وظلت المخاوف دون حل

مع المشهد الأول لفيلم (انفصال نادر وسيمين) يبدو أن هناك خط درامي واحد تتمحور حوله قصة الفيلم يكمن في انفصال نادر عن زوجته سيمين وطلبها الطلاق ولكن سرعان ما يظهر خط ثاني في اتجاه مخالف كليا عن الخط الأول حيث قضية نادر والسيدة (رازية) التي يتهم بإجهاضها ، وبالرغم من أن عنوان الفيلم يشير إلى قضية واحدة وهي الانفصال والطلاق إلا أنه يسلط الضوء على بعد إنساني قوي وهو الخوف عارضا ثلاث أشكال له من خلال خوف نادر على والده وابنته وخوف سيمين على حياتها واعتقادها بأنها مضغوطة داخل هذه البلد وخوف السيدة رازية من عقاب الله ....تبدأ قصة الفيلم حيث سيمين (ليلى حاتمي ) ورغبتها في إيجاد حياة أفضل لها ولابنتها من خلال عملها بالخارج فتحاول إقناع زوجها نادر (بيمان مؤدي ) بسفرهما إلا أنه يرفض متعللا برعايته لوالده المسن وهنا تطلب سيمين الطلاق وتترك المنزل ويضطر نادر للجوء إلى رازية (سارة بيات) للرعاية والده المسن ....تتوالى الأحداث حيث يقع شجار بين نادر ورازيه حول تركها لوالده وحيدا فيطلب منها الانصراف ويدفعها خارج منزله ثم يفاجأ برفع قضية ضده تتهمه فيها بإجهاضها ....نرى أن أحداث قضية نادر ورازية تستحوذ على أغلب مشاهد الفيلم التي يتم من خلالها عرض خطوط الخوف بشكل أوسع ..يتم الإشارة من خلال الأحداث إلى رفع شعار الدين بالرغم من أن شخصيات الفيلم تكذب وتدعي غير الحقيقة أملا في إنقاذ ذاتها أولا ...هناك أيضا عرض لفكرة كيفية التربية وخاصة لمن هم في سن المراهقة من خلال الأخذ في الاعتبار دائما عدم التحدث في بعض الأمور أمامهم والتأكيد على إخبارهم بالحقيقة ....سلسلة كبيرة من الأمور الهامة والمواضيع ذو الحساسية البالغة عرضها الفيلم بشكل جيد كان منها الولاء للأسرة والحب والذاتية والخوف من الله وممارسة القمع والقهر ومع كل هذا جعل المخرج (أصغر فرهادي ) الجمهور دائما في مكان القاضي وترك الأمر لحكمهم ، وهنا تجلت براعة وعبقرية المخرج في جعل التعاطف مع جميع الشخصيات متساوي ليستحق أن يضم إلى قائمة أفضل الأعمال الإيرانية التي قدمت على الإطلاق