هاري بوتر و مقدسات الموت ... و إلزامية موت هاري بوتر

لماذا ؟ هذا هو السؤال الذي سيفز إلى ذهنك عند مشاهدتك لفيلم هاري بوتر الجديد . و السؤال هنا هو ليس لماذا انهت الكاتبة رولينج سلسلة الأفلام هذه فهذا شأن حاص بها , لكن السؤال لماذا أنهته بهذه الطريقة ؟ فشتان بين إنهاء أغاثا كريستي لهيركيول بوارو أو إنهاء كونان دويل لشارلوك هولمز و بين إنهاء رولينج لهاري بوتر , فما فعلته هو أقرب لقتله و ليس إنهائه , و ستشعر طوال الفيلم بهذا , فمن شخصيات تم تغيير تصرفتها لتلائم النهاية , إلى الكثير من المشاهد المفتعلة بسذاجة من أجل أن تنجح الكاتبة في قتل هاري بوتر , عذرا أقصد إنهائه . قد يكون الفيلم قد تجاوز حاجز المليار دولار في الأيرادات , لكن هذا بالتأكيد لأن ها هو الجزء الأخير من اشهر سلسلة أفلام في التاريخ , فلو نقدنا الفيلم بشكل متصل مع أجزائه السابقة للقي نقدا لاذعا لأنه يعتبر بلا شك الأسوء , و لو نقد كفيلم منفصل ( كما حدث مع الجزء الثامن الذي نقد بشكل منفصل بسبب ظهور فولدمورت لأول مرة ) فسوف يلق الفيلم نقد شديدا جدا لأنه رديء و ضعيف جدا من حيث السيناريو و الإخراج و التمثيل و كل شيء . دانيال رادكليف دفع ثمن إصرار الكاتبة على ذبح الشخصية من الوريد إلى الوريد ففقد أهم ما كان يميز أداءه في الأجزاء السابقة و هي التلقائية , حيث ظهر طوال الفيلم بمبالغة في أداءه و تطلف زائد . إيما واتسون هي الأخرى فشلت في أن تقدم وداعا مميزا لجمهورها و جمهور الفيلم , فرغم ظهورها بمظهر رائع , إلا أن إهتمامها بشكلها أنساها التمثيل فظهرت بأداء هو الأسوء في تاريخها . روبرت جرينت الذي كان فاكهة الفيلم في الأجزاء السابقة هو أكثر من تأذى من الكاتبة السفاحة فحولته من شخصية جبانة و خفيفة الظل إلى بطل مغاور و شخص عابس طوال الوقت , كل هذا لكي لا تبقي أملا بعودة هاري بوتر إلى الحياة . و يبقى أفضل من أدى في هذا الفيلم هو رالف فينيس ( فولدمورت ) الذي حاول أن يخفي عيوب الشخصية , و نجح في هذا بشكل جزئ . الاخراج كان في أسوء حالاته و قدم المخرج ديفيد ياتس درسا في كيفية إفشال الفيلم . خلاصة القول أن الكاتبة ( بقدراتها السحرية ) دفعت كل العاملين في الفيلم لتنفيذ مخططها لقتل هاري بوتر الذي رفض إلا أن ينتهي بمشهد أعتبره شخصيا من أسوء المشاهد في تاريخ السينما الأمريكية . وداعا هاري بوتر , لم يكن بإمكان البقاء بعد أن تكاتفت كل الجهود لقتلك