ألفريدو.. حب من طراز فريد

  • نقد
  • 04:31 صباحًا - 27 اكتوبر 2023
  • 2 صورتين



ليس من الضروري أن تكون أي علاقة حب هي العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة، فهناك عدة أنواع من الحب، فعلى سبيل المثال، منذ الإعلان عن مسلسل ألفريدو اعتقد الجميع أن القصة سوف تدور حول امرأة تعشق رجالًا أصغر منها، ليتضح أن علاقة الحب تقع بين أحمد فهمي وعمته إلهام شاهين المصابة بمرض الزهايمر، حيث يعتبرها بمثابة والدته التي عكفت على تربيته هو وأشقائه، وأن من الواجب عليه رعايتها كابن بار. أحداث المسلسل مستوحاة من رواية 55 مشكلة حب للدكتور مصطفى محمود، والتي تحدث فيها عن بعض الأمراض التي يشفيها الكلام كالأمراض النفسية، وليس المقصود بالكلام هو الموعظة، ولكن لجوء الإنسان إلى نفسه من خلال دمعة مريحة أو ضحكة من الممكن أن تشفي المريض، استعرض الكاتب من خلال هذه الرواية 55 مشكلة ناتجة عن أنواع مختلفة من الحب، بعضها يدفعك للبكاء وأخرى تثير الضحك، أعاد الكاتب عمرو محمود ياسين استلهام بعض اﻷفكار لبعض هذه المشاكل بصورة عصرية وكان أولها حكاية ألفريدو، والتي لمست قلوب المشاهدين منذ الحلقة الأولى، لأنها تمس جوانب إنسانية وقيمًا كثيرة افتقدناها. يتناول المسلسل مرض الزهايمر في مراحله الأولى والتي يطلق عليها (الخرف)، وهو مصطلح لا يعني مرضًا بعينه، وإنما هي كلمة تشمل مجموعة من الأعراض التي ينتج عنها تغييرات غير طبيعية في الدماغ، بما في ذلك ضعف الذاكرة وانخفاض مهارات التفكير، والتي تؤثر في الحياة اليومية للشخص وتتسبب في بعده عن الحياة الاجتماعية، والتي جسدتها إلهام شاهين واستخدمت فيها كل حواسها واستعادت خبرة سنواتها الطويلة في إيصال مشاعر معينة سواء من نظرات عينيها، واللتين كانتا تدوران يمينًا وشمالًا في محاولاتها لاستعادة الذاكرة، أو في مشاهد انفعالاتها الرافضة لكل ما يحدث لها، أو في لحظات ضعفها عندما تدرك ما وصلت إليه. تضمن العمل إرشادات عن كيفية التعامل مع هذا المرض لمنع وصوله إلى مراحل متأخرة، بما في ذلك حسن المعاملة وإعطاء المريض الحب والحنان الكافي ومراقبة أفعاله وعدم إهماله حتى بوجود كاميرات مراقبة، باﻹضافة إلى لقائه بشكل مستمر مع أصدقائه أو أقاربه ومنحه عدة تدريبات تشمل الكتابة المستمرة لتنشيط الذاكرة. لم يكتفِ العمل بمرض الزهايمر، بل تطرق من خلاله إلى بعض القضايا الفرعية وعلى رأسها جحود الأبناء، والمتمثل في أمير شاهين وشقيقته اللذين بلغ بهما الأمر أن يلقيا بعمتهما في الشارع للاستيلاء على شقتها بالاتفاق مع صاحب العقار، لنرى الشخصية النقيضة في أحمد فهمي، والذي تعمد الكاتب أن يطلق عليه اسم فريد لأنه شخص فريد من نوعه، حيث قرر شراء العمارة التي تسكنها عمته ونقل حياته من إيطاليا إلى مصر ليكون بجوارها بالإضافة إلى إصراره على الحفاظ على صلة الرحم مع أشقائه واحتضانهم ليعودوا إلى صوابهم في النهاية، وكذلك سيطرة الآباء على الأبناء وفرض سيطرتهم على حياتهم من خلال شخصية والد ندى موسى، والذي اتخذ جميع قراراتها نيابة عنها سواء في اختيار مهنتها طبيبةً، أو إجبارها على الاستمرار مع شخص لا تحبه، وفي النهاية اختتم المخرج عصام نصار الحلقات بكلمة الدكتور مصطفى محمود بأن اللحظة الإنسانية وعمل الخير والترابط العائلي وصلة اﻷرحام هي اللحظة الباقية وسط كل الشر الذي نعيشه.

وصلات



تعليقات