أراء حرة: فيلم - واحد صفر - 2009


لمن يريد أن يعرف المصريين

إذا كانت الأفلام تصنع شهادات توثيقية للتاريخ، فإن هذا الفيلم ربما يكون المرجع المصور الأهم بعد خمسين عاماً للتأريخ لواقع المجتمع المصري في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، فالفيلم يحلل شرائح المجتمع المصري على اختلافها دون أي صراخ أو حوارات زاعقة مباشرة، يرصد ببساطة حالة القهر والشعور بانعدام الكرامة لدى المواطن المصري أياً كانت الفئة الاجتماعية التي ينتمي لها، الفتاة التي لا تملك سوى جسدها لكي تبيعه وتحصل على المال ولقب مغنية، شقيقتها الكادحة التي تكبت حزنها على حالها حتى تدخل عزاء بالخطأ...اقرأ المزيد فتنفجر باكية حتى ليظن بعض الحاضرين أن المتوفى قريبها، المذيع المقهور أمام حاجته للمال والنجومية فيرضى لسنوات باستضافة فنانين هو يعلم أن لاعقة بينهم وبين الفن ويجب أن يقدمهم للجمهور تحت لقب فنان كنوع من الدياثة، وحبيبته السيدة المسيحية التي قهرتها قوانين الكنيسة الذكورية فرفضت التصريح لها بالزواج مرة ثانية وصرحت لطليقها الذي لا يطاق على حد تعبيرها، والكوافير الشاب المقهور على أكثر من مستوى، مديره في العمل الذي يطرده تخوفاً من طموحه، وحبيبته التي باعت جسدها من أجل المال، ووالدته التي تعمل حفافة تزين النساء من أجل ممارسة جنسية ممتعة مع رجالهم وهى بلا رجل وفى حاجة للجنس حتى لو كان مع شخص مختل في سيارة النقل العام. هذه الشخصيات على تعددها وتباينها واتفاقها في الشعور بالقهر وفقدان الكرامة، تسترد قوتها وكرامتها للحظة واحدة هي التي أحرز فيها \"محمد أبو تريكة\" هدف الفوز لمنتخب مصر في نهائي كأس الأمم الأفريقية لعام 2008، وبالرغم من أن معظم الشخصيات ليس لديها أي اهتمام بالكرة إلا أن الفرحة تغمرها بشكل مبالغ فيها، ليس لتحقيق المنتخب نصره الكروي، وإنما في واقع الأمر لشعورهم بانعدام القهر واسترداد الكرامة ولو لليلة واحدة هي ليلة الفوز بالكأس. \"كاملة أبو ذكري\" تصنع ولأول مرة أسلوبها الخاص، ففي أفلامها السابقة (ملك وكتابة) و(عن العشق والهوى) و(سنة أولى نصب) كان من الممكن أن تدرك بسهولة أنها أفلام صنعتها مخرجة ما تزال تبحث لنفسها عن أسلوب خاص في التصوير والإضاءة وحركة الممثلين، وبمشاهدة واحدة لهذا الفيلم ستدرك فوراً أنها وجدت أسلوبها، إضاءة واقعية لأقصى درجة ممكنة، تستغلها لتطوع حركة الممثلين للخروج بتأثير درامي معين، تأمل المشهد الذي تواجهت فيه الأختان \"نادية/زينة\" و\"ريهام/نيللى كريم\"، وبخاصة اللقطة الأخيرة في المشهد الذي تدور حول الخوف من الله، ديكور الشقة كان يسمح بأن يدور هذا الحوار في أي ركن من أركانه، ولكنها تختار باب الشقة حيث الإضاءة القادمة من الشراع القديم عبر الزجاج المخرفش وتأثيرها الروحاني على الصورة ككل عندما يغمر الضوء نصف وجه \"نيللي كريم\". أيضاً صورت معظم المشاهد بكاميرا محمولة (ستيدى كام)، وهو ما أضفى طابعاً واقعياً وتوثيقياً في نفس الوقت، كما سمح لها كمخرجة بالتقاط تفاصيل دقيقة ربما يبدو أنها لم تكن مقصودة ولكن تكرارها يؤكد أنها أصرت على رصدها، كشحوب وجه \"نيفين/إلهام شاهين\" الخالي من المكياج معظم الوقت، والرذاذ الفموي المتطاير من الشخصيات عند إنفعالها، وأسنان \"لطفي لبيب\" غير الموجودة، وأخيراً فإنها أدارت ممثليها بشكل سمح لانفعالاتهم بالانطلاق، فمن الواضح في بعض الجمل الحوارية بالفيلم أن الممثلين بدلوا كلمة بأخرى ولكنها لم تقطع التصوير للإعادة لأنها وصلت للانفعال المطلوب منهم، تأمل مثلاً المشهد الذي ترد فيه \"نادية/زينة\" على الملحن اللبناني لتتأكد من ذلك، أو المشهد الذي يتشاجر فيه \"سليم/حسين الإمام\" في الكافيه، وبالمناسبة فإن الدور الذي لعبه \"حسين الإمام\" هنا هو بلا شك أفضل دور قدمه على مدار تاريخه السينمائي، كما أنه (وقد لا يتفق البعض مع ذلك) أفضل أداء في هذا الفيلم الذي شهد العديد من المباريات التمثيلية المميزة. وبالرغم من الروعة الإجمالية للفيلم، إلا أن به نقيصة صغيرة تمنعه من أن يصبح أفضل فيلم في تاريخنا السينمائي وإن كانت لا تمنعه من كونه واحد من أفضل أفلامنا حتى الآن، وهى نقيصة في السيناريو تتعلق بالخط الدرامي الخاص بالسايس \"رجب/لطفى لبيب\" وحفيده تباع الميكروباص، فهذا الخط يبدو مقحماً فقط من أجل أن يتجمع الأبطال في قسم الشرطة في النهاية، ولكنه لم يشهد أي تطور درامي حقيقي، أو صراع مؤثر على الشخصيتين، بالرغم من أن هذا الخط يشكل حالة ثرية درامياً ولكن هذا الثراء الدرامي لم يستغل في أحداث الفيلم على الإطلاق.


شاهدت لك: واحد - صفر

هو الفيلم الصادم! صااااادم! لا حلو ولا وحش..صادم!..يعنى لو للافلام روائح..الفيلم الحلو ريحته بارفان.. و الوحش ريحته مجارى.. فالفيلم ده ريحته نشادر.. طااااااخ! هى دى رسالة الفيلم..الطااااخ!..الصدمة!..بيستهيألى إن مؤلفة الفيلم مريم نعوم افتكرت انها فى مسلسل تلفزيونى رمضانى..افتكرت ان الفيلم لو تضمن صراحة صادمة..هايخرج من عبائته المسلسلية..و يقلب بفيلم سينمائى..بس..لاء..نو..برضه الفيلم مسلسلاتى شويتين.. ليه؟ علشان فيه كذا خط درامى...ماشيين بالتوازى..ركز فى الجملة دى و إتاملها كدة و هاتفهمها...اقرأ المزيد لوحدك يا مان! مبدائيا..احب اقول حاجة.. لو واحد او واحدة مسيحية عدت كدة قدام كاميرا الفيلم من غير ما ترمى السلام..هانلاقى قضايا قضائية بتترفع على المؤلف و المنتج و المخرج و إحتمال المشاهدين! ده مبدائيا..باحط النقط على الحروف قبل ما نطلع كلنا على روف الفيلم..علشان بتوع حقوق الانسان يشتغلوا على حاجة و يعملوا منها مشكلة و حكاية و رواية..ينفخوا فى النار يعنى! تعرض الفيلم لعدد من المشكلات دون عرض لحلول..بس مش مهم..ليس من ضرورات الدراما عرض الحلول..يكفى الدراما شرفا، ان تعرض القضية بامانة و شفافية..حتى لو بدون هدف..اى ان عرض الواقع..ليس بطريقة تسجيلية و لكن فى قالب درامى تمثيلى، يصنع فيلما سينمائيا جيدا مكتمل الاركان (و لكنى لا اعنى فيلم واحد-صفر بالذات). انا شبه متأكد ان كثير من المشاهدين المصريين اصحاب عادات المشاهدة البليدة و الكسولة لن يحركوا اصبعا ليفهموا المعنى التهكمى العالى جدا..فى آخر 20 ثانية من الفيلم..فى النهاية..الشاملة الجامعة..لتفاهة و سطحية و ضحالة فكر و تصرفات المصريين بمختلف شرائحهم..المتعلمون و المثقفون و الجهلة..الفقراء و انصاف الاثرياء و الاثرياء (حيث لا وجود للطبقة المتوسطة حاليا تقريبا!)..كووورة..كووورة..كووورة..و آهم..آهم..آهم..المصريين آهم! الناس عايزة تفرح؟ ماشى..بس هذه الفرحة الغامرة الكاسحة لمشاكلنا و فضائحنا و كوارثنا..ليس فرحة..انها اصبحت نشوة مخدر اسمه الكووووووورة..!!! واحدة مسيحية مطلقة تعنى كاااارثة!..و كمان حامل سفاحا..و الراجل مش عايز يتجوزها..و حتى لو اراد..الكنيسة ستمنعهما! مكسب منتخب كرة القدم شقلب كيانك ليه؟ فين عقلك؟ طبعا..المحاميين المسيحيين..اللى عاملين نفسهم حراسا على القيم و الاخلاق و الشرف و الفضيلة..ربطوا بين إنحراف البطلة القبطية و بين بحثها عن حلم الزواج من جديد إشباعا لرغبة الإنسان البديهية و البيولجية فى الزواج (جزء من الزواج طبعا). بس المشكلة انه ما ينفعش! ليس كل مايتمناه المرء يدركه! ساعات فيه حاجات تبدو منطقية و طبيعية و لكن فى واقع الآمر، هى من اعقد و اصعب الأشياء إن لم تكن شبه مستحيلة! بس المحامين و المستاشارين عايزين يتلمعوا و يتنجموا و يأكلوا عيش اكتر! و آهى الفرصة جات على طبق من فضة مرصعة بالذهب! المهم.. الفيلم يحتوى على كم من الالفاظ العنيفة جدا..مش اللى تخدش الحياء العام..نو..تدمره..تفرتكه!..تسحقه سحقا! و يحتوى ايضا على دور الفتاة الشعبية التى تحترف طريق النجومية من الباب الخلفى..من الباب الفسيولجى..من باب مواهبها الانثوية..ادته زينة بصدق معبر..ربما لانه تجسيد لشخصها الحقيقى..حشرة..حشرة يعنى! حسين الإمام..ممثل جميل..بيؤدى تقريبا نفس الدور من حوالى 5 سنوات..بس بيؤديه ببراعة و لذلذة و طعامة روشة..بنبوناية الفيلم..كان فاكهة الفيلم..رغم ان قماشة دوره مافيهاش اى كوميديا مسرحية مفتعلة (زى محمد سعد – احمد عيد – هانى رمزى – بعض اعمال احمد حلمى الاولى). الهام شاهين..يمكن اول مرة تلفت نظرى واحدة من نجمات جيل الثمانينيات بهذا الشكل..برافو..افضل من ليلى علوى و يسرا بمراحل..تفوقت عليهن بهذا الدور..اينعم الدور به قدر عالى جدا من الحساسية لدى المسيحيين..بس كانت شاطرة فى اداء دورها.. نيللى كريم..ادت دور البنت المصرية المعفنة بمهارة عالية جدا..شكلها و لا الخدامات بجد!  ماكيير شاطر..او يمكن شكلها الطبيعى كدة..و هى طول الوقت بتخدعنا بمظهر الفنانة المستحمية..الله اعلم! احمد الفيشاوى..خير من يمثل الفتى الشعبى و السوقى فى مصر..يعنى بيمثل الواد "البيئة" ببراعة منقطعة النظير..هو اينعم واد دمه زى السم اصلا..و كل ما اشوفه عايز......فى وشه!..بس عمل دور الواد السوقى المقرف بقدر عالى من الشعبية و السوقية الفجة..يعنى برافو و إخص مع بعض!  انتصار..دور عمرها..الست الحفافة..ماكييرة الغلابة..السوقية..الشعبية..الفلاحة..الدلالة..البياعة السريحة..البلدى بلدى.."ام لسان زالف"..افضل ادوارها على الإطلاق..واخدة مساحة كبيرة..كانت خير إختيار..يعنى "كاستنج" ممتاز..برافو على المخرجة على حسن إختيارها.. برضه اميز ادوار لطفى لبيب..دور واقعى و مؤلم فى نفس ذات الوقت.. القصة بقى..تنفع قصة ادبية..لكن فيلم؟ اسمح لى بقى.. هو الفيلم لازم يتشاف..بس مش هايمّزجك فنيا..آه..فيلم مش ترفيهى..هو مش نكدى و لا فرايحى..فيلم صادم..تلطيشى..ساخر..تهكمى مرير!!.. ممكن تسميه شبه كوميديا سوداء..شبه..شبه بس! الحوار..مليان إسفاف و بذاءة و الفاظ نابية..فشر افلام يوسف شاهين و حين ميسرة خالد يوسف..صباح الالفاظ يعنى! التصوير معقول.. الديكور..مش بطال.. الحوار..هه..يعنى.. التمثيل..حلو..بس فين القماشة اللى تدينى؟ المونتاج..مونتاج الخاتمة مثلا..جااااامد! الإخراج..نص نص.. الموسيقى..يعنى..مشيها كويسة.. الفيلم لازم يتشاف..مش علشان حلو..بس علشان تعرف ايه النظام..عامل ازاى..هو من الافلام التى يختلف معها و عليها الناس..شوفه و اشبع فضولك يا معلم..بس خللى بالك..ده مش فيلم ترفيهى..و خشه لوحدك..او خشيه مع صاحباتك لو كنتى بنت..و صباح الإحراج مقدما! النتيجة الإجمالية: 5,5 من


واحـد صفـر… فيلــما يقدم درامـا اجتمـاعيـة لماسـأة مجتمـع

يبدأ فيلـم واحد صفـر بصبـاح يوم مبارة مصر والكاميرون فى نهائـى الامم الافريقية 2008وينتهى عند فجر اليوم التالى. ونجح فيلـم \" واحد صفـر \" فى رصد ما يحدث خلـف الكواليـس لشخصيـات ونماذج موجودة فى مجتمعنـا بحرفية شديدة وعرض لنا الفيلم مشاكل واضطرابات كل شخصية على حدا وقرب منتصف الفيلم ابتداء السيناريو المحبك يمزج الشخصيات ببعضها البعض ليعقد المشاكل اكثرواكثـر ليصبح الفيلـم اشد اثارة. وقدمت لنا المؤلفة \"مريم ناعوم \" بدقة وحرفية شخصيات متنوعة ومختلفة الطبـاع مثل شخصية السيدة المسيحية...اقرأ المزيد التى كانت تعانى مع زوجها حتى استطاعت ان تحصل على الطلاق ولكن حينما اصبحت مطلقة لا تتمكن من الحصول على تصريح زواج من الكنيسة لأنه أمر يمنعه القانون و الإنجيل وشخصية زينة \" المطربة نانا \" التى باعت جسدها مقابل الشهرة والمال وشخصية \" احمد الفيشاوى \" الكوافير الناجح الذى يعمل فى محل كبير ولكن هذا ليس كل طموحة بل هو يتمرد على الحال الذى هو علية ويتنمى ان يصبح هو مالك محل كوافير دون يكون هو خادم لاحد وامة \"انتصـار\" الحافافة التى تعمل طوال اليوم من اجل ان تعيش حياة هادئة ولكن كان لها ماضى سىء و\"خالد ابو النجا\" المذيع المتمرد على نفسة وعلى زملائة فى العمل والذى دائما فى مشاكل فى العمل بسبب ادمانة الخمر والمخدرات والعديد من الشخصيات المحبكة فى الفيلم والذى رصدت مريم ناعوم اضطرباتهم و نفسيتهم ولكن فى ظل كل هذة المشاكل التى تربك كل شخصية يرسمون البهجة على وجهم وينسون المشاكل بسبب فوز منتخبنا المصرى بالامم الافريقية ليعرض لنا السيناريو ان ظاهرة المجمايع الهائلة التى نرها فى الشوارع عند فوزمنتخبنا بكل بطولة ان من ضمن هؤلاء المجاميع من لديهم العديد من المشاكل خلف الكواليس اليومية فى حياتهم ولكن نسوا كل هذة المشاكل عندما شاهدوا منتخب بلدهم ينتصر فى معركة كروية ولكن ما تراة انتا يجلعك تشعر انهم طوال يومهم مبتسمين وفرحنين وايضا ليقول لنا السيناريو ان الرياضة الوحيدة فى العام التى يمكن ان تحرك الشعوب هى كرة القـدم. وجـــاء اخراج \" كاملة ابو ذكـرى \" فى اروع ما يكون وكانت فى هذا الفيلم فى افضل حالتها السينمائية ويعد هذا الفيلم لمخرجتنا التجربة الرابعة فى حياتها السينمائية بعد ان قدمت لنا (ٍسنة اولى نصب _ وملك وكتابة _ وعن العشق والهوى) ولكن فى هذا الفيلم كاملة ابو ذكرى لها مذاق اخر وسيكون هذا الفيلم علامة فاصلة فى حياتها السينمائية. وكانو جميع الممثليين فى احسن حالتهم السينمائية و على راسهم النجمة الهام شاهيـن والنجم احمد الفيشاوى الذى استطاع ان يعيد لنفسة لياقتة الفنية على الابداع واكد للجميع انة ممثل ترجيدى من الدرجة الاولى واعطية وسام الشرف على اداءة لهذة الشخصية المحبكة ولكن فى النهاية نحن امام فيلما متميزا اداءا واخرجا وتأليفا ولكن جاء الانتاج متوسط المستوى كما عودنا جهاز السينما على انتاج افلام مهمة ولكن بانتاج محــدود .