أراء حرة: فيلم - شباب امرأة - 1956


وقفة مُهمة أمام دور القدير عبدالوارث عسر!!

بعيدًا عن أدوار البطولة التي لعبها بتفوق كل من تحية كاريوكا وشكري سرحان وشادية، وقتلها المتخصصون وغيرهم بحثًا يغلب عليه الإطراء الكبير وقليل منهم أو يكاد ينعدم من وجّه لهم سهام النقد السلبي. استوقفني دور "عم حسبو" الذي لعبه المتمكن القدير عبدالوارث عسر، وقد قرأت بعض الآراء التي انتقدت الدور واعتبرته مُقحمًا دون تأثير ملموس على الحبكة السينمائية مع نهاية مكررة وغير مقنعة بضرورة موت البطلة التي تمثل الشر أو الاستبداد، وانتقاد أن تكون نهايتها على يد الرجل المُسن ضعيف الشخصية "عم حسبو"! هنا كان لابد...اقرأ المزيد لي من وقفة مهمة لفك الالتباس النقدي وتوضيح الصورة إن كانت مشوّشة عند بعض مما يؤكدون عدم مصداقية قتل حسبو لشفاعات وإنها لحظة جنون مؤقت لأن "المخرج عايز كده!". "حسبو" وإن ظهر عليه الضعف والانكسار والسلبية وقلة الحيلة والبرود طوال أحداث الفيلم، إلا أن تركيبة شخصيته ومعاناته وانفعالاته داخليه غير معلنة. يغلي من الداخل، لكن كان عليه إظهار العكس ليستمر في مكانه. قد يكون استمراره ضعفًا ورضاءً بالذل في وجهة نظر البعض، وقد يراه البعض الآخر أنه كان ينتظر اللحظة المناسبة للانتقام، ولو بأن يرى نهايتة شفاعات على يد غيره بأن تقع في الحب ثم يتم إذلالها مثلما فعلت هي معه. "حسبو" كان يغلي من الداخل مثل "الحلّة البرستو" التي تمثل قنبلة موقوتة لو تم فتحها بالخطأ -وإن تبدو هادئة ومستقرة من بعيد- أو زجاجة المياه الغازية التي تم رجّها مئات المرات ولم تنفجر إلا عندما تم فتح غطاءها. مثل شخصية الجندي أحمد سبع الليل بفيلم البريء -مع اختلاف التناول بالطبع- المجند الساذج الذي يحمل سلاحًا لم يكن يعلم إنه يقتل به الأبرياء، لكنه عندما علم الحقيقة ووجد الظلم يتكرر أمام عينه. دخل صراعًا نفسيًا حتى كسر حاجز الخوف في لحظة معينة ووجه سلاحه للظالمين حتى ولو كانوا من قادته. "حسبو" كان عذابه داخليًا، ولم تسمح ظروف ضعفه وكبر سنه بأن ينتقم، فحاول أن يرى الانتقام المعنوي من خلال غيره، لكن عندما سنحت له الفرصة بأن ينتقم لم يضيعها وأفرغ شحنة انتقامه كاملة. وبرغم ضعفه وعدم مقدرته على قتلها بيده، لكنه وجّه الثور الذي يسحب الطاحونة بأن يسحقها بدلا من إنقاذها. كعادة سينما صلاح أبو سيف الذي كان التعبير بالرمز من أهم أدواته، وأعتقد أن مصرع شفاعات عن طريق الثور له مدلول بما أن الثور هو الخادم المطيع معصوب العينين ومنفذ الأعمال الشاقة في دائرة مفرغة، والذي يرمز كثيرًا للفحولة الجنسية التي كانت تسعى لها شفاعات من شاب لآخر، فكان هو نفسه صاحب كلمة النهاية لحياتها، كانقلاب السحر على الساحر ولو رمزا. لذلك أرى انتقام "حسبو" لم يكن حشوًا إخراجيًا أو نقطة تؤخذ على صنّاع الفيلم، بل تحسب لهم، لأن كسر القلوب وإذلال البشر عمدًا لا يقل عن القتل الفعلي، بل هو منتهى الإجرام، ونهاية شفاعات قد تبدو منطقية أو على الأقل لن تثير تعاطف المتلقي معها. هذا الدور تحديدًا أراه مؤكدًا لعبقرية سينما الواقعية الرمزية لصلاح أبو سيف -وإن كان الرمز عميقًا- وعبقرية الأداء للقدير عبدالوارث عسر. وتعثر فك تركيبته عند البعض ليفضوا إلى الرأي بعدم أهميته يُحتم عليهم إعادة النظر في قراءاتهم السينمائة والنفسية بل الإنسانية بوجه عام.


كلهم متشابهون حمار خروف ليس هناك اختلاف

يالا روعة الايحاء التي ملئت المكان كلما شاهدت فيلم شباب امراة للمبدع الواقعي صلاح ابو سيف الذي ترك بصيرته قبل بصره تأخذنا بمشاهد غاية في الروعة و إلى عالم فريد من نوعه فكان لحديث عبد الوارث عسر ومحاولة اقناعه لشفاعات (تحية كاريوكا) ان تترك اللجام للحمار الذي يدور ف الطاحونة وان لا تقسى عليه حتى لا يكل يوما ايحاء يقصد من ورائه الشاب امام الذي تستغله شفاعات في تحقيق رغباتها وشهوتها حتى يقع في الرذيلة ويهمل دراسته ومن ذلك المشهد إلى مشهد الرجل الذي يجذب أحد الخرفان وربطه بشفاعات وهي تجذب إمام من...اقرأ المزيد يده ليؤكد لنا رؤيته لإمام بانه ليس اكثر من خروف تعلفه حتى يسمن لتتمكن من التهامه كيفما شاءت ومرورا بخطوات شفاعات التي تسبق بخطوة او خطوتين كلما تنزهت او خرجت برفقة امام ليدل ع انها هي الاولى وانه ورائها تسوقه حيث تريد وانتهاء بمحاولاتها العتيدة التماسك وهي تتشاجر مع عبد الوارث عسر لتلفظ انفاسها الاخيرة تحت ارجل الحمار الذي ركبته ولم تعير اهتماما له..فيؤكد المخرج صلاح ابو سيف انه ليس هناك فرق بين الحمار والخروف وإمام فكلهم منساقون حيث تريد شفاعات ولكن نهايتها كانت ع يد احدهم


فيلم رائع للعبقري صلاح ابو سيف

فيلم لا يمل من مشاهدته لتحية كاريوكا و شكري سرحان رغم وجود العظيمة شادية و كتابه اسمها في مقدمه الأسماء لأسباب انتاجيه و تسويقيه و لكن الفيلم يحسب لتحية كاريوكا قصه رائعة لأمين يوسف غراب مع اخراج متمكن ملي بالرمزية لصلاح أبو سيف و أداء يحسب لتحية كاريوكا تفهمها لأبعاد الشخصية و إعطاء روح و حياه لشخصيه المؤلف فيلم يبقى في تاريخ السنيما و يستحق وجوده في قائمه احسن 100 فيلم مصري