بنتين من مصر..ادبحنى يا معلم!

الغريب ان واحد من كبار مبدعى الكتابة و الإخراج الكوميدى اللى هو محمد امين، ان يصنع فيلما غامقا..داكنا..ثقيلا بهذه الدرجة و الشكل! (حتى و لو كان "بلاك كوميدى" (الكوميديا السوداء)).

هو ليس كمثل فيلم "حين ميسرة"..لأن حين ميسرة مرثية عن "الفقر"..لكن "بنتين من مصر" مرثية عن "تأخر سن الزواج" او "ذهاب القطار بلا عودة"..بالحرى هو (جنازة سينمائية)عن العنوسة..

بنتين شكلهم ليس سيئا و متعلمتين و ناجحتين بل و متفوقتين و "عوانس" ايضا..يقدمون عشرات التنازلات من اجل الزواج..تنازلات فى السن و الشكل و المال كمان..و بلا جدوى..

و يستمر لفيلم فى "تخريط" قلبك بالصدمات و الصفعات بل و اللطمات التى يكيلها الواقع و الزمان و الظروف بكل عز و إقتدار على ملايين الفتيات فى مصر بكل قسوة..و يزيد المؤلف – المخرج (محمد امين) المرارة و الألم و يعصرك و يعصر عليك الحياة و يملأ عقلك و عينيك بكأس المرارة اليومية المصرية بكل وحشية حتى الثمالة..

ادبحنى يا محمد امين!..قطعنى يا معلم..قطع قلبى حتت..و ارميه فى اى حتة بقى!

اوووووف..

ايه ده يا عم الحاج؟! كفاية بقى!..خنقتونا جتكم البلا!

الفيلم كقصة محبوك جيدا..و هذا ما يزيد الوجع فوق الوجع!

الإخراج واعى و له شخصية و طابع..لكنه اسود..اسود!

الديكورات مضبوطة و فى مطرحها و مقنعة..

الميكياج تمام..

الكاستينج زى القشطة..و "ريم البارودى" بكل تأكيد لا تضيف للدور التى قامت به "صبا مبارك"..فحسنا فعلوا عندما تم تغييرها بصبا..

و مع ذلك يظل عنصر المتعة و الاثارة و التشويق و التوتر..عنصر لفت الانتباه او شد اعين المشاهد غائبا..يظل عنصر الاندماج او التوحد مع الابطال غريبا و عجيبا..لان التوحد معهم مؤلم للقلب..فيجب صرف انتباهك عن الابطال كل حين و آخر..

الايقاع كان جيدا فى اوقاتا و شبه متجمد فى اوقات اخرى.. المونتاج له شكل و له اثر بارز..فى تقاطع مشهد المرجل الذى يكاد ينفجر بحالة البلد..و حتى يتضح ان مرجل فى العبارة..

نجحت (صبا مبارك) و (زينة) فى اداء دوريهما بإقتدار..و بهذا الدور و بدورها فى فيلم واحد - صفر..تشق طريقها جيدا فى عالم السينما من بوابته الريئيسية الشرعية المحترمة..بس بعد فاصل من العك السينمائى قديما طبعا!

الديكور اجاد..حيث اظهر الطبقة المتوسطة الأقرب إلى الطبقة الفقيرة و هى ليست فقيرة..و فى البيت الريفى..و فى العبارة..و فى كذا موضع..

بالنسبة للملابس كانت متسقة مع مستوى الابطال المادى و مالت إلى الالوان الداكنة و هذا يحسب لمصمم الملابس..هذا ان وجد مصمم ملابس فى الفيلم اصلا..

التصوير..جيد..

فيلم لا تحتاجه فى هذه المرحلة فى حياتك ان كنت شابا او شابة..او ان كنت غير متزوج..او كنت متزوج حديثا..

النتيجة الاجمالية: 6 من 10

نقد آخر لفيلم بنتين من مصر

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
"بنتين من مصر" .. مرثية المجتمع المصرى Usama Al Shazly Usama Al Shazly 10/10 19 يونيو 2010
بنتين من مصر : عندما تعيش واقعك مرتين بهاء حجازي بهاء حجازي 9/9 25 ديسمبر 2013
بنتين من مصر..ادبحنى يا معلم! Fady Baha'i Seleem Fady Baha'i Seleem 11/15 6 يوليو 2010
فيلم حقيقي يستحق المشاهدة camelia taha camelia taha 6/6 25 يوليو 2008