فشل ذريع لمحمد سعد في فيلم كركر

رغم اعتراض الكثير عليه, و اعتبار ما يقدمه بعيد كل البعد عن الفن, الا انني لا استطيع ان انكر باني من المعجبين به , فبغض النظر عن غياب القصة و الاحداث و البناء الدرامي عن افلامه , الا انه قد تمكن من انتزاع الضحكات من قلوب الملايين في افلام الليمبي و اللي بالي بالك و عوكل و بوحة رافعا شعار للضحك فقط , و هو ما أهله لتحقيق ايرادت بالملايين ليتحول الى ظاهرة فنية شغلت خبراء السينما الذين اصبحت توقعاتهم بانتهاء هذه المرحلة قاب قوسين او ادنى من التحقق..

من فيلم كركر

لم يفهم سعد الرسالة التي ارسلها اليه الجمهور بعد مشاهدة فيلم كتكوت , و وضع كل لوم تقهقره للمركز الثاني في مراثون مبيعات صيف 2006 على شماعة تاريخ العرض المتأخر , و لهذا لم يستوعب بأن الناس قد ملت الشخصيات الكاريكاتيرية اللمبيوية التي يصر على تقديمها , كما انها ملت من مشاهدة قدراته على هز وسطه بدون مبرر خلال احداث الفيلم. و لهذا جاء فيلم كركر كجزء لا يتجزأ من سلسلة اعمال سعد , مع اختلاف بسيط , الا و هو اعلان افلاس سعد رسميا عن اي جديد يقدمه , مما دفعه الى رفع نسبة المبالغة في اداء الشخصيات العبيطة التي يقدمها , اضافة رفع حصة الرقص و هز الوسط في الفيلم الى ما يزيد عن ربع الاحداث في الفيلم , اما الجديد عند سعد في هذا الفيلم , فهو الطرح الجريء و الذي يصل الى حد السوقية لالفاظ و تلميحات جنسية تعتبر خادشة لحياء اي اسرة محافظة قد تشاهد الفيلم.

لقد اتخذ سعد من مبدأ- ليس على المجنون حرج – مبررا يسمح لشخصية كركر الحديث في اي موضوع او حوار خارج , لدرجة انه اعلن عن رغباته طوال احداث الفيلم مطلقا عبارة ( انام معاها ) عشرات المرات.. اضافة الى مشهد ليلة الدخلة على زوجتيه اوشين ( ياسمين عبد العزيز ) و رضا ( سعد في دور المنحرفه ) و الذي لم يتوارى سعد خلاله عن التعبير بصورة سوقية و مقززة عن وصوله الى قمة الرغبة بعد ابتلاع علبة فياغرا كاملة قدمها له عمه ( حسن حسني ) و الذي كان سينول حصته من رغبة كركر الجامحة في مشهد من اسوء المشاهد على الاطلاق فنيا و موضوعيا. اضف الى ذلك , شخصية رضا المنحرفة , و رضا هو ابن عمة كركر , و الذي اقنعته والدته ( رجاء الجداوي ) بأن ينتحل شخصية فتاة كي يتجوزها كركر المجنون بناء على وصية والده المتوفي كي يسيطروا على الثروة الطائلة التي ورثها كركر. و في هذه الشخصية , اطلق سعد لنفسه العنان للمبالغة في اداء دور المرأة المنحرفة و التي تحاول ان تستقطب من حولها بأداء حركات اغرائية لا يمكن وصفها الا انها كانت افشل محاولات سعد لاضحاك الجمهور خلال احداث الفيلم.. ذلك لما تحمله الشخصية من ابعاد اقرب ما تكون الى شخصية المخنثين , المرفوضين اجتماعيا و دينيا في نجتمعاتنا العربية المحافظة.

ملصق الفيلم

و السؤال الذي شغل بالي بعد مشاهدة هذا الفيلم هو : اذا كان سعد قد افلس و بدأ يتخبط , اين باقي القائمين على الفيلم , اين كان المخرج علي رجب الذي امتلأت احداث الفيلم بالأخطاء الاخراجية من تسلسل و ربط درامي ,مرورا باخطاء في تقطيع المشاهد , وصولا الى اخطاء تداخل في زوايا الكاميرا بصورة يخجل طلاب السنة الاولى من تقديمها؟! اين كان المنتج محمد السبكي عندما تم تصوير مشاهد من الواضح ان الرقابة قد قامت بحذف معظمها , مما سبب هذا الخلل الواضح في تسلسل المشاهد التي جائت متداخلة مما ادى الى وجود قفزات في الموسيقى التصويرية المتقطعة , , الم يدرك بأن مشاهد البحر و مشاهد الملاهي لم يكن لها لا ضروريات درامية و لا جمالية للفيلم. أين كانت شخصية الكاتب احمد عبدالله و هو يكتب ما يمليه عليه سعد من مواقف و نكات مصطنعة و هزيلة جعلت القصة و السناريو نموذج لأسوأ ما يمكن ان تقدمه السينما.. كيف قبلت الفنانة ياسمين عبد العزيز ان تشارك في هذا المولد بعد الخبرة التي حصلت عليها من مشاركتها في افلام كان معظمها جيد الصنع ؟؟! و اللوم الاكبر على القدير حسن حسني , و هو رفيق درب سعد في سلسلة نجاحاته منذ البدايه , الم يستشعر من خبرته المديدة بأن هناك خلل ما يجري , الم يرى المبالغة الغير مبررة في اداء سعد الذي قضى احداث الفيلم و هو يصرخ و يرقص و يعك , الم يرى الخلل في السيناريو , و خاصة عند التحول اللا منطقي في شخصية البنت الانتهازية النصابة ( ياسمين عبد العزيز ) , و التي أحبت المجنون لشخصه لا لماله ؟؟؟؟!!!! كركر.. كباقي افلام سعد , تدور الاحداث حول شخصية سعد , الا ان سعد هذه المرة قرر ان يحتكر كل المشاهد باربع شخصيات و لم يكن موفق فيها هذه المرة. الفبلم قائم على قدرة سعد على اضحاك الجمهور الا ان سعد عجز عن ذلك هذه المرة. و كنهاية كل افلام سعد , يتحول البطل العبيط الى حكيم زمانه و يبدأ بأعطاء المواعظ بأداء درامي يحاول فيه سعد اثبات انه قادر على اداء المشاهد الجادة , الا ان سعد هذه المرة اراد ان يطيل من حصة المشهد الدرامي الاخير هذا بأن اضاف اغنية درامية بعنوان ( طز ) , و لن أتوقف عند اسم الاغنية هنا , لان ما ادهشني هنا اكثر من اسم الأغنية هو اصرار سعد على هز وسطه خلال هذه الاغنية ايضا رغم ان الحالة التي كان المشهد يعبر عنها هي انهيار نفسي و عاطفي من غدر اقرب الناس..!!!! و السؤال هنا , هل يعتبر هذا الفيلم كبوة جواد جامح في عالم الكوميديا , او ان الحظ الذي خدم سعد في القفز من المجهول الى المقدمة بسرعة البرق قد تخلى عنه الأن؟؟