الفيل الازرق ... فيلم وحش اوي يا جماعة

اه فعلاً ... الفيلم سئ ... بغيض ... مشين ... ازاي السينما المصرية في 2014 تنتج فيلم بهذا المستوي المتدني من حيث القصة والسيناريو والحوار والاخراج والممثلين والموسيقي التصويرية؟!! نحن امام مؤامرة ماسونية متكاملة ... احد المنتجين السينمائيين المصريين بدون ذكر اسماء "كامل ابو علي" قرر ان يضع امواله في تحويل رواية للكاتب البذئ قليل الادب "احمد مراد" الي فيلم ملئ بالاسفاف من بطولة انصاف المواهب "كريم عبد العزيز" و"نيللي كريم" و"خالد الصاوي" واخراج "مروان حامد" المخرج المتواضع جداً... وتم الفعل تحويل الرواية التي اثارت جدلاً عند طرحها وبالرغم من تحقيقها اعلي مبيعات عند طرحها كرواية وانتظار القراء لها بلهفة غريبة ... لماذا نجحت رواية الفيل الازرق؟ لأنها احتوت كماً كبيراً من الاباحية ومن المعروف ان جمهور القراء قد يستغنوا عن اموالهم في لقاء كلمة اباحية مكتوبة علي ورق بالرغم من توفر التليفزيون والانترنت لمشاهدة الاباحة بشكل افضل ومجاني ... لكن هذا ال"مراد" حول الاباحة من الانترنت الي الرواية؛ والهدف من طرح الرواية وتحويلها الي فيلم سينمائي هو شئ معروف طبعاً... الهبوط بالذوق العام ومحاربة الاعمال الهادفة وذات الطابع الفني الحقيقي والتي تعلي قيم الحب والخير والجمال.

الي هذا الحد نكتفي من السخرية الحادة من منتقدي الفيلم ....

مبدئياً انا نفسي عندي تحفظات علي اشياء كثيرة في الفيلم ... لكن النقد بطريقة اني "اطلع القطط الفاطسة" واني انسي ان لأول مرة من سنين يكون فيه موسم سينمائي بيحوي افلام بخلاف التيمة الشهيرة البلطجي والرقاصة والفنان الشعبي "مجازاً" ... يبقي انا كده بكل المقاييس مش بنتقد ولكني بساعد علي استمرار الاسفاف والفن الردئ؛ وكأني بطلب من صناع السينما المحترمين انهم يكفوا عن الانتاج السينمائي او يتجهوا كما اتجه غيرهم الي انتاج افلام التيمة الشهيرة.

وكمان انا كده بطلب من الجمهور اللي دفع تمن التذكرة لأول مرة من سنين في افلام تستحق تمن التذكرة انه مايكررش التجربة دي لأن الناس اللي عملت الفيل الازرق وصنع في مصر والحرب العالمية دول ناس وحشين ومش بيقدموا قيمة فنية حقيقية وافلامهم مسروقة ... اما افلام التيمة الشهيرة فهي افلام مصرية تنبع من الواقع المصري!

انا لا انكر ان الواقع المصري يحوي البلطجة ويحوي اشياء كثيرة سيئة... لكن كيفية الطرح هي النقطة المحورية؛ فمثلاً لا يمكن اطلاقاً ان يتم تشبيه فيلم "حين ميسرة" لخالد يوسف بفيلم مثل "شارع الهرم" او "الألماني" وغيرهم من الافلام المعروفة... وبالرغم من النقد الجاف والحاد الذي تعرض له خالد يوسف الا انه كان يقدم من خلال افلامه الصادمة مشاكل وموضوعات الواقع بالفعل ودق من خلال اعماله ناقوس الخطر عن مشاكل رأيناها ونراه كل يوم عين اليقين ... وبالرغم من ذلك لا نتواني عن الهجوم علي خالد يوسف ولا عن افلام الموسم الحالي والنقد بالفزلكة ومبدأ خالف تعرف.

وبالرجوع للفيل الازرق فقصة الاقتباس وهمية تماماً ... فيلم the tattooist الذي ربط الجميع به رواية وفيلم الفيل الازرق كان يتحدث عن شخص عنده القدرة علي الفيام بأعمال سحرية عن طريق الوشم او "التاتو" وبالمقارنة السطحية لقصة الفيلمين نجد انهم مختلفين تماماً ... كما ان احمد مراد اعتمد علي مجموعة من الاخبار والحقائق التي حدثت بالفعل استناداً الي اخبار نشرت "بالفعل" في كتاب "عجائب الاثار في التراجم والاخبار" واي شخص يملك انترنت في اللحظة الحالية ممكن يدخل ويبحث عن الكتاب ويقرأ ماورد فيه عن قصة المأمون....

اما بالنسبة لرأيي في الفيلم نفسه... اعتقد انه ماكنش بالظبط زي مانا كنت متخيل من حيث الابهار... فأنا كنت متوقع تحويل الرواية الرائعة للكاتب الموهوب "احمد مراد" الي فيلم من اخراج المخرج العالمي الواعد "مروان حامد" ستكون افضل من ذلك؛ فالراوية اقتص منها اجزاء من وجهة نظري هامة جداً ... وتم التحوير في بعض الاجزاء الاخري والاعتماد علي ان المشاهد قد رأي الرواية مسبقاً. ولو كان المبرر في التخلص من بعض الاجزاء في الرواية هو الالتزام بمدة عرض الفيلم علي شاشة السينما ... فمعظم الافلام في السينما الامريكية بيتم الحذف منها في نسخة العرض السينمائي وبتعرض كاملة بالمشاهد المحذوفة في النسخة المطروحة للاستخدام المنزلي ...

في رأيي اهم نقد يوجه للفيلم هو عدم التركيز علي قصة الحب التي جعلت جميع من قرأ الرواية ينتظرها بشكل مختلف؛ اعتقد ان ده يسأل عنه جميع الصناع الرئيسين للفيلم .. مراد ومروان وكريم ونيللي ... اللي محستش بمجهودهم في اظهار القصة دي اطلاقاً ...

العنصر المضئ "جداً" في الفيلم هو بكل تأكيد ... الممثلين و"ادوارهم" ... انا مثلاً لما قريت الرواية كان في خيالي كريم عبد العزيز "يحيي" لبلبة "دكتورة صفاء" محمد ممدوح "سامح" محمد شاهين "شاكر" كل دول اختارتهم قبل اما يتم الاعلان عن ادوارهم لكن كنت بقية الادوار شايفها كالأتي شريف الكردي يقوم بدوره اما احمد عزمي او رمزي لينر ... نظراً لأن وصف الشخصية انه كان ضعيف الجسم قليل الحجم ونظراً لأن ده هيمثل عنصر مفاجأة لما نلاقي الشخص الهزيل ده تحول لشخص قوي جداً تمكن من تثبيت دكتور يحيي في الحائط بيد واحدة ... لكن عند اعلان اختيار خالد الصاوي لتجسيد الدور ادركت تماماً ان خالد الصاوي سيقوم بالدور علي اكمل وجه وبشكل عالمي اكتر من اي شخص اخر حتي لو لم تتوافر فيه مواصفات الشخصية ... فخالد الصاوي هو الافضل في أي عمل يشارك به حتي الأن.

مايا ... بنبوناية الرواية لم يكن دورها في الفيلم سوي مشهد كبير ومشهدين او تلاتة صغيرين؛ وكنت ارشح نجمة كبيرة لهذا الدور مثل رانيا يوسف.. لكن دارين حداد اظهرت قدرة كبيرة علي الاغراء دون ان تقوم بشئ اباحي ... وهذا كان التحدي الذي واجه صناع الفيلم بشكل عام و"كريم عبد العزيز" بشكل خاص فهو معروف بأفلامه الموجهة للأسرة وليست للكبار فقط؛ ولكن الفيل الازرق بالرغم من ان الرواية نفسها كانت جريئة وتناقش موضوع يصنف للكبار فقط لكن صناعة الفيلم في النهاية كانت رائعة وبتدل علي حنكة كبيرة من صناع الفيلم بأن يخرجوا بفيلم الاسرة يوجه مضمون قوي وجرئ في نفس الوقت.

عم سيد كان في خيالي هو صلاح عبد الله ... واحسست انه قد يظهر كضيف شرف في هذا الدور الصغير ليؤدي دور عم سيد مفتاح اللغز وحل اللعبة؛ لكن الفنان القدير جميل برسوم اظهر براعة شديدة هو الاخر في الفيام بهذا الدور واستحق ان يشارك في اهم عمل في هذا الموسم.

في النهاية اتمني المزيد من نوعية الافلام مثل الفيل الازرق وان القادم يكون افضل وان تتخلص السينما الجيدة من السينما الرديئة ... وان يعود المنتجين الي انتاج المزيد من الافلام زادت القيمة الفنية والجودة والمضمون ... وان ينبذ الجمهور الفن الردئ بشكل عام من افلام ومسلسلات واغاني ... وان نعود مرة اخرة الي زمن الرقي السابق.