ساعة و نص...ساعة أن يمتعك الوجع

يقدم السبكية-الاخوان سبكى- كعادتهم كريزة للتورتة فى "ساعة و نص " ؛ معادل كيميائى للمرار الذى يقدمونه طوال العام . فقد اعتادوا كل عام او عامين ان ينتجوا عملا هو اقرب للسينما منه الى الموالد و افراح الحوارى . كما فعلوا فى الفرح و كباريه . اعمال يمتصون بها غضب الغاضبين و سخط الساخطين و يعلنوا و يثبتون من جديد انهم "عارفين بيعملوا ايه " . و هم و الشهادة لله و الحق و الفن عارفين فعلا بيعملوا ايه . فلولا الافلام التى ملأت الارض سخطا و جدلا و استياءا فى العامين المنقضيين لخلت قاعات السينما من الرواد و خلا سجل الانتاج من اى اعمال تذكر وسط الاحجام الفظيع من المنتجين عن انتاج السينما فى هذه الفترة الحرجة . نعود لساعة و نص و الذى هو جرعة عالية من الشجن و الشحتفة و الانسانيات . بعضها شجن نبيل و بعضهاالاخر ندب مبالغ فى وصفه . فالعمل يتناول حادثة "قطار العياط" تلاك المأساة المروّعة الشهيرة التى سقطت بلا حساب و طواها النسيان "من ضمن الهم يا عم " كما طوى مآسى مصرية لا عدد لها و لا حصر . و ان كنت لا ارى سببا منطقيا لاستدعاء هذه الحادثة بالذات وسط كميات لا اول لها ولا اخر من الهموم التى تسيطر على اللحظة الانية و تأخذ عن جدارة لقب "مصيبة الساعة " .. الا اننى استطيع ان اخمّن انها كانت قماشة محتملة و مناسبة لسيناريو المتالق أحمد عبد الله الذى اعتاد جمع اكبر عدد من القصص و الحواديت القصيرة التى تلخص و تحكى هموما مصرية خالصة فى مكان واحد و ظروف واحدة لتقديم رسالة "الهم طايلنى و طايلك " فى اكثر من عمل قبل ذلك . قطار الصعيد كان المكان ..و الرحلة ذاتها كانت الزمان .. و اما عن الشخوص و الحواديت فقد كانوا كثيرين ..كثيرين جدا حقا هذه المرة . لدرجة اربكتنى و فصلت انتباهى فى بعض الاوقات ؛الا اننى رغم ذلك لم استطع ان امنع استمتاعى بجرعة شديدة الوجع و الامتاع من الانسانيات و الدموع غير المباشرة . هى قصص مكررة و هموم معروفة و حواديت صرنا نخمّن نهاياتها قبل ان تبدأ الا ان هناك ممثلين حملوا على عاتقهم نقلها لنا باجتهاد واضح و محاولات تستحق التقدير فى اظهارها بشكل صادق و حميم . حيث حرص كل من شارك فى العمل بلا استثناء ان تكون مشاهده هى الافضل و ان يترك او تترك علامة واضحة وسط المنافسة المحتدمة بين عدد مهول من الشخصيات و الابعاد و الحكايات . الا انه و على الرغم من الاجتهاد الجلىّ فى الملابس و الديكور و الاحتراف الاخراجى و اداء الممثلين الشباب . الا ان كثير منهم جاء اداؤه اقل من الاخرين بدرجات ملحوظة ..و بدا انفعاليا و مبالغا فيه فى اكثر من موضع .. مثل محمد امام و سمية الخشاب و ايتن عامر ..التنى لم تقنعنى كأم و ربة منزل تعانى ضائقة ماليه كما لم تقنعنى "الخيارة " التى استمرت فى قضمها فى تصنع للتلقائية طوال مشهدها مع امها . جاء "احمد السعدنى "عفويا و محببا و قريبا على القلب للغاية و كان صادقا حتى الالم فى كل مرة ظهر فيها على الشاشة . لا اعلم لماذا لم يستقر "ماجد الكدوانى " بقلبى هذه المرة ككل ادواره السابقة .. فقد شعرت- للمرة الاولى فى تاريخ اعماله التى احبها و افضلها جميعا بلا استثناء – انه يفتعل و انه غير متوحد مع تلك الشخصية التى قدمها "بلا اسم " . هى المرة الاولى التى اشعر بهذا مع الكدوانى و كلى يقين انها الاخيرة . فماجد كنز تمثيلى بلا ادنى مبالغة .هى المرة الاولى التى لم يجتاحنى صدقه..و هى الاخيرة اعلم جيدا . احمد الفيشاوى و سوسن بدر و احمد عزمى لم يقدموا جديدا فى رأيى المتواضع . و قد تكون المساحة هى من ظلمتهم . الكبير "أحمدبدير" و النون "كريمة مختار" كانا رمانة الميزان و دائرة الهدوء وسط صخب الشباب . حيث سربا الى المتلقى كما غير هيّن من الدفء و الاتزان و القدرة على التوصيل بلا تكلف. اياد نصّار: الله عليه ..و كفى به روعة ان اصدق مصريته أكثر من مصريين كثيرين . كريم م عبد العزيز : باهر و هادىء و رقيق و محدد كما عهدته . طارق عبد العزيز : ذلك المبهج!! الذى يخبو كثيرا لنبتسم من القلب مع اول ظهور له . هالة فاخر: مبالغة شديدة بلا روح و لا مبرر ولا صدق خصمت الكثير من رصيد الحنان الذى اشعت به طوال رمضان فى" خرم ابرة ". الاسماء فى العمل حقاً كثيرة . تحية واجبة للسيناريست المتميز الذى حفظها و حافظ عليها جميعا "أحمد عبد الله" . لكننى كذلك كنت اتمنى قصصاً أقل بتركيز أكبر و مشاعر أعمق .فبعض القصص مثل الشاب الذى تربّى بالسويد و يقتاده الشاويش الى القسم-ولم افهم جيدا لما يستقل به القطار –لأنه قبل صديقته الاجنبية بالشارع .شعرت ان هذه القصة جاءت سطحية و بلا مجهود من كافة اطرافها . و كذلك الشاب المرتجف الخائف من السرقة و الذى ادّى دوره باجادة كبيرة الموهبة الواعدة "عمر مصطفى متولى " . و بعض القصص الاخرى التى رأيت كمشاهد انها استهلكت وقتأ بغير ذى نفع كان من الممكن ان يٌستغل فى زيادة عمق بعض الحكايات الاخرى او زيادة عمقها نفسها مع الاستغناء عن بعض الحكايات الاخرى . و على الرغم من الملاحظات الصغيرة الا ان المتعة لم تنتفى و لم يخذلنى "وائل احسان" على الاطلاق ..و امتعنى كثيرا احساسه بالايقاع و الهارمونى بين شخصياته و مشاهده و حركة كاميرته الرشيقة . كما احببت تفاصيل المشاهد جدا كمشهد سمية الخشاب تغسل الاطباق "الصاخ" على "طرمبة " مياه على الطريق امام منزلها بينما تتحدث فى" المحمول "فى تناقض اقتصادى مصرى اصلى نعرفه جميعاً. و كذلك النقل الدقيق لتعابير المبدع ذو الالف وجه "فتحى عبد الوهاب "الذى كان من ضمن الاسماء المحدودة التى تحدت صغر حجم الدور و مساحته الزمنية و اظهرت روحها بوضوح فى جميع مشاهده مع يسرا اللوزى التى اجتهدت كثيرا لتصدّر شخصية الفتاة الريفية المقموعة ذات الطموح البعيد. كذلك ابدع وائل احسان فى مشهد النهاية الذى جاء كصرخة مدويّة خرجت من قلوب كل مشاهدى العمل قبل حناجر ركاب القطار المفزوعين .؛ و جاء مشهد الوشوك على الدمار برمزية واضحة لما تمر به المحروسة الان من تخبط و ضبابية مستقبلية . لازالت "استرها معانا يا رب" التى صرخت بها الدافئة العظيمة كريمة مختار ترن فى اذنى حتى الان متمنية و مبتهلة الى الله لى و لمصر و لكم ...استرها معانا يا رب .

نقد آخر لفيلم ساعة ونص

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
خلطه السبكى الجديده اروع فريق العمل فريق العمل 7/7 15 اكتوبر 2012
ساعة ونص الا خمسة mohamed Hamed mohamed Hamed 5/5 15 اكتوبر 2012
ساعة و نص...ساعة أن يمتعك الوجع منة الله عبيد منة الله عبيد 5/7 2 نوفمبر 2012
قمه Amr Elsyoufi Amr Elsyoufi 5/5 29 اكتوبر 2012
سؤال مهم في الاحداث يطرحه الفيلم هشام مجدي هشام مجدي 12/12 15 اكتوبر 2012
فيلم مصري من نوع خاص د.صلاح الغريب د.صلاح الغريب 1/1 11 ابريل 2020