أمل محمود تكتب : من مذكرات مشاهدة مطيعة آخر حاجه

  • مقال
  • 02:07 مساءً - 19 سبتمبر 2010
  • 2 صورتين



صورة 1 / 2:
مشهد من "الجماعة"
صورة 2 / 2:
مشهد من "عايزة أتجوز"

كتبت أمل محمود المذيعة و الباحثة الإجتماعية و الكاتبة صاحبة الكتاب الشهير " علشان الصنارة تغمز" رايها في مسلسلات رمضان لموقع "مصري" في صراحة و خفة دم كما أعتادت دائما :
بما انى كنت من الناس المطيعة جدا فى رمضان لكل ما هو حصرى ومصرى، ويمكن دى أكتر سنة تابعت فيها البرامج والمسلسلات ... مش علشان حاجة أكتر من أنى أعرف فلوس البلد بتروح فين؟!!
فلو البرامج والمسلسلات مفيدة يبأه على عينى وراسى، لان التلفزيون هو أحد أهم فروع الثقافة والمعرفة ... لكن لو راحت فى كلام فارغ يبأه عليه العوض ومنه العوض، ونبأه عرفنا اللى فيها. و يبقى سلوكنا كمصريين وعرب فى استخدام التلفزيون زى سلوكنا فى الانترنت ... يعنى منتهى الهزل، لانه فى حين بيستخدم الغرب الانترنت فى العلم والمعرفة والعمل، بنستخدمه احنا فى حاجات تانية خاااااالص..
نتج عن متابعتى دى آراء كتير فى حاجات لفتت نظرى، طب أكتمها فى نفسى وأطق؟ لأ طبعا ... أفضفض وأسمع رأيكم وده،أبسط حقوقنا كضحايا فيضان مسلسلات رمضان وسيول برامج رمضان، فى حين تظل باقى السنة قحط وقفر وأشياء معادة ..
أموت وأعرف هل وزير الاعلام بينام مرتاح وهو مختصر سنة بحالها فى شهر واحد، وسايب الفنانين بينشوا باقي السنة والمتفرجين عايشين فى دور التلاميذ الخايبة اللى بتلحق الاعادة للمقررات اللى فاتتهم فى الشهر ده ؟!!
"أما انتى مجنونة يا أمل" (ده أنا بقول لنفسى) ... "اذا كان الهوا فاسد وملوث، وزويل قال ان الهوا الفاسد بيفسد جينات البنى آدمين فمابالك بأه بجينات الاعلام؟!!"
خلونا نبتدى ونحيى اللى يستاهل ونلطش فى اللى يستاهل برضه:

مسلسل الجماعة:
عجبنى جدا اعتراف وحيد حامد بانه جامل الاخوان، لان ده كان رأيى وأنا بتفرج على المسلسل الصراحة ... الا ان المسلسل كعمل فنى أنحنى وأخلع له القبعة، أول مرة اشوف مسلسل فيكى يا مصر أقدر أقول عليه عمل فنى متكامل ... سيناريو، اخراج، تمثيل، تصوير، اضاءة، ملابس ..إلخ. بجد شئ رائع.
لقد نجح العمل فى انه ينقلنا بالفعل الى زمن حسن البنا، ونجح الممثل العبقرى اياد نصار فى اقناعنا بانه حسن البنا بكل ما يحتوى من أفكار وذلات ونقاط ضعف، كانت تظهر فى ضحكة هستيرية أو غضب مكبوت لكنه واضح المعالم على وشه.
لقد نجح فى اظهار الجانب العبقرى الذى يميل الى حد الجنون والفتنة بالذات والرغبة بل والحلم بأن يحكم ويسود ويقبل البشر يده ... وكانت النتيجة انه كون كتيبة اجتمعت على التعطش للدماء، و كانه أخرج العفريت من القمقم ففقد السيطرة عليه فيما بعد، وبأه كل مجرم بيتصرف بمزاجه اعتقادا منه انه بينفذ اوامر الله والجماعة..
ده بخلاف تعرضه واستعراضه لاخوان اليوم وعمل مقارنة ما بين موقف الاخوان من المرأة قديما وحديثا، وبين رأى حسن البنا فى ان المرأة مكانها البيت وبين رأى مرشد الاخوان الحالى فى أن المرأة مكانها الصفوف الاولى من المظاهرات لاستخدامها كدرع بشرى واقى من الامن المركزى والا يمنع عنهن المعون.
الجمل التى سيقت على لسان عزت العلايلى، سواء فى حق الاخوان أو الحكومة، كانت اكثر من عبقرية. وعجبتنى أوى انسانية وكيل النيابة اللى جسدها فى تحقيقه مع المتهمين ... وهو "حلم جميل" مقبول من وحيد حامد بعد المسلسل ده بصراحة.
باختصار مسلسل أكتر من رائع وماكنتش عايزاه يخلص، وحاليا بطارد أى حلقة منه بتتعاد فى أى قناة ..

مسلسل زهرة و ازواجها الخمسة:
حدوتة ظريفة للكاتب مصطفى محرمواللى واضح ان موضوع التعدد، سواء فى الزوجات او فى الازواج، مسيطر عليه ... فالجدير بالذكر انه كاتب مسلسل "الحاج متولى" أيضا. و دائما هناك هلفوت بيطلع على قفا اللى بيتجوزه ويشتغل فيعمل ثورة ويبتدى يتجوز فى خلق الله بعد كده.
دى التيمة الاساسية سواء لراجل او لست، الا انه فى حين ادى الحاج متولى حقه فى التعدد، نلاقيه فى مسلسل زهرة لف حوالين الموضوع، لانه لم يكن هناك تعدد أزواج من الأساس لكنها كانت البروباجاندا للمسلسل ... ومع ذلك، ورغم انه اتضح فى النهاية ان مافيش تعدد ولا حاجة، وانها اتجوزتهم على سنة الله ورسوله فى مراحل مختلفة ... وان الاشكالية مش هى السبب فيها، الا ان المشاهد اتبرمج على البروباجندا وماتنازلش عنها.. لكنه فى المجمل عمل درامى متميز ..
أختلف فقط مع اللى نفسنوا على غادة عبدالرازق، ففيه اللى قال لك انها بتحاول تنهج نهج نادية الجندى وان الرجالة كلهم حواليها، ودول اعتقد انهم قعدوا اودام المسلسل بعدما دبوها فى الفطار ... فالنتيجة ان المعدة سحبت الدم للهضم وظل العقل يا عينى بلا استيعاب ... و ذلك لان كل الرجالة اللى حواليها كانوا لهم أهداف ومطامع فيما عدا واحد، وده طبيعى جدا، امرأة بهذا الثراء وعلى هذا القدر من الجمال بالتأكيد هتكون هدف لكل راجل طماع ... ودول على قفا مين يشيل.
وفيه اللى نفسنوا من ملابس غادة واتهموها بالاستعراض، ودول بأه أكيد قعدوا مبهورين بملابسها لدرجة انهم مافهموش حاجة من المسلسل ... لانهم لو كانوا فهموا كانوا عرفوا ان ده جزء من العمل الدرامى، وكثرة ملابس غادة كانت موظفة دراميا. فبعد الحرمان اللى عاشته "زهرة" والفرج من أوسع أبوابه بعد كده، فشئ طبيعى جدا ان تهوس بالملابس، ده غير انها واحدة بتلعب بالملايين ماتلبسش وتنبسط ليه؟
وفى المجمل كانت الحلقة بالنسبة لى مشوقة واخراجها جيد، ومن اكبر مميزاتها ان نقيب التمريض "فتحى البنا" عمل مذكرة لوزير الصحة بيطالبه فيها بوقف المسلسل لانه بيسيئ لمهنة التمريض !!! ودى ميزة بصراحة ان المسلسل يصحّى نقيب التمريض اللى معتقد نفسه فى ولاية أوهايو، ويفوّقه ويدى له فكرة عن اللى بيحصل فى مصر.

مسلسل أهل كايرو:
مسلسل مشوق جدا، اخراجه جديد ومعبر، فطريقة التصوير كانت بتساعد فى التعبير عن مشاعر الابطال اللى فى الكادر. خالد الصاوى مثل دوره ببراعة، وكذلك زكى فطين عبدالوهاب. الا ان المسلسل بوجه عام كئيب وريتمه بطئ نوعا ما ... ورؤية الدماء فيه بكثرة كانت شئ منفر بالنسبة لى.
الا أن النهاية كانت مفاجأة، فقد نجح بلال فضل والمخرج محمد على فى التعتيم على توقعنا للفاعل، لان كل المشتبه فيهم كانت بتتعرض لهم طريقة قتلهم للبطلة ... وده كان أمر محير جدا بالنسبة للمشاهد انه يقدر يستنتج مين القاتل ..

مسلسل ماما فى القسم:
يوسف معاطى أبدع فى نسج القصة، وطبعا سميرة أحمد ابدعت فى تجسيد دور الام المنفرة اللى طفشت ولادها. وفى دور الأم المضحية اللى بتلمهم من جديد وبتضحى بنفسها علشانهم ... تركيبة لم تطرح من قبل للأم المصرية الا انها متوافرة فى الاسواق.
محمود ياسين عمل دور عمره، حقيقى دوره كان رائع وكوميدى ومختلف ... وكنت بحس وانا بتفرج عليهم بكل معانى عبارات مثل "الزمن الجميل" و"الفن الأصيل" ... وان الفنان لما بيكبر بتزداد قدرته على العطاء والابداع ومش العكس.
لكن بما اننا متفقين على ان الهوا مادام ملوث فكل حاجة لازم تكون بايظة، فاحنا عندنا الفنان لما بيعتق زى البرفانات كده اللى لما بتعتق قيمتها بتزيد ... لأ احنا بقى بنركنه على الرف ونديله أدوار ثانوية ونكتب أسمه كضيف شرف علشان السنيورة الجديدة بنت امبارح ماتزعلش ... ربنا يشفى.
والحقيقة ده كمان كان عمل متكامل ومتميز جدا ونهايته سعيدة، وكنا محتاجينها والله فى ظل المآسى الواقعية المفتقدة لكل النهايات السعيدة واللى بنشوفها يوميا ..

مسلسل عايزة أتجوز:
المسلسل ده تأليف غادة عبدالعال، ناس كتير اختلفت عليه، ما بين ناس بيموتوا من الضحك ومعجبين بالمسلسل وناس تانية بتشتم وبتتهم هند صبرى بالافتعال وتقل الدم والمغامرة برصيدها عند الناس ... وناس تالتة شايفة ان المسلسل وصمة عار على جبين البنت المصرية، واستنكروا ان ممكن دكتورة تكون بالتخلف ده وعملوا جروبات اسمها "مش عايزة أتجوز" وكلام كبير كده..
أنا بالنسبة لى الموضوع أبسط من كده ..
أولا مافيش حاجة اسمها وصمة عار واهانة للبنت المصرية، لان طرح نموذج معين لا يعنى ان كل البنات كده ... يعنى مثلا محمود المليجى فى أدوار الشر لا يمثل كل رجالة مصر والا كان زمان كل البلد فى جوانتانامو، وكذلك شخصية "علا عبد المقصود" هى شخصية بتمثل شريحة من البنات وده واقع.
ومن حيث آداء هند صبرى ففى رأيى المتواضع أن هند كان الأصلح لها التواجد فى عمل كوميدى مبنى على كوميديا الموقف وليس كوميديا الافيه، والدليل على ذلك ان أقوى حلقات المسلسل كانت اللى مبنية على كوميديا الموقف، لان غلطة المخرج رامى امام هى انه مادربهاش على القاء الايفيه ... ودى حاجة الممثل ممكن يتعلمها فى سنين حتى أخفهم ظلا.
تفضل نقطة واحدة هى اللى أعتقد انها أفقدت "علا عبد المقصود" تعاطف الناس معاها زى ما كان المفروض انه يحصل، كما يعتقد الكثيرون، وهى "نفسنتها"، فعلا شخصية منفسنة، بتكره الخير للغير حتى لو كان الغير ده أمها او جدتها. وبتفرح فى مصائب الغير وبتعمل مقالب فى أقرب صاحبة ليها وبتغير منها وبتحقد على كل بنت يظهر لها عريس ..
دى فى رايى المشكلة الاساسية فى شخصية علا وكل البنات اللى حواليها، والبنات دى موجودة برضه وكتير لكنها بتسيب انطباع عند اللى يعرفها بانه "أحسن ان شاالله عنها ما اتجوزت" ... بل على العكس كمان، ففى بعض الناس بيشوفوا ان عدم جوازها ده أقل جزاء ليها على نفسنتها وشرها وعدم حبها للخير. فان كان ده هدف غادة عبد العال فى المسلسل (عكس تصور ناس كتير) فهى أبدعت فى توصيله للمتفرج.
وفى كل الأحوال ده اول عمل لغادة ومجهود يحتسب لها بايجابياته وسلبياته.

مسلسل كليوباترا:
انتاج ضخم، لكن فى الحقيقة أجتهد فريق العمل على زقك من أودام المسلسل، فكل ما اقعد واقول هديله فرصة الاقى نفسى وكان فى حاجات بتشوكنى فى التلفزيون .. فاروح قالبة القناة بلا ادنى تردد بعد شوية من حالة اللافهم.
موسيقى بتطلع فى غير أوانها، واستعراضات هربانة من فوازير نيللى زمان، زائد مواقف غريبة وديكورات واسلوب تمثيل يخليك تحس ان الفراعنة و البطالمة كانوا فى الأساس بدو ... ده غير لخبطة غريبة تتركك مشدوها فى حالة عدم ادراك لكينونتك من الاساس، فتلاقى نفسك بتدور على قشاية تتعلق بيها، وبيتضح فى نهاية الأمر ان القشاية دى كانت هى الريموت كونترول اللى قلب لك القناة.

مسلسل بره الدنيا:
مسلسل مشوق جدا، أبدع الجميع فى تجسيد شخصياته على يد المايسترو مجدى أبو عميرة، اللى تفوق على نفسه المرة دى فى جرعة الكآبة ... بجد حرام عليهم يعملوا فينا كده.. المسلسل ملخص لأغنية حسن الأسمر "كتاب حياتى يا عين ما شفت زيه كتاب، الفرح فيه ثانيتين والباقى كله هباب..عذاب..عااااااااااا"
يعنى حتى بعدما انتصر شريف منير على الشر وجاب للبنت حقها فتبتدى انت كمتفرج بينهج مع شريف منير من اول المسلسل فى حربه ضد الظلم، و تبتسم وترجع راسك لورا وتقول اخيراً الخير انتصر، يروح ناطت لك مجدى من الشاشة يقول لك "ماتفتكرش .. بره الدنيا مش هتقدر تاخد نفسك" ... فيروح شريف منير مكتشف ان كل حربه دى كانت فى الباطل، وان ده مش حق البنت ولا حاجة وان امها (حبيبته) كدبت عليه ..
يسيبهم ويمشى ولما قلبه يرق فى ذكرياته من ناحية البنت الصغيرة اللى حارب علشانها، تروح جاية عربية وخابطاها فى مشهد واقعى سخيف جدا، خلانى مانامش طول الليل وأخاف على بنتى من المكنسة لانها بعجل ... وربنا يحمى ولادنا جميعا من خيال المؤلف أحمد عبدالفتاح والمخرج مجدى أبو عميرة ويرحمنا من اللى بيعملوه فينا ..

مسلسل أزمة سكر:

فكرة معادة ومكررة، الريفى اللى بيورث عمه وينتقل للبندر ويفاجأ ببنات عمه المودرن اللى بيقرفوا منه وبيستنكروه ..
و آداء أحمد عيد كان مشابه جدا لآداء عادل امام فى فيلمى رجب فوق صفيح ساخن و شعبان تحت الصفر، حتى انه كان بيتكلم بنفس نبرة عادل امام، فحسيت انى أودام فقرة لعزب شو وهو بيقلد عادل امام .. ده تعليقى الوحيد عن المسلسل ..
بس يا بشر هو ده اللى لحقت أشوفه من المسلسلات الحقيقة ... وده رأيى مش كناقدة ولا كاتبة ولا يحزنون، ولكن كمشاهدة مصرية من ضحايا وعشاق أى شاشة فى الدنيا ..

أما البرامج فلنا لقاء آخر ..



تعليقات