مكي ينتقم لنا من مسلسلات رمضان

  • مقال
  • 12:47 مساءً - 19 اغسطس 2010
  • 2 صورتين



صورة 1 / 2:
أحمد مكي
صورة 2 / 2:
مشهد من المسلسل

استمتعت بمسلسل أحمد مكي الجديد " الكبير قوي"، و المسلسل يمكن تصنيفه في فئة "البارودي" أو السخرية، حيث يستحضر مكي بعض الشخصيات أو الخطوط الدرامية من أفلام أو مسلسلات قديمة ليسخر منها، مكي نجح في ذلك منذ بداية مشواره بفيلم التخرج من معهد السينما " ياباني أصلي" والذي تم إعادة إنتاجه ليعرض في السينما تحت اسم " الحاسة السابعة"، وحتى آخر أفلام مكي " لا تراجع ولا استسلام".

مكي حاول من خلال هذه الفكرة أن يضيف للسينما حبكة جديدة، و الحقيقة أن مكي لم يضف جديداً، فأفلام السخرية كانت موجودة في السينما المصرية منذ فترة بعيدة للغاية، فالفنان الرائع فؤاد المهندس كان يسخر من الكثير من الأفلام الأجنبية في أفلامه مثل " أخطر رجل في العالم" و" عودة اخطر رجل العالم"، ورغم عدم وضوح فكرة السخرية في أفلام المهندس إلا أنها يمكن اعتبارها أولي محاولات السخرية في السينما المصرية والتي تلتها العديد من التجارب لكن أهم التجارب الحديثة كانت مع فيلم " رجال لا تعرف المستحيل" الذي قام بإنتاجه مجموعة من الشباب للسخرية من فيلم الطريق إلي إيلات، ويمكن اعتبار هذا الفيلم أول فيلم كامل يسخر من فيلم آخر، وقامت نفس المجموعة تقريباً بكتابة فيلم ورقة شفرة وهي من نفس النوعية.

لكن الحقيقة أن كل هذه التجارب لم يكن لها نفس الصدى الذي أحدثه أحمد مكي بأفلامه أو بمسلسله الحالي.
المسلسل الذي يسخر من مئات المسلسلات التي تناولت قصص عن الصعيد، نجح في جذب الجمهور حوله رغم المنافسة الشديدة بين أكثر من أربعين مسلسل يعرض في شهر رمضان فقط.
جوني والكبير كونا ثنائيا متميزا للسخرية من المسلسلات العربية باستخدام كل الأدوات الممكنة من السيناريو إلي الموسيقي، الديكور، أو حتى الإكسسوارات، قدم مكي في سبع حلقات حتى الآن ما يمكنه وصفة بالثأر للمواطن المصري البسيط من مسلسلات كان لزاما علينا مشاهدتها، مسلسلات كانت بنفس السيناريو ونفس المشاكل ونفس النهايات الوردية.
وفتح الطريق أمام المؤلفين للسخرية أكثر من أفلامنا ومسلسلاتنا، وسيوفر نجاح أفلام مكي السابقة بالإضافة إلي نجاح المسلسل الحالي الفرصة لظهور مثل هذه الأعمال لتضيف لنا حبكة جديدة في السينما والدراما المصرية.
فكرة السخرية من تراثنا القديم الممتلئ بما لا يستحق ، أمر جيد لنا حتى نستطيع فعلاً التفريق بين ما يمكن تصنيفه كلاسيكياً وما يمكن تركه لروتانا سينما.



تعليقات