أراء حرة: فيلم - عين شمس - 2009


وسط البلد خطفت الاضواء من عين شمس

بحكم طبيعتي لا أفضل دخول دار السينما لمشاهدة اي فيلم عربي ولكن ما دفعني كاتب السيناريو او مخرج العمل او ما اثير حول العمل من اخبار وقبلها ما حصل عليه الفيلم من جوائز عالمية او تشجيع عالمي في المهرجانات وكل هذا اجتمع في فيلم (عين شمس) الذي قدمه المخرج المبدع ابراهيم البطوط واشتراكه في مهرجان برلين وهكذا ما اثير حوله من رفض الرقابة لعرضه في مصر ، فقررت مشاهدته ....الفيلم سهل ممتنع لمن يريد ان يتوغل في فهمه فقصته تبدأ بأسرة بسيطة الحال متوسطة الدخل مثل اغلب الاسر المصرية اب وام وفتاة صغيرة اسمها...اقرأ المزيد شمس كل حلمها ان تخرج من حيها (عين شمس) إلى النور (وسط البلد) مثل ما يدور في عقلها، ترسمه وتذكره في جميع حصص المدرسة حتى ان مدرستها قد اشتكت والدتها لفكرة زيارة شمس لمنطقة (وسط البلد) التي سيطرت عليها ومع تلك كل الاحلام الجميلة تصاب شمس بالسرطان الذي يقضي عليها عقب ان قرر بالفعل والدها تحقيق حلمها واصطحابها إلى منطقة وسط البلد، هكذا تدور احداث الفيلم بصفة عامة لكن من يعرف ابراهيم البطوط يؤكد لنفسه ان هناك مغزى وراء تلك القصة وبين المشاهد العائلية البسيطة فابراهيم لم يأتي بمشاهد المظاهرات وعنفوية الشرطة في قمعها للمتظاهرين باطلا ومشاهد ما يحدث في العراق بل كان يقصد بها ان هناك تشابه كبير بينهما وانه سيتأتي اليوم عاجلا ام أجلا ويحدث ذلك في مصر، ولم يأتي بمشاهد مزرعة الفراخ التي يضعوا لها حبوب منع الحمل حتى تسمن هباء وإنما كان يقصد بها التربح وما يخلفه ذلك من امراض السرطان التي اجتاجت مصر مؤخرا نتيجة دخول مواد غذائية مسرطنة او مبيدات وربطها بمرض الفتاة شمس وقبلهما حلم شمس نفسه في رؤية منطقة وسط البلد ومدلوليته بان القاهرة وكل مافيها من مناطق لم تجتاح عقل شمس الصغير وإنما منطقة وسط البلد بانوارها سيطر على فكرها ....فيلم عين شمس يحتاج ان تراه وتشاهده اكثر من مرة وفي كل مرة ستخرج برؤية جديدة عما قبلها