زيّ عود الكبريت.. النوايا الكوميديّة لا تصنع فيلمًا مُضحكًا

  • نقد
  • 01:20 مساءً - 12 سبتمبر 2016
  • 1 صورة



كان لي الحظ أن أشاهد فيلم "زي عود الكبريت"، للفنان الراحل حسين الإمام، وزوجته الفنانه سحر رامي، في سينما "زاوية" منذ عدة أسابيع. تناول الفيلم دمج أفلام المخرج الراحل حسن الإمام، بشكل ورؤية جديدة، حيث يناقش قضية اجتماعية وهو عالم الإجرام والمخدرات والأعمال المنافية للمجتمع، حيث عرض عدد كبير من الفنانين الراحلين، منهم؛ حسين رياض، أمينة رزق، كمال الشناوي، يوسف شعبان، فاتن حمامة، هند رستم، محمود المليجي، ليلى فوزي، سراج منير، وعماد حمدي . الفيلم وجهة نظر كوميدية لطيفة لصُنع خليط بين مشاهد لحسين الإمام، مع أبطال أفلامنا الكلاسيكية, فنجد مثلا مشاهد حوارية مع هند رستم، وغناء لليلى فوزي، ومكالمات تليفونية، مع سمير صبري. مثل هذا النوع من الأعمال يقلّ تقديمه كعمل سينمائي منفرد, فأغلب الأمثلة كانت كمشاهد بسيطة تم تقديمها في البرامج الكوميدية أو الفوازير. لكن لاشك أنها تجربه تمتليء بالحب والامتنان لسينمانا الكلاسيكية وأبطالنا وأفلامنا الخالدة خصوصًا أفلام المخرج حسن الإمام, فهي تحية خاصة من الابن للأب. البطل الأول في هذه النوعية من الأفلام هو المونتاج, فصُنع خليط متجانس هو هدف العمل الرئيسي بالطبع, ثم يأتي الحوار ثم السيناريو، وهو للأسف مالم يتوفر في أوقات كثير، فالمونتاج في مشاهد كثيره غير مقنع وثَمّة إعادات كثيرة لنفس الكادرات في لقطاتٍ لاحقة، فقط للحصول على مدة أطول لوجه الممثلة أو انفعالاتها, كما أن شريط الصوت لم يتعامل بالشكل الجيد كدمج جو وظروف صوت حسين الإمام، مثلًا مع تفاصيل أصوات المشهد المُصور. فنجد مثلا مشهد حواري بين يوسف شعبان، مع "الإمام", الأصوات مختلفة في إيقاعها وقوتها على رغم وجودهم في نفس المشهد على نفس الطاولة!. الكارثة الأكبر كانت في سيناريو وحوار الفيلم, اختلاق مشاهد ومواقف من لا شيء لمجرد إقحامها في حوار سيء ثقيل الظل لاستغلال جملة حوارية قالها الممثل أو الممثلة قديمًا، شيء يقترب بشدة من الاستفزاز. يحضرني مشهد يجلس فيه حسين الإمام، مع سحر رامي، في غرفة, ويدخل حسين صدقي، فيجدهم ثم يدخل سراج منير , يضع يده على كتفه ثم يخرج, يُختلق حوار لـ "الإمام" وهو يقول: "اقعد أيوه حط إيدك على كتفه, أيوه اخرج وسيبه !!"، وهكذا طوال مدة الفيلم التي أحمد الله أنها لم تطل أكثر من ذلك خصوصاً مع سماعي عدة ضحكات ساخرة من الجمهور القليل الذي حضر العرض في سينما "زاوية" يومها. كنت أتمنى أن يصل الفيلم لمستوى توقعي وانتظاري منذ عرضه لأول مرة في مهرجان القاهره السينمائي العام الماضي, أو لمستوى فكرة الفيلم المميزة. لكن لاشك أنني لا ألوم الراحل حسين الإمام، فهو فنان قدير و مجرد تفكيره وتنفيذه لعمل يخلد ويكرم نجوم السينما في تاريخها, لهي نية نرفع لها القبعه كثيرًا. لكن النوايا الكوميدية أحياناً من الممكن ألا تصنع فيلماً مضحكًا.



تعليقات