أراء حرة: فيلم - الكرنك - 1975


الكرنك وسينما السياسة

يعتبر فيلم الكرنك من اكثر الافلام العربية التي قدمت ونقاشت سلبيات ثورة 23 يوليو فكان اكثر الافلام جرأة في عرض استخدام النظام في تلك الحقبة الزمنية للقهر والقمع ضد من يخالفه في الفكر والرأي وبالرغم من انه قوبل بالعديد من الانتقادات لكونه يسيء إلى شخصية الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وثورة يوليو إلا أنه نجح بالفعل في كشف اسباب غياب الحرية ونتائجها فيعرض الفيلم قصة ثلاث اصدقاء بكلية الطب قرروا ان يعربوا برأيهم عن حال البلد وعن السياسة المتبعة فيتم اعتقالهم لرأيهم الصريح ويذقوا شتى أنواع العذاب داخل...اقرأ المزيد المعتقل ع يد الضابط السياسي (كمال الشناوي) وكان من اصعب المشاهد التي تم تصويرها مشهد اغتصاب (سعاد حسني) بالمعتقل امام خطيبها (نور الشريف) في محاولة لاجبارها ع الاعتراف بالتنظيم الذي تنتمي اليه ..وبعيدا عن احداث الفيلم ومشاهده الاكثر واقعية كان لإداء الابطال علامة بارزة في سيناريو الفيلم حتى ان كمال الشناوي عقب عرض الفيلم تلقى اعجابا مقترن بكره شخصياته بالفيلم لما استخدمه من ادوات وفن في تعذيب الطلبة المعتقلين ....ليخرج الفيلم برسالة واضحة تؤكد رفض الارهاب والقمع باي زمان ومكان


" الكرنك : الثنائي المحفوظي البدرخاني"

"الكرنك" ، رواية للعم نجيب محفوظ صدرت في العام 1974 ، تحولت لفيلم سينمائي من إخراج " على بدرخان " من سيناريو وحوار " ممدوح الليثي " عام 1975 بعدما استمرت كتابة السيناريو لـ 10 أشهر . "الكرنك" هو مقهى تملكه إحدى الراقصات المعتزلات ويتردد عليه كثيرون من مختلف مثقفي مِصر ومنهم أبطال فيلمنا وهم طلاب في كلية الطب . من المرات القليلة التي يتم التعامل فيها مع أعمال نجيب محفوظ من كتاب السيناريو بدقة أو بالأحرى ؛ بحرفية ، يستعرض الفيلم -في نقد لاذع لدولة عبد الناصر وسياسته - حالة الاستبداد والقمع...اقرأ المزيد التي تمثلت في انتهاكات أجهزة الأمن والمخابرات ، من المرات القليلة جداً في سينما السبعينيات التي نلاحظ فيها نقد لرأس السلطة نفسها الممثلة في عبد الناصر بشكل لاذع و ثورى عظيم يستحق رفع القبعة للعم و أكثر للقائمين على صناعة الفيلم . من أهم مشاهد الفيلم ، مشاهد "زينب"- سعاد حسني- وهي تُغتصب في مشهد مشهور جدا " مشهد فرج " في المعتقل على مَرأى من حبيبها اسماعيل ، ومشهدها وهى تُنتهك أيضا ولكن خارج المعتقل عند الهرم ، ومشهدها عندما تُسلم نفسها في مشهد عظيم جدا لإسماعيل -نور الشريف - . زينب تصلح رمزا لـ "مصر" حيث تُنتهك ارادتها على أيدي السلطة الغاشمة المتمثلة في دولة 52 مرة ، وتنتهك أخرى وهي تحت تأثير الخمر في تعبير عن اليأس والضياع بعد تجربتها في المعتقل ولنرى أنّ مكان الانتهاك الثاني كان عند الهرم في اشارة إلى مصر أيضا ، وتُسلم نفسها لإسماعيل بإرادتها في مشهد حيث لم يبق من الحب سوى حطامه ! وفي نفس المشهد تنقلت الكاميرا ما بين مشهد السرير وبعض الصور المعلقة على الجدران والتي توضح انتهاكات الأجهزة الأمنية فى كثير من الدول " كان من أروع المشاهد " .. الفيلم أعتبره من أفضل أفلام السينما المصرية - السبيعينات - ، نور الشريف أبدع ، وكمال الشناوي أبدع في دوره الذي رفضه من قبله " أحمد مظهر " لعلاقة الصداقة التي تجمعه بـ " عبد الناصر " ، كما تألقت سعاد حسني ومحمد صبحي .. نقاط اختلف فيها الفيلم عن العمل الروائى : - بالـتأكيد هناك اضافات كثيرة من كاتب السيناريو وجاءت في صالح الفيلم وحافظت على روح الرواية بشكل عام ، لكن الرواية تنتهي بنكسة 67 في حين أن الفيلم ينتهي بنصر أكتوبر واعلان 15 مايو الذى على أثره تم اطلاق صراح المسجونين السياسيين . يبقى التقييم النهائى : 9/10