فيلم الفيل الأزرق: ٥ أختلافات بين الرواية و الفيلم

رواية الفيل الأزرق لأحمد مراد هي أكثر الكتب قراءة بين المصريين منذ رواية عمارة يعقوبيان. قام المخرج مروان حامد بتحويلها إلي عمل هوليويدي رائع محققا متعة للمشاهد علي مدار ثلاثة ساعات من الأثارة و الشغف و الخوف في بعد الأحيان، الفيلم جيد جدا كعمل فني و أستمتعت به شخصيا. ميزانية الفيلم تجاوزت ٣،٥ مليون دولار و أنعكست هذه الميزانية علي كافة عناصر الفيلم من تصوير ، ديكورات، موسيقي تصويرية، صوت و جرافيكس و جعلته عمل متكامل العناصر، كل هذه العوامل سوف تجعل الفيلم من أفضل أنتاجات السينما المصرية منذ عقود.

لم أستطع منع نفسي من المقارنة بين خمسمائة صفحة من الأثارة كتبها أحمد مراد بثلاثة ساعات من العرض علي شاشة السينما و التي تبدو للوهلة الأولي مقارنة غير متكافئة في صالح الكتاب، ولكن بعد مشاهدة الفيلم أستطيع القول أن الفيلم نجح في تقديم القصة بشكل جيد و لكنه أغفل بعض العناصر و الخطوط الرئيسية في الكتاب و التي جعلت تقييم الفيلم من وجهة نظري ٧ درجات بدلا من ٩ درجات.

قائمة الأختلافات بين رواية الفيل الأزرق للروائي أحمد مراد و فيلم الفيل الأزرق لمروان حامد:

١ - الخط الرئيسي للرواية مختلف عن الفيلم: الخط الرئيسي للفيلم هو قصة حب قديمة بين يحيي و لبني تعود للظهور من جديد بعد سنوات طويلة، كعادة الأفلام المصرية قصة الحب هي الأساس و باقي الأحداث هي أشياء جانبية و قصص خلفية للفيلم. في الرواية، لبني ليست أكثر من وسيط يستخدمه نائل للحصول علي ابن من خلال احتلال جسد يحيي و الذي يمثل المضيف بعد ان اصبح جسد شريف عديم الجدوي بالنسبة له، و هذا يفسر طوال الاحداث أسباب أغواء نائل ليحيي و دفعه للجموح بعلاقته مع لبني حتي يحقق هدفه فكلامه مع يحيي طوال الفيلم لم يكن من باب التسلية و تضييع الوقت.

٢ - القصة تحمل ٣ منعطفات للأحداث في حين يحمل الفيلم منعطف واحد: القصة تحمل اولا منعطف أحتمالية أزدواج شخصية يحيي علي طريقة فيلم "فايت كلوب" و التي يشاهد فيها يحيي نفسه علي كاميرات الغرفة و هو يتحث مع شخص لا وجود له و ثانيا منعطف ما وراء الطبيعية و عالم الغيبيات و ثالثا منعطف النهاية و التي يحدث فيها اشياء غير متوقعة و مفاجئة. أما الفيلم فيحمل فقط منعطف التحول من نظرية المرض النفسي لما وراء الطبيعة.

٣ - أختفاء دور الجارة من الفيلم و انحسار أدوار عوني و الخادمة الأفريقية: هذا قد يكون مفهوم في تغيير سيناريو الفيلم عن القصة و أن الفيلم يحمل نهاية سعيدة

يقول أحمد مراد عن روايته

في الفصول الأخيرة للرواية عدت مرة أخرى إلى علاقات دخلها البطل مع شخصيات كنا قد نسيناها، مثل شخصية عونى والخادمة الأفريقية والجارة،فقد كنت أريد للقارئ أن يسترخى تماما وأن ينتظر كلمة النهاية التى يظنها، قبل أن يفاجأ بضربة غير متوقعة تقلب الأمور كلها.

٤ - لحظة المواجهة الأخيرة بين يحيي و نائل في الفيلم كانت قوية جدا و شبيهة بنهاية أفلام الرعب الأمريكية و التي يقدم فيها الشيطان عرضه الأخير و يلتصق بجدار الغرفة و يصل الرعب إلي أقصاه في مشهد يجمد الدم في العروق و قد قام خالد الصاوي بتجسيد أفضل مشاهد السينما المصرية في هذه الدقائق. و لكن لا ننسي أيضا الجزء الزي يخلع فيه أسنانه في الرواية و التي كانت سوف تحول الفيلم إلي مشهد أكثر دموية و عنف و أعتقد أن تصوير المشهد صعب و دموي لذلك تم حذفه.

٥ - نهاية الفيلم مثل باقي أفلام العيد المصرية و توتة توته خلصت الحدوته و عاشوا في تبات و نبات و خلفوا صبيان و بنات أما نهاية الرواية فهي الأكثر واقعية حيث ينتصر الأقوي و يخسر الضعيف

نقطة أخيرة - أعتقدت أن مشهد خروج الخنفساء من صباع كريم عبد العزيز هو البديل في الرواية عن خروج السائل من فم زوجة المأمون إلي فم يحيي و التي ينتقل فيها نائل الي الوسيط الجديد. و لكن للأسف تم أخراج هئه المشهد من النطاق الدرامي للفيلم و يبقي أن نقول أنه رغم كل ذلك فهو عمل جيد و لكن هل كان يمكن ان يكون افضل؟ بالطبع.