نقطة تماس بين يسرى نصرالله والجمهور

أحب منذ صغرى أفلام يسرى نصرالله رغم انى لا أفهمها دائما, ولكن هناك شىء ما فى أسلوبه / اختيار كادراته / حركة الممثلين , شىء ما غامض فاتن يجعلك تجلش مجذوبا تشاهد الفيلم وتراقب الحوار حتى وإن لم تفهم الكثير. حدث هذا معى فى (سرقات صيفية) و (مرسيدس) و(باب الشمس) الجزء الأول فقط. فى (جنينة الأسماك) شاهدت كارثة سيريالية شاذة للجمهور المصرى على الرغم من أن الفيلم لاقى استحسانا كبيرا فى فرنسا وبعض الدول الأوروبية الأخرى إلا أن الجمهور فى مصر لم يتقبله وانصرف عنه بل وسخر منه. شعرت وقتها بالأسف لهذا المخرج الموهوب الذى يستنزف موهبته فى مخاطبة طبقة معينة نخبوية إلى حد ما فى وقت نحتاج فيه كل مبدعينا أن ينبشوا ويخترقوا صميم هذا الشعب بمساؤه ومشكلاته وهمومه. لذا كنت انتظر بمزيد من الشغف التعاون الأول (والذى اتعشم ألا يكون الأخير) بين (يسرى نصرالله) النخبوى وبين الكاتب الذى أحب أن أصفه بالكاتب الشعبى (وحيد حامد), وتساءلت كما تساءل الكثيرون: كيف سيلتقيا؟ كيف لمن صنع أفلام من طراز (اللعب مع الكبار) و(المنسى) والتى تتحدث عن نخاع هذا الشعب أن يلتقى مع سيريالية وجموح وجنون (يسرى نصرالله)؟

وجاءت النتيجة فوق التوقعات..

فيلم (احكى ياشهرزاد) هو مزيج فريد ليس من السهل تكراره بين الحدوتة الشعبية البسيطة التى يمكن لأى شخص أن يتفاعل معها مهما كانت ثقافته, ممزوجة مع صبغة تأملية متمهلة تحمل بصمة (يسرى) تدرك معها أن الموضوع ليس بسيطا كما يبدو وانما هناك من يريدك أن تفكر وتدقق معه فى كل شىء تشاهده حتى وإن كان نظرة أو لمسة أو رجفة.

خالف (يسرى نصرالله) توقعات الكثيرين واستطاع أن يصل إلى شريحة عريضة من الجمهور هذه المرة ولكن دون أن يتخلى عن منهجه أو طريقته (وهذا صعب). استطاع أن يتشرب أفكار (وحيد حامد) ويمضغها جيدا ثم يصوغها فى قالب يحمل طابعه وبصمته, حيث يمكن لمن أحب (يسرى) فى أفلامه الجامحة الأولى أن يضم هذا الفيلم إلى مجموعته بلا عناء. هذا نصر فريد ل(يسرى نصرالله) أتمنى أن يتمسك به ولا يتنازل عنه فى أفلامه المقبلة كما إنها اضافة جميلة لسينما (وحيد حامد) والتى تنحاز دائما للبسطاء ومعدومى الحيلة.

بالنسبة للتمثيل: منى زكى كانت فى أوج تألقها التمثيلى وقدمت دورا رفيع المستوى (اعتقد إنها بداية مرحلة جديدة لها كما كان (غروب وشروق) بالنسبة ل(سعاد حسنى). حسن الرداد ذو حضور جيد جدا على الشاشة ولكن بالطبع تنقصه الخبرة (أول ظهور سينمائى له).الشاب الأسمر فى حكاية الثلاث بنات كان طبيعيا ومتمكنا. الثلاث بنات نفسهن قدمن أدوارا لا تشعر معها انهن يمثلن (هذا مدح وليس ذم). محمود حميدة عبقرى كالعادة. الطبيبة فى الحكاية الثالثة جيدة. الحقيقة أن التمثيل كله كان فوق الممتاز ويعود الفضل فى هذا -طبعا- إلى موهبة (يسرى نصرالله).

فى انتظار الفيلم القادم يا (يسرى).

نقد آخر لفيلم احكي يا شهرزاد

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
نقطة تماس بين يسرى نصرالله والجمهور فادى جمال فادى جمال 12/13 25 يوليو 2009
شاهدت لك: احكى يا شهرزاد Fady Baha'i Seleem Fady Baha'i Seleem 3/19 27 ديسمبر 2009
احكي يا شهرزاد ... لقاء السحاب هيثم نصار هيثم نصار 14/15 11 يوليو 2009
نهاية الصباح و بداية المساء شريف العدل شريف العدل 2/11 5 يوليو 2009