عسل اسود... عندما تضحك الناس على خيبتها

شاهدت الفيلم اليوم بعد صدوره باسبوع واحد، اعتلى خلاله شباك التذاكر، محطما كل الارقام القياسية. كل هذا برغم الضعف الشديد للاعلان، أو كما يسمى "التريلر".

الفيلم من أول مشهد يدل على ان أحمد حلمي لم يبذل مجهودا كافيا لتجسيد الشخصية، جاء نطقه للكلمات الانجليزية ركيكا، لا تصدر من شخص تربى بالولايات المتحدة، على عكس نطقه للعربية التي كان من المقصود بها ان تكون ركيكة متفرنجة كالتي يتحدثها طلاب المدارس "الانترناشونال" و الجامعات الاجنبية، و حتى تلك لم يفلح فيها، و جاء تكرار استخدام لفظ "شيت" بطريقة زائدة عن الحد، في فيلم كان اغلب مشاهديه من الاطفال و المراهقين، مما سيجعل ذلك اللفظ شيء عادي في اللغة الدارجة بين هؤلاء.

الفيلم، كعادة أفلام أحمد حلمي الأخيرة، به وعظ مباشر و ساذج على غرار "لازم نغسل ايدينا قبل الاكل و بعده و نسمع كلام بابا و ماما"، و العجيب ان الجمهور المصري يعجب بتلك الاعمال، على عكس اقرانه حول العالم الذين يرون ان مثل تلك الاعمال تهين ذكاءهم....

مع كامل احترامي لخالد دياب، الا ان السيناريو كان ضعيفا للغاية، و التسلسل الدرامي للأحداث لم يكن متناغما، لا اعلم كيف تركزت كل المصائب في الثلث الاول من الفيلم، ثم فجأة تحول الفيلم الى ما يشبه "اتش دبور" حتى انني تخيلت ان الفيلم سينتهى على اغنية "جدعان طيبين" لأحمد مكي، كما ان العديد من الاحداث لم تكن منطقية، و تم استخدام بعض الادوات استخداما خاطئا اعطت معنى مخالفا عن المنشود.

كل المشاهدون كانوا يضحكون على المصائب التي يتعرض لها البطل، مع انه كان يجدر بهم ان يصمتوا او يبكوا على خيبتهم.

فاجأني عمر خيرت بالموسيقى التصويرية الراقية، و لكن كما نقول "الحلو مايكملش"، لم تكن درامية، اي لم تكمل الاحداث او تعطي احساسا، الا انها بالفعل سيمفونية راقية.

سامح سليم يثبت كل مرة يقف فيها خلف الكاميرات انه مدير التصوير الواقعي الاول في مصر بالمناصفة مع محسن نصر، و قد كانت الاضاءة بالفعل جميلة بالفيلم.

الأداء التمثيلي للكل كان جيدا جدا، باستثناء أحمد حلمي، و بالاخص ايمى سمير غانم و التي استطاعت ان تضيف الكثير من التفاصيل لشخصيتها و جعلتها الاكثر واقعية و سطوعا، تماما مثل اختها الكبرى في فيلم طير انت.

برغم ان الفيلم حاول التصدي للكثير من الظواهر السلبية في حياتنا، الا انه لم يتطرق ولو من بعيد لانتشار الحجاب الصوري بين الفتيات في مصر، و قد كان من المنطقي ان تكون ايمى او أختا ادوارد محجبات طبقا لتقاليد طبقتهم الاجتماعية و الثقافة العامة المصرية في يومنا هذا.

خالد مرعى مخرج جيد، و مونتير ممتاز، و لكن عندما يجمع بين الاثنين، فانه يخسر عينان ثانيتان كان من الممكن ان يساعدوه على اكتشاف بعض النواقص و تصويبها، و قد كان من الممكن ان يتفادى بعض المونتاج التليفيزيوني الذي ظهر في بعض الاحيان.

و أخيرا رسالة الى خالد مرعي، انا لا اعلم لماذا تصر على اخراج الافلام "الكوميدية"، امثالك في تاريخ السينما المصرية و في جميع انحاء العالم، الذين كانوا مونتيرين متميزين ثم تحولوا الى الاخراج، هم الذين يصنعون الروائع و الافلام القيمة التي يمثلون بها بلادهم في مختلف المهرجانات و المحافل الدولية، و مصر تحتاج بشدة الى مثل هؤلاء الآن، و من وجهة نظري المتواضعة، اما ان تسير في خطى هؤلاء، و اما ان تكتفي بكونك المونتير الاول في مصر، فذلك خير لك.

نقد آخر لفيلم عسل إسود

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
عسل ''حلمى'' المر Usama Al Shazly Usama Al Shazly 12/14 30 مايو 2010
مصر...بعيون مغتربة!! هاني سعد هاني سعد 0/0 30 يونيو 2011
عسل اسود ... مظهر داكن فيه بعض الحلاوه! Ahmed Risha Ahmed Risha 2/3 28 اغسطس 2010
عسل اسود .......... و تغيرات العصر Abdalaziz Ata Abdalaziz Ata 3/4 1 يوليو 2011
حين يصبح واقعنا شيقاً و يستحق المشاهدة Mohammed Saqr Mohammed Saqr 1/2 19 يوليو 2010
جرعة مركزة من العسل المر فريق العمل فريق العمل 4/5 21 يونيو 2010
عسل اسود... عندما تضحك الناس على خيبتها محمد فوزي محمد فوزي 4/11 4 يونيو 2010
عسل اسود عندما تضحك وتتساقط دموعك شجنا ِAyman Mahmoud ِAyman Mahmoud 0/0 21 اغسطس 2011
“عسل إسود”..كوميداء سوداء جدا..عسل مُر، بس طعمه “حلو”! Fady Baha'i Seleem Fady Baha'i Seleem 4/6 18 يوليو 2010
العبقرى حلمى Ahmed Marei Ahmed Marei 5/5 29 يونيو 2011