''حدوتة'' سهير البابلي وخشبة المسرح!

  • مقال
  • 02:46 مساءً - 14 فبراير 2012
  • 1 صورة



حين يخلو المسرح من رواده، وينصرف آخر عامل مغلقاً الباب خلفه، تستيقظ خشبة المسرح، تنفض عنها ذلك التراب والحزن والألم الذي وصلت إليه، لا تبكي لأنها تدرك قدسيتها، وتعرف معنى قوتها، وترى أنها في فترة ضعف سوف تمر، وتعود بعدها كما كانت قوية مؤثرة، وأهم علامات إستيقاظها هو أن تسمع صوت خطوات الأقدام فوقها، وهمس الملقن القديم، وصوت بكرة الستارة وهي تدور، وفي مصر تحديداً ترى سهير البابلي.
تلك الفنانة التي ولدت لتكون نجمة مسرح، وجودها في حيز الجماهير يفجر داخلها طاقة وموهبة جبارة، بعدها عنهم في الأفلام والمسلسلات يجعل الزهرة تذبل بعيداً عن أرضها، لهذا عندما يستيقظ المسرح ينادي سهير البابلي سيدته الأولى، تداعبه كـ"عفت عبدالكريم" في مدرسة المشاغبين، يبتسم وينتعش، تعيد إليه ذاكرة إخراج نجوم جديدة للساحة، وكيف كان المسرح نقطة الإنطلاق، تبكيه في دور السيد المخدوعة في ع الرصيف، يتعلم حب الوطن، وكيف أن البعض قد سرقه منذ زمن، يتعلم المسرح أن يكون صرخة ضد الظلم والفساد، تراقصه في دور سكينة في ريا وسكينة، يعاود المسرح الإبتسام والرقص على إبداعات سهير البابلي و شادية، يتعلم كيف تحولت على خشبته إحدى أكبر الجرائم الجنائية في تاريخ مصر، إلى عمل غنائي كوميدي ممتع، قدرة المسرح اللامتناهية على الخلق والإبداع.
يتوقف المسرح عن الرقص والإبتسام، ويعاتبها في ود، ليسألها، لماذا تركتيني ورحلتي في عطية الإرهابية، لماذا رحلت سيدتي وتركتني وحيداً، أقاسي التحول إلى ملهاة عديمة القيمة، كيف يتخلى أخر نفس إبداع عن صدر المسرح، ولا تجيب سهير البابلي السؤال، فقط تكتفي بأنها تحجبت وغادرت الساحة في نهاية التسعينيات، قبل أن تعود للتلفزيون الذي لا يحبها وتكرهه لتقدم مسلسل قلب حبيبة، محاولة تجاهل حزن المسرح، في قسوة عاشقة تخلت عن حبيبها وتركته وحيداً، ليبقى المسرح جريحاً و مازالت اقدامها تشكل نبض قلبه حتى الآن.



تعليقات