القصـة مش كل حاجة !

أخيراً جت الفرصة اني أشوف الفيلم مع انه مكانش من أولويات مُشاهداتي السينمائية بسبب رئيسي في الإنشغال الحياتي المُرهق والمُجثّم على النفوس مؤخراً .. شاء القدر اني أشوفه في السينما مع إتنين من أصدقائي الأعزاء .. وها أنا بطبيعة الحال عندي أفكارٌ مُبعثرة في جُمجمتي عايز أقولها عن الفيلم كإنطباع أوّلي بعيداً عن التحليلات العميقة.

بدايةً عايز أقول ان لو في حد سألني في بداية العام عن أكتر الأفلام الشخصية المُنتظرة ضروري كان الفيلم ده هايبقى في القايمة.. لأن ببساطة أنا أُغرمت تماماً بالجزء التاني ليه وكان في رأيي وقتها مش مجرد (فيلم بلوكبوستر قوي/مختلف/غير مُتوقع) ده كمان كان من مفضلاتي للعام الحافل (2014).

نيجي لفيلمنا ده .. الحقيقة أنا دلوقتي بس (فهمت) ليه الفيلم حَصد إيرادات مُخجلة جداً مُقارنةً بالفيلم الأسبق في السلسة في ظرف شهرين تقريباً من صدوره في دار العرض. . جاب حتى كتابة هذا الكلمات (360 مليون دولار فقط) .. شئ مُفاجئ إذا حطينا في إعتبارنا ان جزئه التاني جاب (710 مليون) والأول جاب (481 مليون).. وأنا عندي تفسير لده..

حاجة من الحاجات اللي (مُتوقَّع) على المُشاهد انها يحطها في ذهنه قُبيلَ مُشاهدة فيلم زي ده .. انه هايكون -على إفتتاحية كلمات عنوانه- فيلم حركي/أكشن بالدرجة الأولى .. مش عشان أي حاجة غير ان ده الطبيعي الدارج في أغلبية أفلام هوليوود في نهاية سَلسِلاتها الجماهيرية .. ده العكس تماماً اللي بيحصل هنا.. فيه إهتمام غير معهود -على وضعية فيلم زي ده ضمن الثلاثية- بـ(القصة) .. القصة اللي عايزه تقول كل اللي نسيته أو تغافلت عنه الأجزاء السابقة عن طبيعة العلاقة بين البشر وبين الـ(Apes) اللي هيا كينونة السلسة الرئيسية .. انا فاكر انه حَصل حركة ذكية جداً قبل صدور (Dawn of the Planet of the Apes) بصُنع 3 أفلام قصيرة كاملة بس عشان المساحة الزمينة بين الجزء الأول والتاني واللي حصل فيها تطورات.. حاجة تؤكدلك قد ايه صناع السلسة كانوا مُهتمين انهم يقولوا حاجة (قصصية) فعلاً مش بس يقدموا جانب ترفيهي يغلب عليه الكيليشهيات الهوليوودية .. الأمر المُختزل هنا بتذكيرنا (تاني) في الإفتتاحية عن الغلطة البشرية اللي نتجت عنها تمرُّد الطبيعة (في نصفها الإنساني برضو) عليه ..

ده فيلم (قصة) جداً .. وده بديهياً حاجة كويسة .. لكنها مع ذلك كانت هنا مُبالغة في الأمر ورجعت بالسلب على العمل أكتر منه إيجاباً.. إنهشدت من مدى الشاعرية اللي تعامل معاها (مات ريفز) في سرد حدوتة فيلمه .. امبسطت جداً من الإستخدام الوظيفي/القصصي لـ(الصمت) في الفيلم ! .. جايز من أكتر الأفلام اللي ممكن حد يشوفها قليلة الحوار .. ومع ذلك التوجه الأول لحاجة زي دي كان برضو لدفع القصة وتطوراتها مش لأي أبعاد فنية مثلاً .. .. القصة اللي ماشُفتش فيها جديد أو تفرّد في تيمة (الإنسان في مواجهة الطبيعة) بأشكالها الرمزية المتعددة (مش زي العظمة اللي اتقدمت في الحديقة الجوارسية مثلاً).. بس كانت مقبولة إلى حدٍ كبير .. الفيلم قصصياً مش فلسفي بزيادة زي ما يكون متوقع من نبرة كلامي .. لكنه يمكن استغرق في الميل للجانب القصصي لما مكانش المفروض انه يستغرق فيه.. يعني أنا كنت مُتلهَّف حتى النُخاع ان أشوف معركة حقيقية .. أشوف حاجة أعلى من المعركة الليلية العظيمة بالدبابات في منتصف الجزء التاني من السلسة .. بس ده للأسف محصلش وكان مُخيب للآمال من الناحية دي.. فـ شخص مثلاً داخل الفيلم ده إنتظاراً لـ(معركة) -على غرار فيلم نولان- هايكون أكتر المُحبطين .. الفيلم عايز مُشاهد صبور وبيحترم عقلية المخرج -أي مخرج- عشان يستمتع فعلاً تجربة زي دي .. عايز مُشاهد بيحب القصص مش هُراء الفنيات ..

في تقديري الفيلم جيد جداً .. مُفاجئ جداً .. وهادئ الموود والإيقاع بصورة يمكن مايحبهاش مُشاهد أفلام البلوكبوسترز المُخلص .. على الجهة التانية كنت أحب أشوف فيه (ملحمية) في الصورة والجو العام أكتر .. صنف الفيلم أصلاً ببساطة (لا يحتمل كمّ الشعارية دي) ! .. الموضوع بيفكرني جداً بحالة الناس اللي انتقدوا بالفيلم الأخير لـ(ألعاب الجوع) لأنه مكانش فيه (ثورة) أو (ملحمية) زي ما كان مُتصوّر .. أرجع وأربط حالة الإعلان الدعائي للفيلم ده بالدرس القاسي اللي اتعلمته -واتعلمناه كلنا- من حالة (Suicide Squad) اللي فيه الفيلم شئ وعَالَم .. والتريلر شئ آخر تماماً .. تحية للأوغاد المُبدعين اللي بيعروفوا يضحكوا على الجمهور وفق إستراجيات جذب غاية في الحرفيّة.

تقييمي لـ(War for the Planet of the Apes) : 8.5/10

نقد آخر لفيلم War for the Planet of the Apes

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
القصـة مش كل حاجة ! Hossam Waleed Hossam Waleed 0/0 28 اغسطس 2017
war for the planet of the apes ، و نهاية الملحمة.... Mohamed Mohamed 0/0 19 اغسطس 2017
مراجعة فيلم " War For The Planet Of The Apes " Khaled Essam Khaled Essam 0/0 26 يوليو 2017