Game of Thrones (حلقة 1): في الحروب الآتية.. ستدور الدائرة في دورتها المفزعة*

  • مقال
  • 12:24 مساءً - 15 ابريل 2015
  • 1 صورة



تايرون لانسيتر واللورد فاريس

(تحذير: هذا المقال قد يكشف بعض أحداث الحلقة)

بعد طول انتظار، أذيعت أخيرًا الحلقة الأولى من الموسم الخامس من مسلسل Game of Thrones، والتي حملت عنوان "The Wars To Come" استنادًا إلى الجملة التي يلقيها "مانس رايدر" في خواتيم الحلقة على مسامع "ستانيس براثيون" وكافة حراس السور وعلى رأسهم "جون سنو".

وبصرف النظر عن هذا الخط الدرامي الذي سنتعرض له في ختام المقال، فنحن نرغب معكم قراءنا الأعزاء في سبر أغوار الحلقة وتفصيلها بحسب الخطوط الدرامية التي تضمنتها، وهو ما سنسير عليه في تحليلاتنا الفنية والنقدية للحلقات المقبلة أيضًا بعون الله.

كينجز لاندينج:

للمرة الأولى على الإطلاق في تاريخ السلسلة بأكملها يتم تضمين مشاهد فلاش-باك في قلب اﻷحداث، وقد تم توظيف هذا الاختيار الفني على نحو موفق للغاية مع أكثر شخصية بين أفراد عائلة لانيستر لا تبوح أبدًا بما يجول في خاطرها طيلة الوقت، بينما تفضل أن تخرجه في هيئة أفعال، وهي "سيرساي لانيستر"، حيث يعود بنا الزمن إلى الوراء خلال طفولتها حينما تحدثها امرأة تسكن الغابات عن طالعها المستقبلي، وعن المُلك الذي ستحوزه، والملكة الصغرى التي ستزيحها من مُلكها.

في تلك اللحظة بالذات يتضح أمام أعيننا السبب الحقيقي وراء كراهية "سيرساي" الشديدة لزوجة ابنها "مارجري تايريل"، فالأمر لم يكن فقط بدافع الغيرة الأنثوية أو الغيرة الأمومية كما كنا نظن في بدء الأمر في المواسم السابقة، وفي المقابل نستشعر هذه النية المبيتة لدي "مارجري" نحو "سيرساي" على نحو مختلف عما عهدناه من قبل من خلال تلميحها اللفظي غير المباشر الذي تختمه بكلمة واحدة "ربما" خلال حوارها مع شقيقها، وكأن هذا الفلاش-باك الافتتاحي قد جاء ليضع بضع نقاط إضافية فوق الحروف.

وفيما عدا ذلك، لا توجد أحداث ساخنة في الخط كما اعتدنا من آل لانيستر سوى جنازة الأب "تايوين لانسيتر"، بالإضافة إلى عودة ابن العم "لانسيل" الذي لم نره منذ معركة بلاكووتر الشهيرة في الموسم الثاني بعد أن انضم لجماعة دينية، ولا نعلم بعد ما إذا كان ظهوره من جديد سيكون له دور في تحريك الأحداث نحو الأمام في الحلقات المقبلة، وهل عودته ستكون تمهيدًا لشيء مرتقب؟ سوف نعلم ذلك حتما على وجه التأكيد.

تايرون لانيستر:

لقد تحول المصير الذي كان يخشاه "تايرون" طيلة الوقت إلى واقع، فبعد أن كان رجلا قصير القامة ينتمي لعائلة عريقة، صار الآن مجرد رجل قصير القامة يقف في مواجهة المجهول الذي لا يعلمه بعد عقب خروجه من جنة العائلة (أو جحيمها المتقد إذا ابتغينا الدقة)، وفي نفس الوقت لا يملك شيئًا ليخسره، لكنه رغم كل ذلك لا يفقد حسه الساخر أبدًا، ولا يحرمنا كذلك من تعليقاته المتهكمة في صحبة اللورد "فاريس".

ميزة هذا الخط أننا نشهد بداية مبشرة لدوران دائرة الأحداث لتقربنا من خط درامي ظل يعمل عن بعد على مدار المواسم الأربعة الفائتة، وهو خط "دانيريس تارجارين"، كما سنشهد - ربما للمرة الأولى - تطبيقًا عمليًا على أرض الواقع لما كان يتحدث عنه اللورد "فاريس" طيلة الوقت من ولائه الأسمي لبلاده وليس للأشخاص، وهو ما كان يجعله من الأشخاص الذين لا يؤُمن جانبهم.

دانيريس تارجارين:

على النقيض التام من الخمول الشديد الذي اجتاح هذا الخط طيلة الموسم الماضي، كان هذا الخط في الحلقة الأولى هو الأكثر امتلاء بالأحداث، والأكثر تواجدًا من حيث المساحة الزمنية التي شغلها، ناهيك بالطبع عن بدايته القوية والساخنة من خلال مشهد إسقاط التمثال الضخم الذي ظل منتصبًا على أعلى قمة في مدينة ميرين، مرورًا بجريمة قتل تُرتكب في حق إحدى رجال "دانيريس" والتي تأتي على نحو مباغت ومفاجئ في مشهد تم إعداده جيدًا للغاية كي يعطي إحساس الصدمة الفعلي، بالإضافة إلى أزمتها مع التنانين.

نقطة درامية هامة تبرز في هذا الخط ومن المنتظر أن تتصاعد دراميًا في الحلقات القادمة، مفادها أن أمور الحكم وبسط النفوذ لا تسير بسلاسة ويسر مع دانيريس على نفس النحو المعهود في الموسم الفائت، ولن تكون كذلك في ظل وجود من يرفضون منظومة القوانين الجديدة التي تحاول وضعها في المدن التي صارت تحت ولايتها، وهو ما يضع أمامها تحديا أكبر في إحكام السيطرة أكثر فأكثر، وتفعيل القوانين التي وضعتها بصرف النظر عن كل الاعتبارات، وفي محاولة تدارك انفلات التنين الأكبر، وغضب التنينين الآخرين.

اللورد باليش وسانسا ستارك:

شعرت في هذه الحلقة أن هذا الخط لم يحمل جديدًا معه سوى أن يرينا فقط أن ابن شقيقة "كاتلين ستارك" قد بات الآن يتدرب - وإن كان بصعوبة بالغة - على فنون القتال بعد أن كان يرضع من ثدي أمه، بالإضافة إلى المزيد من التوكيد على فكرة عدم الثقة التي يؤمن بها اللورد "باليش" قلبًا وقالبًا من خلال حواره مع "سانسا"، وربما يظل كل ذلك مجرد تمهيد لما هو آت.

السور:

بالإضافة إلى احتفاظ هذا الخط بخاتمة ممتازة للحلقة في مشهد الحكم بالإعدام حرقًا على "مانس رايدر"، هناك المزيد من التأكيد الهائل على النزعة الإنسانية التي يملكها "جون سنو" في قلبه بصرف النظر عمن ينتمي إليهم أو عمن ينبغي عليه الولاء لهم، ليُسّير الأمور طيلة الوقت بحساباته الخاصة، وهى حسابات تختلف بكل تأكيد عن الحسابات السياسية التقليدية، أو حسابات الولاء والخصومة، حتى في وجود "ستانيس براثيون" الذي وعده بالانتقام من قتلة أبيه.

عن هذه الحلقة:

بالنسبة لكونها حلقة افتتاحية فهي حلقة جيدة في هذا الصدد، تحاول أن تربط على نحو ضمني بين كافة خطوطها من خلال شكل أقرب ما يكون إلى التداعي، كما تعيد بناء الساحة من جديد أمام الكثير من الأحداث المرتقبة، خاصة مع بدء الدائرة بالفعل في الدوران على نفسها ودخول حرب ويستروس في جولة جديدة ومختلفة تتغير فيها الولاءات والحسابات وقواعد اللعبة، كيف سيتحول الصراع الضمني بين "سيرساي" و"مارجري" إلى صراع معلن؟ ما الذي ينتظر "تايرون لانسيتر" في رحلته نحو ميرين؟ ما الخطوات القادمة لـ"دينيريس"؟ ماذا ستكون عاقبة "جون سنو" عن قتله الرحيم لـ"مانس رايدر"؟ هذا ما سنتابعه في الحلقات القادمة.

(*) ملحوظة: عنوان المقال مستوحى من إحدى مقالات المفكر والكاتب الصحافي الراحل فرج فودة



تعليقات