مارسيل خليفة يعتذر عن مهرجان ''الربيع'' بالبحرين ويوجه رسالة إلى ثوّار العرب

  • خبر
  • 09:42 صباحًا - 3 مارس 2011
  • 1 صورة



اعتذر الفنان اللبناني الكبير مارسيل خليفة عن حضور مهرجان "الربيع" والذي يقام في البحرين بسبب الأحداث السياسية التي يمرّ بها الوطن العربي ، وعبر في رسالة الاعتذار التي وجهها إلى المهرجان عن مشاعره اتجاه ثورات الحريّة التي تندلع في المنطقة الآن وتحرر الدول العربية دولة بعد أخرى ، مؤكداً على تضامنه مع كل شاب وكل ثائر عربي خرج مدافعاً عن كرامة وحرية بلاده .

وننشر هنا نص رسالة مارسيل :

أنا الموقع أدناه مارسيل خليفة،
تحية طيبة وبعد،

حملت معى ألمى والتزامى بقضايا الأمة، وقدمت مساهمتى فى التعبير عن الألم فى صناعة مستقبل إنسانى مختلف يليق بنا ويترجم طموحاتنا.

أشعر الآن، وأنا أتابع شأن المواطنين العرب وجميع وقائع هذه الثورات الشعبية العارمة، أشعر بالمسئولية تطوقنى لكى أبوح بشعور الغضب تجاه حمامات الدم التى تغرق بها أجهزة القمع العربية مدننا وقرانا وشوارعنا، ردا وحشيا على مطالب جماهير شبابنا وكهولنا ونسائنا العادلة والمشروعة فى الحرية والديمقراطية والغد الأفضل.

أشعر بأن كل رصاصة تطلق على شاب متظاهر، إنما تطلق على صدرى، وكل هراوة تهشم عظام طفل تنهال على جسمى.

أشعر بالغضب والاحتجاج الصاخب والثورة الداخلية تنفجر فى رأسى وفى وجدانى ولسانى، وأنا أرغب فى أن أقذفها بوجوه القتلة والسفاحين، كأى طفل وشاب وكهل، هناك فى وسط الجموع، يناضل بإباء وشموخ فى صناعة مستقبل الوطن والأمة.

أنا متضامن مع أولئك الملايين الذين يهتفون ويصرخون احتجاجا على القمع والموت.

أنا منهم وفيهم. لا أبارحهم. دمى دمهم، صوتى صوتهم، مصيرى مصيرهم.غنيت لهم ومنحونى الشعور بأنهم أهلى الذين يقووننا على صنع المستحيل.

أنا منهم، وفى مواجهة من يسفك دمهم. لا يمكننى أن أخون قضيتهم، إن ما يجرى فى ليبيا واليمن والبحرين، والبقية تأتى.. إنما هو مزيج من الملحمة والتراجيديا، الملحمة التى انتصرت فى تونس ومصر، وستنتصر فى غيرها من بلاد العرب أجمعين، والتراجيديا الدموية التى تحاول يائسة أن تعتقل التاريخ.

لهذا السبب، ولأننى لا يمكن أن أكون إلا مع شعبى فى كل قطر عربى، أعتذر عن عدم تلبية دعوة المشاركة فى مهرجان الربيع بالبحرين.

لا أستطيع إلا أن أكون فى معسكر الحرية والمطالبة بالديمقراطية ونبذ العنف.

لا أقف هذا الموقف فقط لأنى عربى وملتزم بقضايا أمتى. كنت سأقفه لو لم أكن كذلك. إنه، فى المقام الأول، موقف إنسانى قبل أن يكون موقفا سياسيا.



تعليقات