Avengers: Age of Ultron.. هناك الكثير لكي تراه مع مارفل

  • مقال
  • 11:32 صباحًا - 3 مايو 2015
  • 1 صورة



ملصق فيلم Avengers: Age Of Ultron

ربما لا يكون ما سأقوله عن عالم صناعة القصص المصورة بالجديد أو المختلف، لكن الأمر في الوقت ذاته قد بات من الحقائق الرئيسية والواضحة لكل من يعمل أو يتابع هذا المجال، وهي أن المعادلة التي اعتمدت عليها صناعة القصص المصورة لسنوات طويلة هى التأكيد على فكرة البطل الأوحد الذي يتطلع إليه المواطنون ليكون هو المراقب والمطلع على أحوال العباد، والذي يشرع في تطبيق العدالة على الأرض، لكن مع مطلع الستينات تغيرت هذه المعادة قليلًا ليتجه جزء منها نحو العمل الجماعي بدلًا من انفراد البطل الأوحد بواجهة الصورة، وهو ما تحقق في عام 1960 مع إطلاق السلسلة المصورة Justice League من دي سي كوميكس التي جمعت للمرة الأولى مجموعة من أبرز الأبطال الخارقين التي خرجت من رحم سلاسل سابقة ليشكلوا معًا فريقًا واحدًا، وهو الأمر الذي لاقي قبولًا كبيرًا أدى إلى إطلاق الشركة المنافسة مارفل لسلسلة The Avengers بعدها بثلاث سنوات، أي في عام 1963.

بعد الانطلاقة المدوية سينمائيًا في عام 2012 لسلسلة The Avengers على شاشات السينما حول العالم، والمتعة الجمة التي شعر بها الكثيرون بعد مشاهدة الفيلم بأن يشاهد عدد كبير من أبطاله المفضلين وهم يعملون معًا، عاد الكاتب والمخرج جوس هيدون ليعيد الكرة مرة جديدة في الجزء الثاني Avengers: Age Of Ultron، واضعًا فريق المنتقمون أمام تحد جديد ومختلف عن الجزء الأول.

يعود جزء كبير من تفرد هذه السلسلة بين كافة أفلام الأبطال الخارقين وحب الجمهور لها إلى جمعه الفريد بين الحسنيين: متابعة القدرات الفردية والمواهب الخاصة لكل بطل خارق على حدة في تعامله مع الخصوم، والتناغم الكبير الناجم عن تكاتفهم معًا في معاركهم، وهو ما يؤكد عليه جوس هيدون منذ اللحظة الأولى لعرض الفيلم من خلال المشهد الافتتاحي للمعركة التي خاضها المنتقمون في جمهورية سوكوفيا، حيث نراقب كل فرد من الفريق وهو يحارب على حدة، ثم يجمعهم المخرج معًا في كادر واحد لتتوحد صفوف المعركة.

صحيح أن الفيلم يحتوي على الكثير من الشخصيات الرئيسية، بل أكثر من الجزء الأول، حيث تنضم في هذا الجزء شخصيات الأخوان ماكسيموف وذا فيجن بالإضافة إلى الشخصيات الستة الرئيسية، إلا أن هيدون ينجح في ألا يشعرك بأي نوع من التيه خلال المشاهدة إطلاقًا، وحتى إذا لم تكن تعلم الكثير عن خلفيات الشخصيات الرئيسية، فهذه ليست بمشكلة في هذه السلسلة، وستنجح - كمشاهد - في الإندماج بسهولة مع ما يحدث، وهذه هى المشكلة التي وقعت فيها عدد من الأفلام السابقة حينما تم اقتباسها سينمائيًا، مثلما فعل زاك سنايدر مع Watchmen، أو في فيلم كارثي مثل X-Men: The Last Stand.

وما يزيد متعة العمل كذلك أن هيدون يقدم لك طيلة الوقت جرعات متوازنة من كل شيء: جرعة مكثفة من المشاهد الحركية بالإضافة إلى خط رومانسي لا يغطي على نكهة العمل بقدر ما يندمج معها، وهو الخط الذي نشهد تطوره بشكل مضطرد بين ناتاشا رومانوف ( سكارليت جوهانسون) وبروس بانر ( مارك روفالو)، بالإضافة إلى قدر بسيط من الدراما التي يعيدنا فيها هيدون إلى الماضي الخاص بعدد من شخصيات الفيلم، وأخيرًا الكثير من الفكاهة التي تزيد جرعتها هنا عن الفيلم السابق، والتي قد يفرد لها مشاهد كاملة، مثل مشهد نكتة آلة الحرب ( دون شيدل) أو مشهد محاولة إمساك مطرقة ثور ( كريس هيمسورث).

على الصعيد الأدائي، ربما كان أكثر من يستحق المديح في هذا الجزء بالذات هو الممثل جيمس سبادر الذي يتولى على عاتقه مسئولية الأداء الصوتي لشخصية ألترون الذي يقف في مواجهة فريق المنتقمون، سبادر يستغل صوته على النحو الأمثل، يشعرك بالجلال والهيبة كل كلمة تخرج من فيه بما يليق بشرير الفيلم، بل وربما حتى لن تصدق إذا علمت بأنه يستخدم طبقة صوته الحقيقية بدون أي تعديلات.

الفيلم يقدم في مجمله متعة خام، لا يحاول أن يرهقك بالكثير من التفكير الزائد، ولا يحاول أن يفلسف لك كل شيء بشكل لا تحتمله طبيعة الفيلم مثلما فعل نولان في ثلاثية باتمان، بل إنه حتى لا يحاول أن يضيف على الفيلم مستوى درامي أبعد مما تراه أمامك على الشاشة، فجل ما يطلبه منك هو أن تسترخي في مقعدك الوثير وتتابع المطاردات المشتعلة من هنا وهناك.



تعليقات