السير الذاتية: هنري بركات - ﺇﺧﺮاﺝ

السير الذاتية

 [1 نص]

مخرج مصري غزير الإنتاج، يعد من علامات الإخراج في السينما المصرية ومن أكثر المخرجين إنتاجاً للأعمال السينمائية، حيث وصل عدد الأعمال التي أخرجها لنحو مائة فيلم ولا يقاربه في إخراج هذا الكم الهائل من الأعمال سوى مخرجين آخرين هما (نيازي مصطفى) و(حسن الصيفي)، و(حسام الدين مصطفى). ولد (بركات) بحي شبرا بالقاهرة لعائلة من أصل لبناني، وحصل على ليسانس الحقوق وبعدها سافر إلى (باريس) ليدرس الإخراج السينمائي على أصوله، وعاد إلى مصر وبدأ رحلته الفنية الطويلة بعد أن تخرج من كلية الفنون الفرنسية بالمنيرة عام 1935. بدأ حياته الفنية كمساعد مخرج، وقد اكتشفته الفنانة والمنتجه (آسيا داغر) حيث كانت تبحث عن مخرج يخرج لها فيلم جديد بعد أن تركها المخرج (أحمد جلال) -الذي كان قد تزوج من ابنة أختها الفنانة (ماري كويني) وانشغل معها بتكوين شركه سينمائية-، فاتجهت المنتجة آسيا داغر للبحث عن مخرج جديد ليخرج لها فيلم (الشريد) عام 1942 الذي كان بداية رحلته السينمائية. منذ بداياته لم يقتصر اهتمامه على الإخراج فقط، بل تنبه مبكرًا لعنصر التحرير (المونتاج) وانعكس ذلك على عمله كمخرج، وتنبه في وقت مبكر إلى ضرورة البحث عن كتب تتحدث عن المونتاج. خلال مشوار متد لأكثر من نصف قرن كامل قدم (بركات) عددًا هائلًا من الأفلام يعد العديد منها علامات في السينما المصرية ومن كلاسيكياتها. كان قد قدم عددًا كبيرًا من الأفلام مع عدد من النجوم فائقي الشهرة، فقدم عشرة أفلام مع (فريد الأطرش) وثلاثة أفلام ل(عبد الحليم حافظ)، وثلاثة أفلام ل(ليلي مراد)، وفيلمين ل(صباح)، وفيلمين ل(محمد فوزي)، وفيلمين )ل(فيروز)، وفيلمين ل(هدي سلطان). ولكن نصيب الأسد كان للعملاقة الراحلة (فاتن حمامة) التي مثلت معه 18 فيلمًا، بعضها من أهم الأفلام في السينما المصرية. يُذكر منها (دعاء الكروان)، (الحرام)، (الخيط الرفيع)، و(ليلة القبض على فاطمة) و(أفواه وأرانب). حصل (بركات) على عدد من الترشيحات والتكريمات الرفيعة خلال مشواره الغزير فترشح عام 1959 لدب مهرجان برلين الذهبي بفيلمين دفعة واحدة هما (حسن ونعيمة) و(دعاء الكروان)، وترشح للسعفة الذهبية من مهرجان (كان) الرفيع عام 1965 عن فيلمه (الحرام)، وفاز بجائزة أفضل فيلم عام 1964 عن فيلم (الباب المفتوح) من (مهرجان جاكارتا السينمائي) ونال أيضًا جائزة الذكر الخاص لمهرجان فالنسيا السينمائي الدولي عام 1984 بفيلمه (ليلة القبض على فاطمة). وفي مصر توج قبيل نهاية حياته الفنية بعدد من أرفع الجوائز الثقافية فحصل على (جائزة الدولة التقديرية في الفنون) من (المجلس الأعلى للثقافة) عام 1995، كما حصل على وسام من (مهرجان الإسكندرية السينمائي) عام 1991، و(مهرجان القاهرة السينمائي الدولي) عام 1994. بعد مشوار طويل وحافل وقيم امتد حتى قبل نهاية حياته بسنوات قليلة توفي (بركات) عام 1997 عن عمر يناهز الثالثة والثمانين.