أراء حرة: فيلم - خان تيولا - 2020


خان تيولا فيلم ينقصه فيلم

من الطبيعي مع تحرير أي مقال أو تقرير عن عمل فني، أن تكون هناك مقدمة بسيطة، يسرد فيها الكاتب سببا لما سيأتي في مقاله، أو على الأقل عن فكرة العمل الفني محل المقال... ولكن في هذا المقال سيكون تعبير **لا تعليق** هو أنسب ما يُقال أو يكتب عن فيلم خان تيولا! بادئ ذي بدء لابد من توضيح أن فيلم خان تيولا، هو أول فيلم روائي طويل من تأليف وإخراج وسام المدني، واعتقد سيكون الأخير! وتقصيرا لما سيُقال فقصة الفيلم تد...اقرأ المزيدور في فترة اﻷربعينات، تحديدا عام 1942، وداخل فندق **خان تيولا** بمدينة العلمين، أثناء الحرب العالمية الثانية، يختلف مالكي الفندق، فيقتل أحدهما اﻵخر، وتمر السنوات.. تحديدا بعد مرور أكثر من 78 عام، وينزل أحد النزلاء بالفندق عن طريق الصدفة كما يعتقد، يُدعى مراد (نضال الشافعي) فنان تشيكلي، ثم تبدأ بعض الأشياء الغريبة في الحدوث له بالفندق، مع تعرفه على مالك الفندق المغربي فرجان وأسرته، تتكشف الحقائق والأسرار. ومن المعروف أن أفلام الرعب تعتمد بشكل كبير على عنصري هامين، الموسيقى/ المؤثرات الصوتية، والتصوير، وهذا بخلاف القصة التي سيُبنى عليها السيناريو والحوار، والتي لابد أن تكون قصة مخيفة، ومثيرة وتحتوي على غموض لا بأس به ليكتم المشاهد معها الآنفاس، وفي فيلم خان تيولا إن صح التعبير بكونه فيلم، فقد يبدو أن المخرج خانته بصيرته قبل بصره في تنفيذ مثل هذه العناصر، فلا يوجد شيء تقريبًا يفخر به / أو يتمتع به من العرض الكامل لهذا الفيلم. فطوال سرد قصة الفيلم، لن يتمكن وسام مدني من تقديم قصة إدارة أو صراع جاهز حقًا لخط الغموض الذي يريد نقله إلى الجمهور. ويُسمح للصراع بعد الصراع أن يتكشف مع تطور رتيب حقًا. كما أن محاولة تقديم قصة كخيط مشترك يفتح حجاب الغموض في النصف الأخير من الفيلم تبدو رخيصة أيضًا بسبب الفوضى في السيناريو، ورسم الشخصيات، وجاءت جميع المؤثرات الخاصة في الفيلم بلا أي معنى وبلا عوض عن عدم القدرة على توليد التوتر، والحفاظ عليه أو إنشاء أي شخصية تستحق البقاء على متابعتها. يبدأ الفيلم بالغارات اﻹيطالية الألمانية على مصر، والتي تعرضت فيها بعض المدن المصرية ﻷعنف الغارات، وخاصة مدينة العلمين، واستخدم المخرج لتوضيح ذلك بعد اللقطات الأرشيفية للحرب العالمية الثانية، ليُشير إلى مشهد البداية في فندق **خان تيولا**، ونزلائه الذين من المفروض والطبيعي في مثل هذا الموقف الخطير أن يتوجهوا إلى قبو الفندق، أو السراديب التي كانت يلجأ إليها الجميع فرارا من أهوال الغارات، ولكن يستمر حالهم في ساحة استقبال الفندق، وكأن مشهد تدمير الفندق وسقوط الأشياء من المؤثرات البصرية التي تدعو إلى الرعب مثلا! وتستمر تلك المشاهد الغريبة، والغير مفهومة، والتي زج بها وسام المدني لاستكمال مدة التشغيل، التي قاربت 95 دقيقة، ومن الواضح تمامًا أن النية كانت خلق جو مخيف ومرعب، ولكن هذا يتبدد حيث تبدأ سلسلة من الإجراءات غير المنطقية والفوضوية والقوالب النمطية في الحدوث على التوالي، فمثلا مشهد تقديم شخصية مراد، وإجراءات إقامته بالفندق، كانت طويلة جدا ولا داعي لها، وخاصة التركيز على أحذية الأبطال وخطواتهم **(وكأن الأحذية ستكون سببا فيما سيحدث لاحقا أو بطل من الأبطال)**، وصعوده سلم الفندق، والذي استمر أكثر من 6 دقائق للتطويل ليس إلا، ومعتبرا ذلك من المشاهد التي تلفت الانتباه، وتوحي بالإثارة التي ستقدم لاحقا، واستخدام الشموع ﻹضاءة المكان، والذي كان من المفروض أن يضفي هذا جوً مخيفا أكثر، وهنا تظهر أسئلة عديدة اعتقد أن المخرج لا يملك إجابات لها أثناء بناء تفسير مباشر للقوى الشيطانية المعتمدة بالفيلم. واعتقد أن هناك بعض العوامل التي وقفت وراء ذلك، أو كانت سببا في هذا الإخفاق، أولها أن الفيلم نفسه بطابعه المرعب المفرط في مأساويته، قُدم بشكل هزلي، وأن كادرات وزوايا التصوير نفسها كانت مزيجا بين عدم الكفاءة وسوء التقدير الكارثي، وخاصة تلك المشاهد المقربة لوجوه الأبطال، والتركيز على الساعة، شفايف الممثل أثناء التحدث، وفي أحد القاءات الصحفية للمخرج وسام ذكر تفاصيل استخدامه "كادر 360"، معتبرا بذلك نفسه أول مخرج مصري يسجل هذا الكادر بالسينما، واتمنى يكون الأخير. كتابة القصة سيئة، والحوار ضعيف وغير مرضي، وقد ذكر المخرج لحوارات بين أبطال العمل لا تمت للقصة بأي صلة، واعتقد أنها اُقحمت على السيناريو بدون أي داعي، فمثلا التعريف بشخص مراد وارتباطه بفتاة يحدثها من خلال "الفيوس مسدح/ رسائل صوتية"، وبشكل عام، يبدو الفيلم بلا حياة إلى حد كبير لأنه يتحرك بوتيرة بطيئة، دون إحساس بالتوتر أو الرهبة لمعظم وقت الفيلم، والمشكلة هنا لم تكن فقط في النص الذي كُتب، وإنما في السرد البطيء والممل للأحداث جنبًا إلى التصميم المخيب للأمل للشخصيات. اعتقد أن المخرج وسام المدني، شاهد أكثر من فيلم رعب، في وقت قصير، قبل كتابة سيناريو فيلم **خان تيولا**، مما كان سببا لسيطرت المشاهد من تلك الأفلام جميعا على تفكيره، واستحوذت على فكرته، وذلك حيث اقتبس من كل فيلم أغنية مثلما يُقال، فمثلا الدمية التي تحملها شخصية وفاء عامر، من فيلم The Boy، وفكرة المشهد الأخير والتويست الوحيد الذي يشبه إلى حد كبير فيلم Eyes Wide Shut، وأغطية الرأس والتي تشبه منظمات **كو كلوكس كلان**، وبالطبع لا ننسى مشهد عدم وجود شبكة محمول بالفندق، والتي استغلت بشكل كبير في كل أفلام الرعب التي شاهدتها، والتي لم أشاهدها بعد. وبقدر الغرابة التي يكتسي به تنفيذ الفيلم، فإن الأداء التمثلي للأبطال جميعا **حدث ولا حرج**، وبالرغم من أنه لا يزال لديه بعض لحظات المفاجأة السارة، وعدد من الشخصيات التي لا تزال مثيرة للاهتمام بما يكفي لمتابعة القصة، لكن تم تدميرها بسبب الأداء السيء، بدء من الفنان الكبير أحمد كمال، والذي كنت آراه دائما من الفنانين المميزين في أدائهم للشخصيات، حيث قدم شخصية "الشيطان"، ولكن هنا لا يمكنه التعبير عن مشاعره ولا عن شخصيته. وصعب عليه إيصال الحوار بشكل قوي للجمهور. واعتقد أنه افتقد لعب أدوارًا صعبة وجعلها تبدو حقيقية وسهلة، ومرورا بشخصية مراد التي قدمها نضال الشافعي، والذي كانت تعابير وجهه ولغة جسده واحدة في كل الوقت، وفقد حضوره على الشاشة، وشخصية المغربي فرجاني (محمود البزاوي)، والذي اعتقد أنه لا يخاف أبدًا من المخاطرة وتصوير الأدوار غير التقليدية على الشاشة، ولكن جاء أدائه تلك المرة أكثر مبالغة إلى حد يبعث على الضحك. اعتقد أن فيلم خان تيولا، ينقصه فكرة وقصة، وسيناريو وحوار، وينقصه تصوير، وينقصه مخرج وممثلين، وينقصه فيلم بالأساس.


"هوه كله ضرب، مافيش شتيمة…؟"

بالفعل، هذا ما اتى في خاطري، جملة الجميل الراحل الحي "علاء ولي الدين". السلبيات: دائما لدي مبدأ، لا يجوز ابداً ان أشاهد فيلم مسروق، ولا ادفع حق مشاهدته، اعتبر ذلك نوع من سلب حقوق العاملين في الفيلم، وإن كان سلب معنوي. اقول ذلك لأنني صانع افلام، اذ لا احب ابداً ان اكون مظلوماً او ظالماً. لكن هذا الفيلم، الذي وجدته بالصدفة في الـ YouTube، ولم اعرف عنوانه الا من هذا الموقع. باختصار… وجدت "الضرب" في الحوارات الطويلة، التي لم افهم ٣/٤ منها، بسبب سوء نسخة الفيلم. في البداية كنت ارفع الصوت كي افهم ما...اقرأ المزيد يقال، لكن وجدته لا يستحق، وانه بالفعل كالضرب. اما "الشتيمة" فهي بسبب انه ليس هناك اي شيء بصري او فعلي، يجعلني اهتم. السينما هي فن بصري من الدرجة الاولى، وكلما استطاع المخرج ايصال ما يريد دون حوارات طويلة، فهذا في حد ذاته انجاز. اما الافلام التي يطغى عليها الحوار، اعتقد ان مكانها في مسلسلات الراديو (وليس حتى المسلسلات التليفزيونية)، غير انني شعرت بالضيق والاختناق كأنني في تابوت. التمثيل، سأقول رأيي في من اعرف تاريخهم: ١) احمد كمال، ٦/١٠ ٢) محمود البزاوي ٧/١٠ ٣) وفاء عامر، جيّدة، وان اعتقد انها اعطت من نفسها وموهبتها للدور ٣/١٠ ٤) الدمية ٢/١٠ (لم يكلفوا نفسهم بأن يأتوا بدمية مصنوعة بشكل افضل (مثل سلسلة افلام Chunky)، وليس ورق منتشر، كأن الدمية مصنوعة منه). ٥) المؤلف، اعتقد ان يكتفي بالإخراج، فالفن ليس مجال للنوايا الحسنة، ولا اعني الافلام المستقلة، اذ ان هذا الفيلم كان المقصود ان يكون فيلم تجاري، كما اعتقد، ١/١٠. ٦) نضال الشافعي ١/١٠ ، هو ممثل طموح، لكنه لم يستوعب حتى الآن ان الكاميرا لا تحبه، وبالتأكيد لا يستطيع ان يحمل بطولة فيلم على عاتقه. ولم يتعلم من بطولات افلام المصنوعة "في بير السلّم"، ولم ينجح في اي فيلم قام هو ببطولته، وان كان اعجبني في فيلم "جرسونيره" مع غادة عبدالرازق. الإيجابيات: المؤلف، يكفيه الاخراج فقط، أعجبني الجو الذي استطاع (مع مدير التصوير) من صنع مشاهد عديدة رائعة، التي تكون فيها الاضاءة مصدرها الشموع المنتشرة. الديكور الذي اعتقد انه تم بناءه للفيلم (اعتقد ان الغرف ليست من ظمن ديكور الفيلا)، ديكور جميل، لم يبخلوا عليه. الغرف ابهرتني بجمالها، واناقتها، حتى اوراق الحائط الحمراء، والابواب الفخمة، والحوائط العالية، ديكور جميل ٨/١٠ التصوير رائع. ٧/١٠ الاخراج جيّد، فالمخرج الجديد استطاع الى حد ما ان يسيطر على ممثلين كبار (قيمة وقامة)، وان كانت موهبتهم وتلقائيتها (عدا نضال الشافعي) جعلت عمله اسهل، فنظرته الفنية طموحة وواضحة، وبالطبع ذلك لا يكفي لصنع فيلم تجاري او فني/مستقل، ٥/١٠ الإضاءة ممتازة، ٧/١٠ لم اشعر بالذنب انني شاهدت هذا الفيلم في نسخته المسروقه، حيث انني سأغضب لو دفعت فيه اقل ثمن (وإن كنت زعلت بالفعل على ما ذهب من باقة الانترنت، كي اشاهد هذا السخف). اخيراً: المؤلف دمّر المخرج، هو من قتل نفسه، كأنه اراد ان ينتحر.