يوسف شاهين وأسرار العيون

  • مقال
  • 10:50 صباحًا - 1 اغسطس 2010
  • 3 صور



صورة 1 / 3:
يوسف شاهين
صورة 2 / 3:
يوسف شاهين
صورة 3 / 3:
يوسف شاهين

نجوم الكمبيوتر‏..‏ تعبيرات عيونهم ميتة بلا روح‏!!‏ شاهين بداخله ألف ممثل ناجح ولكنه فضل الإخراج واكتشاف النجوم‏!‏ إذا سكت الكلام‏..‏ تكلمت العيون‏..‏ شعار كان يختص به الاستاذ‏..‏ المخرج يوسف شاهين الذي رحل عناوعن السينما منذ عامين‏..,‏ ونعيش معه هذه الأيام في ذكراه‏..‏ مع رسالته السينمائية ودروسه الفنية‏..‏ ومشواره العبقري في عالم السينما الساحر‏..‏ بنجومها وبنجمها الذي صنف كواحد من أعظم المخرجين في العالم‏.‏يوسف شاهين‏..‏ أو جو‏..‏ كما كان يحب ان ينادي به تواضعا وحبا واحتراما مع كل من تعامل معهم نجوما‏..‏ وغير نجوم وليس حصوله علي جائزة التحكيم الخاصة التي حصل عليها من مهرجان برلين عام‏1979..‏ ولا جائزة دورة اليوبيل الذهبي لمهرجان كان عن مجمل اعماله عام‏1997‏ ولا اشتراكه في المسابقة الرسمية لمهرجان كان عام‏1946‏ بفيلمه صراع في الوادي مع مجموعة نجوم الإخراج والممثلين المصريين ايام كنا في كان‏..‏ ولكن لانه جو‏..‏ صاحب المدرسة السينمائية التي اكتشفت معظم نجوم السينما‏..‏ جو الإنسان المفكر الذي كان بداخله ألف ممثل‏..‏ وقدم منهم فيلمه باب الحديد الذي سافر به لمهرجان موسكو‏..‏ ومن شدة اتقانه للدور‏..‏ لم يحصل علي جائزة لان اللجنة قالت إنه لا يمثل انه فعلا مصاب في ساقه‏..‏ ولم يكن هناك يثبت لهم انه الممثل السليم‏..‏ والمخرج العبقري‏.‏ جو‏..‏ كان سابقا زمنه‏..‏ كان يتنبأ بالتقنيات السينمائية التي ستحدث في مستقبل السينما‏...‏ وكان يتوقع ان يحاول بعض المخرجين وبعض الشركات الانتاجية ان تنهي عصر الممثل‏..‏ وتقدم نجوما من خلال الكمبيوتريك والتحريك تحل محل الممثلين‏.‏ الذين ظهرت سيطرتهم علي السينما‏..‏ وزادت أجورهم إلي ارقام خيالية‏..‏ ويمكن لهم ان يتسببوا في خسائر كبيرة لشركات الانتاج بالاضراب‏..‏ والمطالبة بزيادة اجورهم‏..‏ كما حدث بالفعل‏..‏ في الأعوام الماضية القريبة‏.‏ من هنا فإن جو‏..‏ اهتم بأهم عناصر التعبير عند الممثل وهي‏..‏ العيون‏.
وكان حريصا جدا علي توجيه الممثل لقدرة عيونه علي التعبير فإذا سكت الكلام‏..‏ تكلمت العيون‏..‏ وهنا يصبح الصمت كلامه‏..‏ وهذه احدي أهم القواعد التي تعلمتها من جو‏..‏ من خلال حكاياته السينمائية التي عشتها معه‏..‏ والاهتمام بالعيون‏..‏ ليس مجرد التبريق الدائم للعين كما تظهر في عيون عدد من النجوم الذين اكتشفهم جو ابتداء ب عمر الشريف الذي استطاع ان يهرب من التبريق وعبر بالعين بدلا من صمت الكلام‏..‏ وبقي بعضهم علي تبريق العين باستمرار‏.‏
وللحق‏..‏ فإن محاولات انهاء عصر الممثل لم تستطع فعلا انهاء عصر الممثل علي الرغم من نجاح بعض أفلام المحاولة‏.‏ كفيلم سيمون الذي اخرجه روبرت ديمكس الذي يحاول بأفلامه الاستعانة بالكمبيوتر لايجاد نجوم جدد غير بشر او استغلال الممثلين اجسادا‏..‏ بعد أن صورهم في مشاهد تخفي رأسهم ويضع اشكالا اخري بصوتهم لكن تصدت امام محاولاته خصوصا في فيلم سيمون الذي كان بطله آل باتشينو والذي تدور احداثه حول حصول المخرج ال باتشينو علي شريط به صورة مجسدة للبطلة التي كان يبحث عنها وقدمها للجمهور‏.
واحبها الجمهور ولم يستطع ان يقدمها في اي لقاء‏..‏ واختفي هو وهي في نهاية الفيلم الذي كان يقدمه من خلال جهاز يحمل شريط البطلة المصنوعة ليقدم من خلالها ما يريد من افكار واسلوب تعامل مع الاحداث‏.‏ النجاح حدث‏..‏ ولكن وقفت العيون امام هذا النجاح‏..‏ فقد كانت كل عيون نجوم الكمبيوتر عيونا ميتة لا تعبر عن اي احساس او رد فعل حقيقي لاحداث الأفلام التي يقدمها الكمبيوتر لان كل عيون نجوم الكمبيوتر كانت تفتقر إلي الروح التي تتمتع بها عيون الممثل الحي‏!‏هكذا كانت جملة جو سابقة علي محاولة انهاء عصر الممثل‏..‏ وهي التي تصدت لإفشال محاولات انهاء عصر الممثل وكانت درسا‏..‏ ورسالة يحملها نجوم السينما‏..‏ للتعامل مع أهمية عيون شاهين لأنها المنقذ‏..‏ ولأنها من أهم رسائل التعبير في عالم السينما‏!!‏ وجو‏..‏ له حكايات وأفلام مازالت تدق اجراس النجاح‏..‏ واجراس الدروس التي يجب ان نحافظ عليها ونجعلها من الاسس المهمة في مشوار السينما‏..‏ هي ونجوم الإخراج والتمثيل وعناصر الفيلم‏..‏ في مشوار السينما الذي وصل إلي مائة عام‏,‏ وأكثر من‏6‏ آلاف فيلم من الأفلام الطويلة‏..‏ والقصيرة وتعتبر السينما المصرية‏..‏ وتاريخها من أهم مدارس السينما في العالم‏..‏ ولها افلام متميزة ولها ملامحها السينمائية الخاصة‏.‏
ويوسف شاهين واحد مهم من أعمدة هذه المدرسة وجو‏..‏ فعلا لا تنتهي حكاياته في موضوع واحد او عدد من الصفحات ولنا معه لقاءات لن تنقطع حتي لا ننسي عباقرة السينما التي تواجه محاولات لخلق مشاكل تشوه صورتها الحقيقية وتنتصر عليها عيون الروح الحية التي يتمتع بها الممثل الحي‏..!!‏

وصلات



تعليقات