إفرست كارثة طبيعة مفتقدة المشاعر

قصة حقيقة وقعت عام 1996، وراح ضحيتها 8 أشخاص، رحلة شاقة هدفها تسلق أعلى القمم على الإطلاق، حيث جبل إفرست. ومع وصولهم الى قمة الجبل يدركون أن طريق العودة ليس بتلك السهولة التي صعدوا بها.... مبدئيا يعتبر الفيلم من أفلام السير الذاتية، وينضم أيضا لأفلام الكوارث الطبيعية؛ لحدوث عاصفة تلجية مدمرة أودت بحياة بعض أبطال القصة، وأيضا يمثل الصراع القائم بين البشر والطبيعة. ولكن جاء السيناريو والحوار الذي وضعه (سيمون بيوفوي، و ليم دوبس) ممل إلى حد كبير، والأحداث بطيئة ولا تتناسب مع نوعية تلك الأفلام التي تتطلب تشويق وإثارة أكثر وسرعة في الأحداث، فما يقرب من ساعة وربع تقريبا من مدة الفيلم حديث بين الأبطال، والأسباب والدوافع التي دفعت بهم للقيام بمثل هذه الرحلة الخطرة، وتفاصيل لا داعي لها بدأت بمشهد المطار والتعرف على أهالي وذوي المتسلقين، ثم الاستعداد لمهمة التسلق والتدريب عليها، والتي تتطلب ستة أسابيع، والفحص الطبي، ثم مرحلة الصعود والتي لم تتعدى مشاهدها الـ 15 دقيقة تقريبا، و اعتقد إذا حذفت تلك المشاهد لن تضر بسرد الأحداث ، وكان أولى اختصار مدة الفيلم لساعة ونصف بدل ساعتين. والتي كانت سببا في افتقاد الكثير من العواطف والمشاعر التي تتنامى مع مشاهدة مثل تلك الأفلام بدأت المشاهد في التصاعد مع النصف ساعة الأخيرة تقريبا من الفيلم، ومع لحظة الاستعداد للنزول من قمة الجبل، حيث التعرض لعاصفة تلجية شديدة لم تكن في الحسبان ، وموت الأبطال الواحد تلو الأخر

بالرغم من أن الفيلم تم تصويره في نيبال، وبعض الأجزاء في جبال الألب في إيطاليا، والبعض الأخر في اﻹستوديو إلى أن قدرة المخرج (: بلتازار كورماكور) تجلت في تصوير مجموعة من المشاهد الخلابة، والتي قدمت بشكل رائع يدل على براعة وحرفية وبدت كأنها مشاهد حقيقة صورت بالفعل أعلى جبل إفرست، وبدات لحظة الهبوط كأنها بث مباشر لما يحدث، وكأن الأبطال يتعرضون لموجة سقيع حقيقية أيضا المؤثرات الصوتية والتي كانت من أفضل الأشياء التي تحسب للمخرج، وصوت العواصف، والرياح العاتية.

وقد ضم الفيلم طاقم فني هائل من الممثلين والعناصر الفنية الرائعة، وكان ذلك السبب في زيادة أهميته، ولكن بعض الشخصيات لم تكن مقنعة في أدائها، أو تقمصها للشخصية، بل كان ظهورها ليس بالأمر الضروري، فضم كلُ من (جايسون كلارك، جون هوكس، جوش برولين، وجيك جيلنهال،،، وغيرهم) ولم يكن دور جيلنهال مؤثرا بالدرجة التي تدفع بالفيلم ليكن ضمن قائمة الأفلام الناجحة التي قدمها جاك مؤخرا، وكانت سببا في ترشحه للأوسكار، ولم تكن مساحة شخصيته بالمساحة المتوقعة، وجاء ع العكس تماما دور الممثل جايسون كلارك الذي قدم شخصية روب قائد الفريق ومنظم الرحلة، وقد استطاع أن يقدمه بشكل جيد.

أما العنصر النسائي فجاء اختياره أيضا أعلى من سقف التوقعات فضم (إميلي واتسون، كيرا نايتلي، وروبن رايت) في أدوار لم تتعدى ممثلين لإجراء مكالمات هاتفية، ومشاهد ضعيفة، اعتقد أنه أذا قامت بها أي ممثلة لن تؤثر في أحداث الفيلم. بالزيادة او النقصان. من المعروف أن أفلام الكوارث الطبيعية دائما ماتكون مرتفعة التكاليف، ومحققة إيرادات عالية، وبالفعل فقد بلغت ميزانية (إيفرست) حوالي 55 مليون دولار أمريكي، إلا أنه جاء مخيب للأمال على مستوى الإيرادات، والتي لم تتعدى حتى نهاية سبتمبر 2015 24 مليون دولار أمريكي، وحصل على تقييم إيجابي متوسط على الكثير من المواقع الأجنبية. الفيلم لا يستحق أكثر من 6/10 على الأكثر في رأي الشخصي، وأنصح بمشاهدته بمباشرة شخص بالغ لاحتوائه على بعض المشاهد القابضة نوعا ما.

نقد آخر لفيلم Everest

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
إفرست كارثة طبيعة مفتقدة المشاعر دعاء أبو الضياء دعاء أبو الضياء 1/2 29 سبتمبر 2015