سحر رواية الحكيم وصورة توفيق صالح

عندما تحكم السلطة، وتتحكم في كل شيء حتما سيكون الترهيب هو الشعار الأول الذي سيتم العمل به،، وسيصبح الخوف والقهر صفة من صفات الشعب هكذا صور المخرج المبدع توفيق صالح شكل السلطة والدولة المزيفة والتزوير والتلاعب الذي قد يحدث في حالة فسادها، وملامح أي سلطة تعمل تحت هذا الشعار، متخذا رواية الكاتب الكبير توفيق الحكيم (يوميات نائب في الأرياف) أساسًا لفيلمه الذي حمل نفس الاسم. فمن بطولة : أحمد عبدالحليم، وراوية عاشور، وسيناريو وحوار ألفريد فرج وقصة توفيق الحكيم تدور أحداث الفيلم عن وكيل النيابة (أحمد عبدالحليم) الذي يتولى التحقيق في مقتل أحد الأشخاص، وأثناء عمله يكشف عن عملية تزوير كبيرة في الانتخابات التي تجرى في هذه القرية. من أروع ما جاء بالفيلم ذلك السيناريو الذي وضعه (ألفريد فرج) معتمدا على أجمل مافي الرواية وهو السرد باستفاضة لمشاعر إنسانية متنقاضة، ولحوار روحاني للنائب محدثا نفسه به بين الحين والأخر عن معنى العدل والقانون وما درسه وما يؤمن به، وبين ما يراه حقيقة أمامه ويعجز عن تغييره. وبالرغم من أن توفيق صالح اعتمد على رواية قوية مثل رواية توفيق الحكيم وهو ما يحسب له في كل الأحوال؛ إلا أنه استطاع بالصورة واللقطات الفنية الجمالية أن يقدم تفاصيل لحالة تستحق الدراسة حملت بها العديد من المعاني المباشرة حول الفساد، والجهل الذي يسود البلد، والفقر الذي يكتاح القرى وينخر في عظمها، مما يساعد على تفشي التزوير والفساد و بشكل اوسع وأكبر خاصة في المصالح الحكومية، بل مثًل الفساد نفسه بخلايا سرطانية تصل إلى القضاء والأمن الذي هو أساس الدولة، محاولاً تسليط الضوء على ضرورة توجيه كل الجهود لدراسة تلك الحالة وأنه في حالة عدم انتهائها عند حد معين، وإذا لم تعالج سيستمر الفساد على مر العصور مخلفا ورائه خيبات كبيرة وهو ما يحدث الآن في زماننا هذا وإذا كانت رواية الحكيم وتنفيذ صالح لا يحتاجا إلى مساندة أخرى لنجزم بأنه عمل لا يضاهيه شيء؛ إلا أنني اعتقد أن أداء الممثلين كان العمود الثالث الذي شيد لرفع سقف هذا العمل ليصبح من أفضل 100 فيلم بالسينما المصرية، فيأتي دور المأمور والذي اختار له الممثل القدير (توفيق الدقن) حيث كان من أفضل الاختيارات، كذلك شخصية ريم وسماحة وابتسامة الفنانة راوية عاشور التي دلت على رقتها وناسبت صفاتها، وكانت تلك الفتاة التي انجذب إليها الجميع، وقبلهما شخصية وكيل النائب العام الذي تمكن الممثل أحمد عبد العليم من أدائه بقوة وجاذبية وكانت تعبيراته تدل على جديته. ومن أهم المعلومات التي نشرت مقترنة بالعمل بأنه يحكي قصة حياة توفيق الحكيم شخصيا عندما كان وكيلا للنائب العام. وقبل استقالته وتفرغه للكتابة والتأليف. الفيلم لا يحتوي على أي مشاهد قد تزعج الكبار عند مشاهدة الصغار له، ولا يحمل معاني او حوار غير مرغوب فيه.

نقد آخر لفيلم يوميات نائب في الأرياف

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
سحر رواية الحكيم وصورة توفيق صالح دعاء أبو الضياء دعاء أبو الضياء 1/1 31 يناير 2016