الـMethod Acting يقتل أحياناً: من أحمد زكي إلى هيث ليدجر

  • مقال
  • 11:59 صباحًا - 26 يناير 2014
  • 5 صور



صورة 1 / 5:
الجوكر يقتل!
صورة 2 / 5:
تمنى أحمد زكي أن يزاوج بين مرضه ومرض حليم
صورة 3 / 5:
عمل 12 ساعة لمدة 3 أشهر كسائق تاكسي
صورة 4 / 5:
ظل على كرسي متحرك طوال تصوير فيلم "قدمي اليسرى"
صورة 5 / 5:
كاد كريستيان بيل أن يفقدجياته أثناء تصوير هذا الفيلم

عام 1898، أسس المخرج والممثل المسرحي الروسي "قسطنطين ستانيسلافسكي" مسرح "موسكو" للفن، ومعه أسس الـMethod Acting كواحد من أهم المدارس الأدائية في فن التمثيل، كانت نظرية "ستانيسلافسكي" تتعلق بالمعايشة والتورط، انسلاخ الممثلين تحت جلد الشخصية التي يقومون بآداءها، مشاعرهم، أفكارهم، نظرتهم للعالم، يعيشون حيواتهم كالشخصية المتخيلة طوال مدة عرض المسرحية.

لاحقاً، ومع نشأة السينما، غلب عليها الطابع الكلاسيكي في الأداءات لقرابة الثلاثة عقود، قبل أن يؤسس الممثل والمخرج «لي ستراسبرج»، عام 1951، "أستوديو الممثل"، الذي أصبح نقطة فارقة في تاريخ هوليوود، حيث اعتمد على منهج "الميثود أكتينج" وصار "ستراسبرج" أستاذه الأول في أمريكا، ليخرج من تحت يديه جيلاً استثنائياً من ممثلي هوليوود، على رأسهم: مارلون براندو، بول نيومان، جيمس دين، ولاحقاً آل باتشينو، روبرت دي نيرو و داستن هوفمان.

في يناير عام 2008، توفى الممثل هيث ليدجر، واعتبر الكثيرين أن الـMethod Acting هو السبب الأساسي في وفاته.

في هذا الموضوع، وبمناسبة الذكرى السادسة لـ"ليدجر"، نسرد خمسة حكايات لخمسة من كبار الممثلين الذين لعبوا أدواراً عظيمة بمنهج الـ"ميثود أكتينج"، وكادوا يفقدوا حيواتهم أثناء الانغماس في شخصياتهم المتخيلة:

- أحمد زكي.. ( أيام السادات، زوجة رجل مهم، البرئ)

الرمز الأهم للممثلين الذي اتبعوا منهج الـ"ميثود أكتينج" في السينما العربية

الكثير من الحكايات للمخرجين الذي عملوا معه عن الكيفية التي كان ينسلخ فيها تحت الشخصية التي يؤديها، في فيلم البرئ كان يجسد شخصية مجند الأمن أحمد سبع الليل، وأثناء التصوير في القرية شاهد عاطف الطيب من بعيد شاب ريفي يسير قرب الترعة، بانحناءة بسيطة في جسده، وخطوات مُستقيمة وحادة، فنادى على "زكي" كي يأتي ويشاهد الخطوة ويقلدها في الفيلم، ينقلب الأستوديو بحثاً عنه دون أن يجدوه، وفي النهاية حين يقترب منهم الشاب الصعيدي، منحني الجسد وحاد الخطوات، يجدوا أنه أحمد زكي، الصورة الحية من أحمد سبع الليل.

خلال تصوير فيلم "أيام السادات" ظل "زكي" يتحدث بلكناته ولزماته طوال تصوير الفيلم، وهو ما ظل معه لفترة طويلة بعد ذلك، وأثناء العمل على فيلم "زوجة رجل مهم" بدأ بالتصرف فعلاً كظابط أمن دولة، للدرجة التي قام فيها بالاحتداد على أحد العاملين بنفس طريقة الضابط "هشام" في الفيلم، وفي فيلمه الأخير " حليم" –وبغض النظر عن النتيجة- صرح بأنه يريد أن يزاوج بين مرضه واحتضاره ومرض عبدالحليم حافظالذي يجسد شخصيته.

- روبرت دي نيرو.. ( Raging Bull, Taxi Driver)

صحيح أن السبعينات والثمانينات كانت فترة توهج لممثلين بقامة آل باتشينو، داستن هوفمان، جاك نيكلسون، ولكن "دي نيرو" كان الملك الحقيقي دون منازع.

مع " مارتن سكورسيزي" تحديداً وصل الـ"ميثود أكتينج" إلى قمته، يعمل على تاكسي لـ12 ساعة يومياً لمدة ثلاثة أشهر من أجل التحضير لفيلم Taxi Driver؟ يتعلم الساكسفون من أجل شخصيته في فيلم New York, New York؟، ثم لحظة التجلي الأهم حين تدرب على الملاكمة لعدة أشهر، وشارك في بضع مباريات حقيقية، قبل أن يزيد وزنه ما يزيد عن 30 كليو في مرحلة لاحقة من أجل أن يكون مناسباً لمراحل مختلفة من حياة شخصية "جيك لاموتا" في فيلم Raging Ball؟

الجميع كان جيداً، ولكن "دي نيرو" في هذا الوقت كان يُحلق بعيداً.

- دانيال داي لويس.. (My Left Foot)

في أمريكا، يعتبر "لويس" هو أكثر ممثلي الـ"ميثود أكتينج" تطرفاً، ممثل استثنائي، يراه الأغلبية من أعظم خمسة ممثلين في التاريخ، بل ويذهب البعض لأكثر من ذلك.

"لويس" هو الممثل الذي يصل إخلاصه لكل شخصية درجة أن يقضي ستة أشهر في البرية من أجل دوره في فيلم The Last of the Mohicans، أو يتدرب 18 شهراً مع ملاكم محترف من أجل فيلم The Boxer، وهو الرجل الذي يتعرض لانهيارٍ عصبي أثناء أداءه لشخصية "هاملت" على المسرح من فرط تورطه مع مشاعر الشخصية.

ولكن الحادثة الأشهر لـ"لويس" تظل هي فترة تصوير فيلم My Left Foot، الذي جسد فيه شخصية الروائي "كريستي براون"، الذي ولد بعاهة أصابت كامل جسده بالشلل باستثناء قدمه اليسري التي يتواصل بها مع العالم.

أثناء تصوير الفيلم، ظل "لويس" يتعامل كشخص قعيد على كرسي متحرك، لا يستخدم إلا قدمه اليسرى، ولا يغير ذلك حتى في حياته العاديةـ يطلب من الناس مساعدته في الطعام والحركة، ويصل من الانغماس درجة كسر ضلعين من ضلوعه بسبب انحناء ظهره لأسابيع وهو يماثل "كريستي براون" الحقيقي.

- كريستيان بيل.. ( The Machinist)

هناك link المجنونة في أفلامه، كيف يقلل من وزنه ثم يزيده في كل مرة من أجل الشخصية، درجة أخرى متطرفة من درجات الـ"ميثود أكتينج".

تكرر الأمر كثيراً، ولكن في 2004 كان مختلفاً، "بيل" كاد أن يفقد حياته بالفعل.

كان يحضر لفيلم The Machinist، يجسد فيه دور عامل مصنع يعاني من الأرق طوال عام كامل، مما يجعل صحته تضمحل ويقل وزنه لدرجة التلاشي.

كان وزن "بيل" عند بدء تصوير الفيلم 78 كيلوجرام، وبدأ في "ريجيم" قاسي جداً وغير صحي، يأكل تفاحة وعلبة تونة فقط خلال اليوم، ليفقد 28 كيلو جرام كاملين، وأراد الاستمرار وخسارة 5 كيلو جرامات أخرى، ولكن طبيبه أخبره أن خسارة "باوند واحد جديد قد يفقده حياته"، وهو ما دفع المنتجين للوقوف أمامه.

خلال الشهور اللاحقة لانتهاء تصوير The Machinist، قام "بيل" بزيادة وزنه 32 كيلو جرام، من أجل أداء شخصية "بروس وين" في الجزء الأول من ثلاثية "باتمان" عام 2005.

- هيث ليدجر .. ( The Dark Knight)

ربما تكون واحدة من ذروات الـMethod Acting، ليس فقط لأن دور الجوكر في فيلم The Dark Knight يعتبر من الأدوار المهمة فعلاً في تاريخ السينما، ولكن لأنه الدور الذي قتل صاحبه.

عثر على جثة "هيث ليدجر" ميتاً في 22 يناير عام 2008، بعد انتهاءه من تصوير دور "الجوكر" خلال الأشهر السابقة، ولاحقاً، صرح والده أن "ليدجر" اعتاد تقمص الشخصيات التي يقوم بتأديتها، وهو ما وصل لقمته مع دور "الجوكر".

وتبعاً لحكاية الوالد، فإن "ليدجر" قام بحبسِ نفسه في غرفة فندق لأسابيع، لم ير أحد، واحتفظ بمكياج الشخصية على وجهه، يقوم بكتابة مذكرات عشوائية عنها، وينخرط في مشاعرها وأفكارها، تماماً كما ابتكر "ستانيسلافسكي" الـMethod Acting وقام "ستراسبرج" بتدريسه.

ويمكن مشاهدة هذا الفيديو الذي يعرض فيه والده جانباً من "يوميات الجوكر" التي قام بصناعتها "ليدجر" أثناء تحضير وتصوير الفيلم:

[http://www.youtube.com/watch?v=j04X3B9-dLU]

ذلك الانغماس وصل للدرجة التي اشتكى فيها العاملين بالفيلم إلى المخرج كريستوفر نولانغرابة تصرفات الممثل الشاب معهم أثناء التصوير.

ولاحقاً، أدى بـ"ليدجر" لاكتئابٍ حاد، وأرق مستديم، بدأ في استعمال الحبوب المنومة، وبشكل مفرط، وهو ما أدى في النهاية لوفاته، بسبب أزمة قلبية كما تضمنت التقارير، وبسبب الـMethod Acting كما لم تتضمن.



تعليقات