كبت وحرمان وغيرة

بعيدا عن تصوير حالات وقضايا المشاهدين والجماهير والكثير من السيناريوهات في تقديم اشكال سينمائية تبهر المشاهد التي امتاز بها يوسف شاهين في اعماله ، او تقديم صور تلمس حياته الشخصية بشكل كبير مثل افلامه (حدوتة مصرية – اسكندرية نيويورك) ، او صور لأعمال خارجية ورؤية اروبية اكثر من الرؤى المصرية التي عبر عنها اكثر مخرجي عصره وحتى عندما قدم فيلم (ابن النيل) وصراع في الوادي والتي عبرت إلى حد كبيرعن اوضاع اجتماعية حقيقة كانت بمثابة اعمال حاول بها الخروج من تلك الدائرة التي وضع فيها نفسه ، إلا انني وجدت في فيلم (باب الحديد) حالة جديدة ع اعماله حالة تعبر عن شخصية الكبت والحرمان بداخل كلا منا ، فتصويره للحياة المهنية للشخصيات حاملي الامتعة داخل محطة مصر وما يلاقوه من صراعات تنشب بينهم كان بمثابة حقيقة واقعية اخذك إليها عندما حرص على التصوير في الاماكن الحقيقية لتلك الاحداث ، وحاول من خلال ذلك تقديم فكرته عن قضايا العمال وما يتعرضون له في تلك الحقبة الزمنية ، وكانت شخصية قناوي بكل ماتحمل من حرمان وعدم اتزان عقلي موضحا الاثارة الجنسية التي تعرض لها قناوي من قبل هنومة تلك الفتاة الفقيرة التي لا تجد ولا تملك إلا جمالها ودلالها ويتهافت عليها الرجال فتشفق على قناوي لكنها تنوي الزواج بآخر وعندما تبدأ هنومه في الاستعداد للزواج يقتلها قناوي الذي قام يوسف شاهين بتأدية دوره ببراعة واخراجه لمثل تلك الشخصية المعقدة نفسيا واللقطات التي خلقت مواقف متتابعة ومثيرة تشد انبتاه المشاهد وتجعله متشوقا إلى معرفة اللقطة الثانية والنهائية