"الصف الأخير"... تجربة لم تكن في أفضل حالاتها

  • نقد
  • 08:06 مساءً - 14 يونيو 2023
  • 3 صور



كثير من الناس يفضلون الجلوس في الصف الأخير سواء عند الذهاب إلى السينما أو المسرح، أو أي قاعة عرض رغم بُعد المسافة عن المشاهدة؛ وذلك بسبب رغبتهم في رؤية جميع الأشياء بشكلًا كاملًا من الصف الأخير على عكس مشاهدتك لأي شيء من زاوية قريبة أو محدودة ومن ثم فلا تستطيع متابعة الصورة واضحة. المقصود من عنوان فيلم "الصف الأخير" هي شخصية يلعبها الممثل تيام قمر في أول بطولة مطلقة له، حيث يلعب شخصية شاب قليل الخبرة شديد المثالية يعيش في عالم خاص به، وينظر إلى كافة الأشياء من زاوية واحدة، وهو الجانب الإيجابي أو الخير الموجود في البشر، حيث يتعامل بنية سليمة مع الجميع، وكان ذلك واضحًا في المشهد قبل التتر عندما حجز تذكرة القطار ثم ترك بقية حسابه. يمر هذا الشاب بحدث يعيش من خلاله يومًا كاملاً يصطدم فيه بعدة مواقف تقلب حياته رأسًا على عقب؛ فيذهب إلى عالم آخر لم يكن يدركه، ويتعرف على أمور كثيرة في الحياة لا يعرف شيئًا عنها، وذلك من خلال لقاؤه مع شخصية بيومي فؤاد والتي تعتبر شخصية محيرة للمشاهد فلا تستطيع معرفة أبعادها، ولم يكشف المخرج شريف محسن عنها بالكامل، فهل هو محتال أو نصاب؟!.
ينتمي فيلم "الصف الأخير" إلى أفلام اليوم الواحد، والتي تتضمن مواصفات خاصة في محتواها، فهي لا تعتمد على تسلسل معين أو بناء درامي وتصاعد في الأحداث، بل تعتمد على بناء الشخصيات وعمقها، بجانب التصوير في أماكن محدودة مع حدوث تغيير جذري للشخصيات، ولعل الأقرب في محتوى هذه التيمة هو فيلم "مشوار عمر" والذي أخرجه محمد خان عام 1988، ولعب بطولته فاروق الفيشاوي ومديحة كامل ودارت أحداثه من خلال 3 شخصيات: عمر الشاب المدلل والذي يسافر في مهمة لتوصيل بعض المصوغات؛ فيتقابل مع عامل بنزينة ريفي وفتاة ليل ويتنقلون من مكان لآخر في إطار تشويقي، وتظهر هذه التيمة في "الصف الأخير" من خلال 3 شخصيات: طبيب وكاتب مسرحي، بجانب رجل كبير وراقصة يخوض الثلاثي رحلة فتتطور بهم الأحداث؛ حتى تتحول شخصية الطبيب بشكلًا كاملًا مع نهاية المسيرة فيقرر تغيير المحتوى الخاص بمسرحيته التي سوف يشارك بها في أحد المهرجانات دون أن يكشف المخرج عن تفاصيل الرواية، والتي تُترك لخيال المشاهد، ولكن من المتوقع أن تحمل أكثر من وجهة نظر بعد نهاية رحلته كما نصحه أحد زملاؤه في بداية الأمور بالنظر إلى الحياة من عدة زواية بالجلوس في الصف الأخير.
لو قمنا بتقييم الفيلم من النواحي الفنية كأول تجربة سيناريو وإخراج لشريف محسن، فيحسب له أول عمل أن يحمل فكرة جيدة ومعني فلسفي للقصة، ويحسب له حسن اختيار أماكن التصوير في المحافظات والمستشفيات والمصالح الحكومية، بالإضافة إلى اشتراك أكثر من 20 وجهًا جديدًا في العمل، ولكن على الجانب الآخر يعاني الفيلم من نقاط ضعف كثيرة من ناحية السيناريو والحوار وإخفاق بعض المشاهد منه، بالإضافة أنه لم يستفد من موهبة الفنان تيام قمر في أول بطولة مطلقة له ولم يساعده العمل على إبراز أفضل ما عنده، وكذلك الحال بالنسبة لبيومي فؤاد فلم يكن في أفضل حالاته، فضلًا عن عدم الاهتمام بالموسيقى التصويرية ضمن أحداث العمل بالشكل المطلوب.




تعليقات