينه وبينه سلطات سيادية لبنانية للوصول لتسوية ما تسمح بإعفائه من العقوبات الواقعة عليه.



تعليقات