أراء حرة: فيلم - قدرات غير عادية - 2015


مأساة غير عادية.

بالنسبة لي كـ مشاهد ومحب للسينما لا أريد القول أنني ناقد سينمائي ولا أملك معرفة سينمائية تؤهلني لإصدار أحكام موضوعية لكن هذا حكمي الذاتي المنحاز اللاموضوعي على فيلم "قدرات غير عادية" ، المخرج الاستاذ/دواود عبد السيد بجانب أسماء أخرى كــ الراحل يوسف شاهين ويسري نصر الله يعاني المشاهد لحفنة من أفلامهم - بما فيها هذا الفيلم - من إشكالية كبيرة وهي الرمزية الشديدة وفقر السيناريو أحيانا...صحيح أننا نستطيع أن نقول وبالفم المليان لا تدفع جنيها واحداً في فيلم من أفلام السبكي وضحي بكل ما تملك لتشاهد فيلما...اقرأ المزيد هادفاً وغير مبتذل كــ قدرات غير عادية ، لكن المشكلة أن فيلم "قدرات غير عادية" على الرغم مما بذله الممثلون في هذا الفيلم من أداء رائع ولا شك المخرج دوواد عبد السيد أحسن في إختيار المكان الذي تم تصوير فيه الفيلم بالإسكندرية إلا إن الفيلم عانى من فقر شديد في السنياريو وفي الحبكة ، لقد خرج أمامي الناس من صالة العرض وتركوا الفيلم من شدة الملل وللعلم فقد قرأت عن فيلم جنينة الأسماك لــ يسرى نصر الله على الرغم من إنه أعجبني وبشدة إلا أنني شاهدته في منزلي وسمعت من خلال بعض الصحف أن الجمهور أيضا ترك صالة العرض من الملل لأنه ليس فيلما تشاهده وأنت تأكل الفيشار لم أكن أعتقد أن احدا يدفع مبلغا من المال في تذكرة سينمائية يمكن أن يهرب ويترك تذكرته ورائه حتى حدث أن هرب الناس أمامي في فيلم قدرات غير عادية بعد الاستراحة ولم يعودوا أدراجهم ، جمهور السينما المصري بالتحديد لا يدفع تذكرة ليصاب بالضجر والملل بهذا الشكل لكي يحظى برسائل فكرية وسياسية هادفة فقط وإلا أين سحر السينما. بدون الخوض في أحداث الفيلم بالتفصيل ، تدور أحداث الفيلم حول باحث يبحث عن القدرات الخارقة وغير العادية في البشر يدعى د.يحيى ويلعب دوره الفنان/خالد أبو النجا يفشل بحثه العلمي ليسافر إلى الإسكندرية ويقيم في بنسيون قريب من البحر والمكان الذي تدور فيه الأحداث على ما أعتقد بمنطقة أبوقير وهي من مميزات الفيلم حيث يمكنك أن تمتع نظرك بمشاهدة الأحداث التي تدور أغلبها بالقرب من البحر المتوسط ويتورط في علاقة عاطفية بــ صاحبة البنسيون وتدعى "حياة" تؤدي دورها الفنانة نجلاء بدير- في أداء غير عادي يحسب لها - ويتقرب د. يحيى من نجلتها "فريدة" مريم تامر ويكتشف أنه وجد ما يبحث عنه حيث أن فريدة الفتاة الصغيرة تمتلك قدرات خارقة وغير عادية على تحريك الأشياء عن بعد وقراءة الأفكار وهو جانب واحد من القصة لم يتم إستثماره سينمائيا بصورة جيدة وأهمل لصالح رسالة الفيلم الأساسية ، الرسالة التي يريد المخرج إيصالها هي أن الاختلاف نعمة وأن المختلفين عليهم أن يجتمعوا معا قبل أن يجتاحهم المجتمع الذي بات يسيطر عليه المتطرفين والنظام السياسي المستبد الذي يمثله عباس أبو الحسن في دور "عمر" ضابط الأمن وأنه ليس على المختلفين أن يقمعوا أنفسهم مثلما قمعت حياة قدراتها الخاصة وحبها للفن والرسم كي تتوائم مع المجتمع وارتدت حتى النقاب حينما اضطرت إلى ذلك بل يجب أن يجتمع المختلفين أصحاب القدرات غير العادية مرة أخرى في البنسون ليتحدوا ويساندوا بعضهم البعض. جميل جداً المشكلة أن أحداً لا يسأل نفسه لماذا غالبا الأفلام - عموما وليس من المهم أن تكون مصرية - التي تنجح ويتم الإشادة بها في المهرجانات العالمية ليس شرطا أن تحقق نفس النجاح الجماهيري على الرغم من إنها هادفة وليست مبتذلة الإجابة ببساطة لأن المشاهد لا يبحث عن الرؤى والأفكار والفلسفة المعلبة سينمائيا وإلا تحول الفيلم إلى رسالة نخبوية في فيلم قدرات غير عادية غادر الناس أمامي من الصالة لأنهم أصيبوا بالضجر والملل وسمعت كثير منهم يقول ذلك علنا ، القدرات الخارقة التي تمتع بها فريدة لم يتم إفراد مساحة لأغراض التشويق لها في الفيلم مع إنها لم تعد قدرات خارقة وظواهر غير طبيعية وباراسيكولوجي بل أصبحت تلك القدرات محل بحث علمي جاد في الجامعات الأميركية من خلال أجهزة تحاول قراءة الموجات الدماغية بهدف قراءة الأفكار وكذلك أصبح بالفعل من الممكن تحريك الألعاب من خلال العقل وبإستخدام أجهزة معينة ، لذلك لم يكن سيضر المخرج داوود عبدالسيد شيئا لو أعطى المشاهد بعضا مما ظن إنه سيشاهده في فيلمه من خلال الإعلان ، مشاهد حول الاختبارات العصبية والنفسية التي قام بها عمر لــ فريدة ، بعض الخيال العلمي ، لم يبرز المخرج أية مشاهد حول إستغلال الأمن لــ فريدة في معرفة الجناة كــ وسيط روحي ، كيف تزوجت حياة من عمر ولماذا تم إختصار تلك الأحداث وإخبار د.يحيى بها على عجل ، رحلة يحيى والمعاناة التي عانى منها مع قدراته غير العادية التي اختفت لم يتم تجسيد معاناة البطل بالشكل الكافي بإختصار الرسالة التي أراد داوود عبدالسيد إيصالها طغت على الفيلم وتم تعويض ذلك بالمناظر الجميلة التي شاهدناها من خلال عدسة الفيلم وانتهى الفيلم نهاية غير مأسوف عليها إذ لم تتضح كيف ستنتهي العلاقة بين يحيى وحياة بينما شخصية غير هامة كــ أنطونيو تزوج عاهرة بينما لم نعرف ماذا سيفعل يحيى وفريدة كل ما نعرفه يجب أن يكون أصحاب القدرات غير العادية معاً...وهي نهاية مملة لذلك انتهى فيلم داوود عبدالسيد نهاية غير عادية مجسداً في النهاية مأساة غير عادية. لقد شاهدنا أفلاماً أميركية كثيرة ذات رسائل سياسية وفكرية معينة وعميقة لكنها لم تكن مملة على سبيل المثال ماتريكس للشقيقين وتشواسكى بل أن كتبا ومقالات كتبت لتشرح رسائل الفيلم الدينية والفكرية والسياسية لكنه لم يكن مملا مشاهد الأكشن والصراع والحب بين أبطال العمل كانت كافية لإرضاء المشاهد ولنفس الشقيقين فيلم ثاء لأجل ثائر ولم يكن مملا على الرغم من الأفكار الثورية والأناركية التي حملها واثرت في أجيال من الشباب في الشرق والغرب ... بعض أفلام يوسف شاهين التي نجت من مثل هذا الفخ كــ فيلم "الآخر" كانت كافية على الرغم من إنه يدور حول العلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية وبين النظم السياسية العربية وصناعة الإرهاب لكنه لم يكن مملا السياق الدرامي كان أسطورة بعكس فيلم "المصير" مثلا لنفس المخرج ، دوواد عبد السيد نفسه قدم لنا فيلما رائعا مثل "مواطن ومخرج وحرامي" ماذا حدث ؟ أرجو أن يتعلم دوواد عبد السيد هذه المرة من هذه التجربة هذا أن كان يشعر أصلا أن هناك خطاءاً يدور حول فيلمه. تحياتي


رسائل غير عادية

"قضيت شهور ادور على القدرات الغير العادية ، لحد ما وصلت لقناعة انها خيال" تلك الجملية التي قالها "يحيى" والتي ظهرت في العرض الدعائي للفيلم في الحقيقة أن الفيلم يمتاز بسمات قوية أظهرها داود عبد السيد في فيلمة "رسائل البحر" وغيرها من الأفلام داود عبد السيد يحب البحر ، يحب الأسكندرية، يحب البحث بظهر بطل الفيلم "خالد أبو النجا" شخصية باحثة من الطراز الأول ،على عكس شخصية أسر ياسين التي كانت يملؤها الفضول لا أكثر في فيلم رسائل البحر المفارقة هنا هي أن بطل الفيلم يدعى "يحيى" مثله مثل شخصية البطل...اقرأ المزيد في فيلم رسائل البحر داود عبد السيد أراد أن يذكرنا بشكل مباشر بفيلمه الرائع رسائل البحر ربما كثيرون يعتقدون ان "قدرات غير عادية" هو تجسيد بشكل أخر وبتيمة مختلفة جزئياً لرسائل البحر ، لكن الحقيقة أن جزء من نجاح الفيلم الفني هو لعب داود عبد السيد في ملعب رسائل البحر مجدداً وربما لم يتكرر فقط بعض الأشياء مع الفيلمين ، بل مع اشياء أخري في أفلام اخرجها نفس المخرج ولكن هذان الفيلمين الأقرب في التشابه القدرات الغير عادية ليست وهماً من صنع الخيال ، هذا ما أراد أن يقوله دواد عبد السيد ، بداخل كل منا قدرات غير عادية ، بداخل كل منا - إن بحثنا بداخل انفسنا- أشياء غير عادية ربما يظن القاريء للوهلة الأولى ان الفيلم يسير في خطى التنمية البشرية والتي معظمها ينحني في أتجاه أن كل منا لديه طاقة كبيرة و ..الخ لكن الحقيقة أن الفيلم يدور القدرات الغير عادية التي رأها يحيى للمرة الأولي كانت في ابنة صاحبة البنسيون الذي يقيم فيه يحيى ، تلك القدرات الغير عادية نشأت بسبب ظروف غير عادية ، وهي الظروف التي مرت بها صاحبة البنسيون التي تدخل في علاقة حميمة مع يحيى وتكشفها له بشكل تدريجي يحيى لم يترك سنتيمتراً إلا وبحث فيه ، وراقب كل شيء من حوله ، ربما ما توصل له يحيى دفعني أن اتبنى مبدأ التأمل والبحث والتساؤل والمراقبة ، فوصول يحيى لبعض الأجابات ، أستنتج منها أسئلة جديدة أذا توقفنا عن البحث والتساؤل والشك ، ستتوقف البشريه عن كل شيء ، فالبحث يولد لدينا حلم للوصول إلي نتيجة والنتيجة تجعلنا نبحث عن أدلة تثبتها ، هذا هو السلوك البشري الذي يدفعنا للحلم والأبتكار والبحث والذي أن توقفنا عن ممارسته ،لفقدنا صفاتنا البشرية بالتدريج موسيقى الفيلم رائعة ، أنسيابية في بعض الأحيان ، تتخلل بداخلك بسهوله دون ان تدرك وجودها ، كمثل رسائل البحر ايضاً مؤلف الموسيقى هو راجح داود ولكن برغم تشابه أشياء كثيرة بين رسائل البحر وققدرات غير عادية إلا أن داود عبد السيد أثبت أنه يستطيع أستخدام جزء من نفس مكونات الفيلم السابق لصنع شيء مبهر وجديد ورائع وتلك هي الصفات التي تنطبق على هذا الفيلم والذي قام ببطولته خالد ابو النجا مقدماً ادائاً رائعاً برفقة نجلاء بدر لابد من الأشارة إلى أن خالد أبو النجا قد عمل مع داود عب السيد في فيلم "مواطن ومخبر وحرامي " من قبل إذ أن هذا ليس التعاون الأول بينهما ولكن بشكل مباشر أستطيع ان أقول أداء خالد أبو النجا في فيلم "قدرات غير عاديه" مختلف عن أدائه في "مواطن ومخبر وحرامي" أختلاف يوضح تطور مهارة أبو النجا في تجسيد الأدوار وهو الأمر الذي لفت أنتباهي منذ فترة كبيرة وهو أن النجم خالد أبو النجا ممثل يطور بأستمرار من أمكانياته مما يجعل الحكم على مجمل أعماله صعباً او حتى التشبيه بين فيلم وفيلم اخر قام ببطولتهما لذلك فأن أداء خالد أبو النجا في "قدرات غير عاديه" غير عادي يحيى في رسائل البحر تعرف على مجموعة من الشخصيات ولكل شخصية حكاية وكذلك يحيى في قدرات غير عادية هذا ما يجعلنا ندرك ان للمرة الثانية ربما يضعنا داود عب السيد في محور الأحداث وهو البطل الذي يتعرف على شخصيات مختلفة ذو حكاية مختلفة ، المشاهد هو بطل الفيلم ، هو المستكشف والباحث الفيلم غير عادي بشكل واضح ، داود عبد السيد يبدع كعادته ويستحضر هنا البحر والموسيقى الجميلة والشخصية الباحثة.


فيلم قدرات غير عادي فيلم مناظر حلوة وبس

شاهدت أمس الفيلم العربي (قدرات غير عادية) بطولة خالد أبو النجا، نجلاء بدر، حسن كامي، محمود الجندي، أحمد كمال، إيهاب أيوب، عباس أبو الحسن والطفلة مريم تامر والفيلم من تأليف وإخراج داوود عبد السيد. تدور قصة الفيلم عن القدرات الغير عادية لدي البشر، حيث يقوم الدكتور يحيي (خالد أبو النجا) بعمل بحث عن هذا الموضوع ولكنه يخفق في إيجاد نماذج لبحثه مما يفقده الحماس لتكملة البحث، ويدعوه المشرف علي بحثه إلي أخذ أجازة في مكان هادئ لمدة شهر وفي هذه الأثناء سوف يلجئون لأجهزة الدولة من عمد ومشايخ وشرطة للبحث عن...اقرأ المزيد تلك النماذج في الشعب. وتقوده الصدف إلي بنسيون في منطقة نائية قريبة من الإسكندرية علي البحر مباشرة يسكنه نماذج غريبة من البشر منهم المنشد (محمود الجندي) ومطرب الأوبرا (حسن كامي) والرسام (أحمد كمال) وخادم البنسيون النوبي عم حبيب الله (إيهاب أيوب). وتنمو علاقة عاطفية بداخله تجاه صاحبة البنسيون المطلقة حياة (نجلاء بدر) وإبنتها الطفلة الجميلة الذكية فريدة (مريم تامر). ويكتشف الدكتور يحيي قدرات غير عادية في الطفلة فريدة ويحس أن الأقدار ساقته لهذا المكان وسكانه. من الغريب أن بطل الفيلم إسمه يحيي وهو نفس إسم بطل فيلم داوود عبد السيد السابق (رسائل البحر) ومكان أحداث هذا الفيلم هو نفس مكان أحداث فيلم رسائل البحر. يتميز الفيلم بروعة أماكن التصوير ورسم الشخصياب ببساطة وبدون تفاصيل كثيرة وبالبهجة عموما. أيضا الموسيقي التصويرية ناعمة ورقيقة وتنساب في سلاسة وتضيف لجو البهجة الغالب علي الفيلم. الطفلة الجميلة مريم تامر كانت هي الحصان الأسود في الفيلم بتعبيرات وجهها وقدرتها علي مواجهة الكاميرا وأحد أهم عناصر جمال الفيلم. ورغم أن داوود عبد السيد أبدع في رسم شخصية يحيي وفريدة ولكن باقي الشخصيات كانت باهتة وقد يكون هذا متعمد ولكن كان من الصعب فهم أو تقدير سبب إجتماع تلك التركيبة من الشخصيات في هذا المكان، كما أن المنطق خاصم كثير من المواقف وإعتمدت القصة علي أسلوب السرد من الحاكي narration في أغلب المشاهد والمواقف ففقدنا متعة الدراما. ولكن يحسب للفيلم أنه أقنعنا أن القدرات غير العادية في حقيقتها هي غالبا وهم في الأدمغة أو أننا كلنا بداخلنا قدرات غير عادية تخرج حسبما الظروف التي تصهرنا وتختبرنا. فيما عدا المناظر والموسيقي وأداء خالد أبو النجا والطفلة مريم تامر، الفيلم باهت ولا يرقي لعمل داوود عبد السيد السابق (رسائل البحر) في تشريح شخصياته ويظل عباس أبو الحسن علامة إستفهام كبيرة في الأداء وفي دوره في هذا الفيلم ولم يخرج من عباءة تقمصه لدور الجزار في فيلم مافيا.