أراء حرة: فيلم - ريا وسكينة - 1952


واقعية الخيال

بعيدا عن الواقعية التي اشتهر بها صلاح ابو سيف في تقديم أفلامه كان لفيلم ريا وسكينة شكل جديد في اخراج خيالي عبقري فالقصة التي حدثت بالفعل عام 1920 بمحافظة الاسكندرية حين اكتشف البوليس المصري مجموعة من الجثث بمنزل ما وعقب البحث والتحري تم الوصول للجناه وهما سيدتان تدعان (ريا وسكينة) تقوما باستدراج السيدات إلى منزلهما ثم تقتلهن وتسرقهن ...تلك هي القصة الحقيقة لريا وسكينة والتي نجح كاتبنا الكبير نجيب محفوظ برفقة المبدع الواقعي صلاح ابو سيف في نسج سيناريو خيالي لأحدث امتدت قرابة الساعتين إلا الربع...اقرأ المزيد دون وجود أي اساس لتلك الاحداث في الحقيقة فتعلق الضابط أنور وجدي بحب سميرة أحمد واستخدام تلك الحبكة لتهديد ريا وسكينة للضابط والانتقام منه لمحاولاته السديدة القبض عليهما وتضيق الخناق عليهما وقصة الراقصة (علوية زكي) التي وقعت في حب احد افراد العصابة (شكري سرحان) ونجاحه في استدراجها لوكرهم كل تلك الاحداث والشخصيات والافكار الخيالية التي نسج منها فيلم واقعي حقيقي ...كذلك اضفاء العديد من المشاهد الحية التي امتازت بها مدينة الاسكندرية من احياء شعبية حتى ان صلاح ابو سيف نجح في في وضع ديكور محبك لتلك الاماكن وكذلك لغة السواحلية التي نجح طاقم العمل في اتقانها ...ثم تأتي مشاهد الحركة والمطاردات التي قام بها الممثل انور وجدي بالرغم من انه يعتبر ضمن الممثلين الابعد عن نوعية تلك الافلام ليدفع به صلاح ابو سيف لتأدية ذلك الدور واستخدامه لكل ادواته في هذا وكذلك استخدام المؤثرات الصوتية التي تشعرك ان هناك معارك ضارية حقيقة والمؤثرات الضوئية التي تضفي نوعا من الاثارة والرعب على الاحداث ..حقا واقعية اكثر من خيال