أراء حرة: فيلم - مافيا - 2002


نقد فيلم مافيا

يبدو ان فيلم «مافيا» بدد بعض البقع السوداء في ثوب موجة سينما الشباب حيث رأى النقاد انه أعاد الأمل في امكانية صناعة أفلام جيدة تعيد الثقة في الجيل الحالي، من الشباب السينمائيين، حيث قال بعض النقاد ان الفيلم استطاع رغم مستوى حبكته المتواضع ان يخرج السينما المصرية من دائرة الافلام الكوميدية البلهاء ويثبت انه بقليل من المجهود والامكانيات يمكننا ان نصنع فيلما يحترم عقلية المشاهد، لن نتكلم هنا عن قصة الفيلم التى شعرنا ونحن نراهاو كأننا عدنا إلى سينما الثلاثينيات بما فيها وعظ مباشر يغلب فى معظم الاحيان...اقرأ المزيد على الحبكة الدرامية ويضعفها كثيرا، فعندما نشاهد فيلم اكشن اجنبى وبالتحديد اميركي لا نسمع هذا الوعظ المباشر ولا هذه الجرعة من الدروس المكثفة فى الوطنية والانتماء ومع ذلك نشعر من خلال كل مشهد ان البطل الاجنبى يتحرك مدفوعا بحب الوطن وبالتحديد بانتمائه للمنظمة التى يعمل لها. على اية حال الفيلم على المستوى العام جيد تمثيلا واداء تحمل فيه النجم الشاب احمد السقا العبء كله وسانده الممثل الكوميدى المتألق احمد رزق الذى اضفى مسحة من الكوميديا على الاحداث المكثفة دون ان نشعر ان ما يقوله بهدف الاضحاك دخيل على القصة بل كانت الجمل التى يطلقها موظفة توظيفا جيدا يتماشى تماما مع السياق العام للفيلم. عموما القصة يمكننا ان نلخصها فى ثلاث نقاط، اولا، الحبكة: محاولة المافيا اغتيال شخصية عالمية فى زيارة لمصر، مهمة المخابرات: تحديد الهدف والقضاء على الخطر قبل وقوعه، الطريقة: الاستعانة بمجرم سابق كان على علاقة بهذه المافيا ويعرف كيف يفكر زعمائها، كما نرى القصة ليست جديدة على السينما العالمية ولكنها على مستوى الافلام المصرية تعتبر مبتكرة ولا شك فى ذلك. وحتى لو لم يحقق هذا الفيلم الايرادات المتوقعة له فإننا نشجع المنتجين ان يبذلوا مجهودا اكبر فى صنع مثل هذه الافلام ومحاولة اكتشاف مواهب جديدة تصلح لهذا النوع وخاصة ان السقا هو حاليا الممثل الوحيد على الساحة الذى يمكنه ان يقدم فيلما كهذا وقد سبقه من قبل بفيلم اكشن من نوع اخر بعنوان( افريكانو). وقديما كان من اجل ان يصنع فيلم اكشن نأتى بابطال من عالم كمال الاجسام والكاراتيه والكونغ فو فيخرج الفيلم على مستوى عال من الاكشن ضعيف كل الضعف على المستوى التمثيلى والدرامى. اما بالنسبة لبقية العناصر فالموسيقى التصويرية لعمر خيرت كانت رائعة ومتمشية مع الاحداث والاخراج واع وغير تقليدى يحسب لشريف عرفة، مدحت صالح بأغنيته الجميلة استطاع ان يؤثر فى المشاهدين بل فى تغيير مسار حياة البطل نفسه، التصوير والمونتاج رائعان، اما بالنسبة لمنى زكي فشعرنا انها بالرغم من المجهود الكبير الذى بذلته اثناء التصوير إلا انها كانت متوترة ومشدودة طوال الاحداث الامر الذى ظهر بوضوح على تعبيرات وجهها. واخيرا نأتي لمصطفى شعبان الذى لا يزال ينقصه الخبرة حتى يمكنه الوصول للكاريزما التى يسعى إليها (على غرار شخصية رشدي اباظة)، حسين فهمى ظهر كضيف شرف، وكلمة اخيرة لمدحت العدل الحبكة كان يمكنها ان تكون اعمق من ذلك بكثير واكثر اقناعا.