تدور الأحداث في صعيد مصر حيث تعيش (روح) الفتاة الصعيدية التي لها اتصال بعالم الجن والشياطين، وتقوم عن طريق السحر بخلق العديد من المشاكل والتوترات بين أهالي القرية.
تسقط الطفلة روح داخل مقبرة وتفقد الوعي وتتعرض لمس من عالم الجن، ويخطط منصور للزواج على بدرية زوجته بسبب عدم إنجابها البنين له، وتكتشف بدرية الأمر فتصاب بالشلل.
تدور الأحداث في صعيد مصر حيث تعيش (روح) الفتاة الصعيدية التي لها اتصال بعالم الجن والشياطين، وتقوم عن طريق السحر بخلق العديد من المشاكل والتوترات بين أهالي القرية.
المزيدمن المعروف أن كتابة قصص الخيال والرعب تُعد من أصعب أنواع الكتابة، خصوصًا في السينما والدراما المصرية التي تعاني من نقص واضح في هذا المجال. فهذه النوعية من الأعمال تتطلب جرأة فنية، قدرة إبداعية عالية، ميزانية ضخمة، وتقنيات حديثة تشمل خدعًا بصرية وصوتية لإقناع المشاهد، وهي عوامل لم تكن متوفرة أو متاحة بشكل كافٍ في الدراما المصرية، مما أدى إلى قلة الأعمال الناجحة في هذا المضمار. إذا نظرنا إلى تاريخ السينما المصرية، فإن الأعمال التي تناولت الرعب والخيال لا تتجاوز أصابع اليد، منها أفلام مثل "سفير...اقرأ المزيد جهنم" (1945)، "الإنس والجن"، "استغاثة من عالم آخر" (1985)، و"التعويذة"، وهذه الأعمال حققت نجاحات محدودة سواء على الصعيد الجماهيري أو النقدي. وفي هذا السياق، جاء مسلسل "ساحرة الجنوب"، الذي رُوج له كأول مسلسل رعب مصري، وعُرض حصريًا على قنوات مشفرة ثم على قنوات MBC وMBC مصر، وسط توقعات بتجاوب واسع ونسب مشاهدة مرتفعة. لكن هل استطاع المسلسل أن يحقق هذه التوقعات بعد عرض الجزء الأول؟ الحقيقة كانت مخيبة للآمال فرغم كثرة الانتقادات الساخرة والتعليقات اللاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي سخرت من وصف المسلسل كـ"أول دراما رعب مصرية"، متنسيا مسلسل (أبواب الخوف)، ورغم تحذيرات الشركة المنتجة من مشاهدة الأطفال له، لا يزال المخرج أكرم فريد مصرًا على تصوير جزء ثالث، مؤكدًا عبر صفحته على فيسبوك ثقته في تحقيق العمل نجاحًا كبيرًا، وامتدح أداء البطلة حورية فرغلي التي جسدت شخصية "روح" ببراعة حسب قوله. يحكي المسلسل قصة فتاة من الصعيد تُدعى روح (حورية فرغلي)، تتلبسها روح شريرة بعدما تسقط طفلة في مقبرة دجال، لتبدأ قدراتها الخارقة في الظهور، مثل تحريك الأشياء، إشعال النيران، وامتلاك قوى خارقة غريبة، ما يُغيّر حياتها تمامًا. عادةً ما أبدأ بذكر إيجابيات أي عمل فني تكريمًا للمجهود المبذول، لكن مع "ساحرة الجنوب" لم أجد أي نقاط قوة تذكر على المستوى الكتابي أو التنفيذي. رغم محاولات الكاتبة سماح الحريري إدخال قضايا اجتماعية متنوعة لجعل المسلسل أكثر عمقًا، مثل التصورات الشعبية عن الأرواح والجن، وطموحها لاستعراض علاقات إنسانية محفوفة بالطمع والانتقام، مع خط رومانسي بسيط بين البطلة والبطل، إلا أن كل هذه المحاولات جاءت ضعيفة وبلا حبكة متماسكة، مع غياب التفسير المنطقي لمعتقدات الناس وخرافاتهم، وتركيز مبالغ فيه على صور نمطية مثل غيرة النساء، وأحقاد الضرائر، ورغبة إنجاب الذكور، والانتقام، دون تطوير درامي جاد. وعلى صعيد الإخراج، لم يرق المسلسل لمستوى الأعمال الرعب التي يتوقعها الجمهور، فقد بدا العمل كما لو أنه مجرد تكرار لمشاهد تقليدية: اشتعال نيران في البيوت، نوافذ تُفتح وتُغلق وحدها، سقوط أشياء، صوت الرياح، نزول دماء من عيني البطلة... كل ذلك مع تكرار مستفز للأحداث وكأنها تدور في حلقة مفرغة. أما الزوايا التصويرية كانت تقليدية وسهلة، والإيقاع بطيء بشكل أضر بالتشويق، مما يدل على ضعف جودة التنفيذ الفني. أما الأداء التمثيلي، فكان دون المستوى، خصوصًا من حورية فرغلي التي قدمت أداءً باهتًا، يفتقر للحيوية والتعبير الواقعي، مع نظرات وجه وشهقات اعتُبرت أحيانًا كوميدية وساخرة أكثر من كونها تعبيرًا عن رعب أو ذعر، مما أفقد المشاهد أي قدرة على التصديق أو الانغماس في القصة. في النهاية لا شك أن المخرج أكرم فريد تجرأ على المغامرة في تقديم عمل خيالي ورعب في بيئة لا تزال تفتقد الكثير من الدعم الفني والكتابي في هذا المجال، ولكن مع ذلك، من حق الجمهور أن يطالب بعدم استمرار إنتاج أجزاء جديدة من مسلسل "ساحرة الجنوب" بنفس المستوى الضعيف، الذي لا يرقى لتطلعات المشاهدين ولا يضيف جديدًا إلى تاريخ الدراما المصرية في صنف الرعب.