ضوء في الظلام

عمارة يعقوبيان. عمل مصري قدم قبل اعوام. تابعته منذ ان طرح ومنذ الدقيقة الأولى التي بدأ عرض الفيلم فيها شعرت ان هناك شيئاً غريباً سيحدث في الفيلم شعرت ان هناك صدمة ستحدث. عزيزي قارئ هذا النقد توقف قليلاً ...ولتنسى فيلم عمارة يعقوبيان لأحدثك عن السينما المصرية الحديثة... هل تريد ان تسمع؟ هل تريد ان تعرف إلى أين وصلت؟ بالطبع لا فمجرد مرورك هنا يعني انك لست من الفئة المستهدفة للفيل في المنديل وحمادة يلعب. انت تمثل ما تبقى من الذوق العام والتوق المفرط لعمل سينمائي هادئ ومتزن وذو فكرة عامة. انت عزيزي من يريده مروان حامد ان يشاهد الفيلم. انت من جعلت عمارة يعقوبيان من رواية نشرت ونسيت على أرفف المكتبات المهجورة في القاهرة إلى فيلم لعادل امام وشاكله من اعرق نجوم السينما المصرية. انت من اوقدت تلك الحاسة لفيلم يجسد المجتمع بأكمله ويجسد مصر بمختصر العبارة ويجعلها مسرحاً صغيراً يتراقص عليه سكان إحدى العمارات التي كانت وما زالت شاهداً على امومة مصر للدنيا. الحديث عن التصوير والاخراج والسيناريو والأداء غير مهم. فهو يتعدى بمعايير السينما المصرية ان ينقد كفيلم آخر. انه عمل اثبت ان الفن في مصر له وجه نظر أخرى غير التي يراها السبكي.