و هلأ لوين يا عرب

ربما كانت لبنان بعبدة عن الحراك السياسي فى الوطن العدبى عام ٢٠١١ إلا آن التجربة اللبنانية الثرية من آواسط السبعينات لكل الثورات العربية و الدول التى تشهد هذه الحالة من المراهقة السيايسية لمرحلة ما بعد الثورات . ربما كنت من الرافضين للأشكال المباشرة فى السينما فى عرض المشكلات و خاصة مشكلة الطائفية التى شهدت تنويعات كثيرة أخرها الفيلم المصرى حسن و مرقص الذى عرض الموضوع بسذاجة مفرطة يحسد عليها صناعة ، لكن المباشرة فى فيلم نادين لبكى كانت هى المفتاح السحرى للوصول بعد أبعد بكثير مما تم عرضه . لا أدرى هل توقيت ظهور الفيلم جاء بمحض الصدفة أم روعى بذكاء أختيارة ، و هو إن كان يحمل بشكل مباشر فكرة الطائفية الدينية إلا أنه يحمل رسالة لكل أشكال الفتن و التصنيفات سواء السياسية أو الايدلوجية و بالتأكيد الدينية التى حملتها رياح ما بعد الثورات بدءاً من مصر نهاية بكافة الدول التى نالت و ستنال الحريات خلال هذا العقد من الألفية الثالثة . نجحت نادين فى خلق صورة أشبة بلوحات متحركة خاصة فى مشاهد بداية و نهاية الفيلم ، مع مراعاة للتكوينات اللونية التى حملت دوراً كبيراً فى توصيل جزءاً كبيراً من رسالة الفيلم ، كما كانت فكرة البطولة الجماعية لستة بطلات متفاوتى العمر و بالطبع الديانة حيث كان ظهور تلك المجموعة مجتمعة فى أكثر من نصف مشاهد الفيلم التأثير الأقوى لتحقيق هدافة . تحية جديدة لنادين لبكى و للمرة الثالثة التى نجحت فى خلق هذا العالم الخاص بسينما نادين لبكى النسائية جداً لتكون مدرسة متخصصة فى عالم السينما النسائية .